كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

العيد والأسعار

كرم جبر

الجمعة، 01 يوليه 2022 - 06:42 م

 فى العيد وكل عام وأنتم بخير تتركز الشائعات حول ارتفاع أسعار اللحوم - وهى حقيقة يتم استثمارها فى تضخيم الأزمة وتأليب الناس، ويتم تجاهل الجهود المبذولة لتوفيرها فى كثير من الشوادر والمجمعات الاستهلاكية.

 ولولا ذلك لضربت أسعار اللحوم رقماً قياسياً، والمواجهة تسير فى اتجاهين:

 الأول: زيادة المعروض وهو ما يحدث بالفعل، والقضاء على الأزمات المفتعلة، بسبب جشع بعض التجار، وهو ما يفعلونه كل عيد حتى قبل كورونا والحرب الأوكرانية.

 والثانى: ترشيد الاستهلاك بقدر الإمكان، وأتمنى أن تساعد برامج الطبخ المنتشرة فى كل الفضائيات فى هذا الأمر، ولا يتم استعراض الولائم والأصناف التى يعجز عنها الناس.

 والبيئة الخصبة لانتشار الشائعات هى القرى والأرياف والمناطق الشعبية، حيث تستثمر الجماعة الإرهابية الظروف الاقتصادية، وانشغال الناس فى تدبير حياتهم اليومية، فى بث سمومها وأكاذيبها، ويساعدها على ذلك أن الظروف صعبة بالفعل.

 وأتت الرياح بما لا تشتهى السفن.

 ففى الوقت الذى توسعت فيه الدولة فى المشروعات الغذائية، واللحوم والأسماك والزراعة، حدثت أزمتان كبيرتان، لم تؤثرا فى توافر السلع، ولكن ارتفعت الأسعار ضمن موجة الغلاء الرهيبة التى تسود العالم كله.

 ليس مستحباً أن نضرب أمثلة لأزمات عاشتها البلاد فى فترات سابقة، حتى لا يكون ذلك من قبيل الوعظ والإرشاد، ولكن يكفى أن نتذكر أنه أثناء حرب 67 و73، كان الناس يصنعون الصابون فى بيوتهم من الدقيق والصودا الكاوية، وكانت طوابير الحصول على السجائر من الأكشاك تمتد عشرات الأمتار، وكان صعباً أن تجد دجاجة أو زجاجة زيت أو كيلو سكر وخلافه فى أى مجمع استهلاكى.. وكانت الأزمات تتحدث عن نفسها فى كل شىء.

وقبل سنة 2014 كنا ننام فى أزمات ونستيقظ على أزمات، من رغيف الخبز حتى ألبان الأطفال، ومن انقطاع المياه حتى الكهرباء، وكانت البلاد مرشحة للانهيار والإفلاس، وكانت الجماعة الإرهابية تستثمر كل أزمة للمتاجرة بأوجاع وآلام الناس.

 الأزمة الروسية الأوكرانية لن تستمر إلى ما لا نهاية، والعالم كله يضغط لانفراجها، بسبب الغلاء والبطالة والجوع، ومصر والحمد لله متماسكة وتحقق معدلات نمو معقولة، ولم تستسلم أو «تنهار».

 هذا معناه أن نحافظ على ما فى أيدينا، وأن نحافظ على بلدنا ولا نكرر الخراب، ففاتورة يناير بلغت خسائرها 400 مليار دولار، ولو تم ضخ هذا الرقم الكبير فى شرايين الاقتصاد والمشروعات الاستثمارية، لكانت البلاد فى مكانة أخرى مختلفة تماماً.

السماء لا تمطر ذهباً ولا خبزاً، ولكنها تستجيب للأوفياء، الذين يدعون الله أن يحفظ بلدهم ويمنع عنه الشر، ويكتب له النجاة من كل مكروه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة