آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

ميلاد جديد.. من رحم الحرية

آمال عثمان

الجمعة، 01 يوليه 2022 - 08:05 م

منذ تلك اللحظة التى تحرر فيها الوطن وألقى بكل مخاوفه فى الجُبّ، وقرر أن يتحرر ويولد مجددا من رحم الحرية، وأنا استقبل هذا اليوم بمشاعر مختلفة، فقد جعلنى أشعر أننى ولدت من جديد، ووهبنى القدر حياة أخرى فى ذلك التاريخ الذى يضيف كل عام رقما إضافياً لسنوات عمرى فى سجل الحياة، وكلما أضيف عام  ازدادت معه سنوات الميلاد الجديد للوطن، بعد رفضه أن يظل أسيرا وراء أسوار الظلام، وسجينا خلف قضبان جماعة إرهابية اختطفته فى غفلة من الزمان. 

وفى ذات التاريخ كل عام تتداعى فى مخيلتى ذلك المشهد الرهيب الذى عشناه يوم 30 يونيه، بعد أن كاد اليأس يتربص بنا ويحاصرنا فى تلك الأيام العصيبة، وتتقافز الصور وتتبارى الحكايات فى الوجدان، وتتراءى الأحداث لحظة بلحظة، وتتسابق وجوه البشر المملوءة بالإصرار والعزيمة، وجوه شعب رفض أن يقف ساكناً مستسلما، ينتظر ذلك الموت البطئ الذى يتربص به، واختار أن ينزل إلى الشوارع والميادين ليستعيد حقه وإرادته وحريته، وأتذكر اللحظة التى صار فيها المصريون جسدا واحدا له إرادة واحدة، يتحرك فوق تلك الأرض الطيبة التى افترشناها وتقاسمنا فوقها الماء والطعام، وأجراس الكنائس تدق مع أذان المغرب، معلنة قوة وصلابة هذا النسيج المترابط، الذى لم ولن تفرقه جماعة مغتصبة أو تطرف ملعون، أو فتن شيطانية تبث الفرقة بين أطيافه.

لم يكن أحد فى العالم يظن وقتها إننا قادرون أن نزيح هذا الكابوس القابع فوق صدر الوطن، ونسترد بلدنا من أيادى تلك الجماعة الإرهابية، بمجرد أن ننزل إلى الشوارع ونعلن رفضنا لتلك القوى الظلامية، ولمحاولات طمس هويتنا، لكن كان الشعور  بالتفاؤل يغمرنا جميعا، ويقين بأننا قادرون على ألا نعود إلى ديارنا، إلا وقد استعدنا بلدنا واسترجعنا حريتنا واسترددنا بلدنا، وأزحنا تلك العصابة الإرهابية التى احتلت الوطن، وهددت مستقبله وأمنه القومي.
وأعيد وأكرر طالما ظللت حية..

إن ذلك التاريخ سيظل له معنى عظيم لدى جميع المصريين، ولتلك اللحظات فى داخل وجدانى ذكرى عزيزة أنتظرها من العام إلى الآخر، لأستمد منها القوة والعزيمة على استكمال مشوار الحياة، وسيظل هذا اليوم يمثل لى ميلادا جديدا، بعد أن كان مجرد يوم أتلقى فيه التهانى بمناسبة ارتفاع أرصدة كشف حساب العمر فى بنك الحياة. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة