جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

سقط «الإخوان».. وبدأت المعركة

جلال عارف

الجمعة، 01 يوليه 2022 - 06:41 م

فى عام حكمهم الأسود، استطاع «إخوان الإرهاب» - بنجاح عظيم! - أن يكشفوا عن وجههم الحقيقى كأكبر تنظيم إرهابى فى تاريخ مصر، وأن يسقطوا كل وهم حول إمكانية أن يكونوا جزءاً من أى عملية ديمقراطية كما ردد وقتها «الرعاة الرسميون» للجماعة، وخاصة فى أمريكا التى منحت الجماعة دعمها الكامل متجاهلة تاريخها الطويل الذى لم يعرف إلا طريق الإرهاب!!

النجاح السريع فى سرقة ثورة يناير ثم فى الاستيلاء على الحكم، والدعم الكامل من واشنطن وعملائها فى المنطقة.. جعل الجماعة تسرع الخطى نحو الهاوية! تعامل قادة الجماعة بمنطق أن الانتخابات التى جاءت بمرسى للحكم هى الأولى والأخيرة(!!) وأن الدولة الكبرى التى ابتليت بحكمهم عليها أن تفكك مؤسساتها وترهن إرادتها للمرشد وأعوانه(!!) وأن الشعب الذى ثار على الفساد وطلباً للحرية والعدل عليه أن يرضى بسطوة الجهالة وحكم المرشد أو يواجه عصابات الإرهاب الإخوانى!

كان الصدام حتمياً.. فلا مصر تقبل أن تأخذها الجماعة فى طريق قندهار، ولا الدولة العريقة سترضى أن يحكمها الجهل حتى لو تستر - زيفاً  وبهتاناً- برداء دينى يتاجر به فى سوق السياسة، ولا شعب مصر سيقبل أن يحكم من مقر المرشد أو من مبنى سفارة أجنبية مهما كان العلم الذى ترفعه!!

كان الصدام حتمياً، وكانت التحديات هائلة، وكان شعب مصر - كعادته - قادراً على أن يكتب التاريخ بإرادته الحرة، وتضحياته الهائلة، وإيمانه الكامل بأن مصر ستظل هى «المحروسة» وأن من أرادها بسوء، قصمه الله، وبينما كان رجل الإخوان الأهم خيرت الشاطر يقول لوزير الدفاع يومها الفريق السيسى إن الإخوان سيحكمون مصر لخمسمائة عام.. كانت مصر تستعد لتكتب كلمة النهاية فى حكم الإخوان. كان الشعب يقول كلمته، وكان جيش مصر - كما كان دائماً - فى موقعه الصحيح يحمى إرادة الشعب ويفتح الباب أمام إنقاذ مصر من قبضة إرهاب الإخوان.

فى ٣٠ يونيو العظيم.. أثبت الإخوان مرة أخرى أنهم خارج التاريخ.. توقعت قياداتهم ألا يزيد حجم المتظاهرين ضدهم على خمسة آلاف، فامتلأت الميادين بأكثر من ثلاثين مليون مصرى ضد حكم الارهاب(!!) واكتشفت أمريكا  أنها - بدعمها للإخوان - كانت تراهن على سراب(!!) وأثبتت مصر أنها ليست «الجائزة الكبرى» لامريكا أو للاخوان، وإنما هى «الجائزة الكبرى» للمصريين وحدهم.. الأرض أرضهم، والمصير مصيرهم، والقرار قرارهم.

سقط حكم الإخوان فى ٣٠ يونيو، ولم يكن ممكناً أن يستمر، وسقطت بعد ذلك عصابات الإرهاب التى هددت الأمن والاستقرار فى البلد الآمن وفشلت كل  الضغوط التى مارستها قوى خارجية راهنت على «الإخوان» وهى تكرر أحاديثها عن الانحياز للحريات وحقوق الإنسان، وعن مكافحة الإرهاب الذى تدعم عصاباته، وفى مقدمتها الإخوان!!

أسقطت ٣٠ يونيو حكم الإخوان وكشفت مخططات كل الداعمين له، وأنقذت باقى العالم العربى من باقى المؤامرة، حقق شعب مصر ما كان البعض يعتبره مستحيلاً. لكن ما بدأ فى ٣٠ يونيو لابد أن يكتمل. لقد سقط «الإخوان» لكن المعركة الحقيقية هى بناء الدولة المدنية الحديثة، وامتلاك القوة التى تحميها من كل الشرور والمخاطر. مازال تجار الدين يمارسون لعبتهم ينشرون أفكار التخلف والجهالة، ومازال الكثيرون فى عالمنا العربى  لا يستوعبون الدرس ويلتمسون الحماية من الخارج، وما زالت التحديات كبيرة فى عالم يواجه آثار كورونا وحرب أوكرانيا وأزمة الغذاء.

٣٠ يونيو كانت نهاية الإخوان، لكنها كانت أيضا بداية معركة مستمرة من أجل بناء مصر التى فى خاطرنا جميعاً. وحدة القوى الوطنية التى صنعت ٣٠ يونيو هى القادرة على استكمال الطريق رغم كل التحديات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة