منصورة عز الدين
منصورة عز الدين


منصورة عز الدين تكتب: عن الكتابة

أخبار الأدب

السبت، 02 يوليه 2022 - 01:17 م

فى تحقيق نشرته جريدة الجارديان البريطانية قبل سنوات، تحدث عدد من الكتاب المعروفين عن علاقتهم بالكتابة، عمّا دفعهم لها، وما حفزهم على احترافها، عن كيف تأتيهم أفكار رواياتهم وقصصهم، وما الذي كوَّنهم ككتاب.

واللافت أن أول ما يخرج به القارئ من قراءة ذاك التحقيق هو أن ثمة مناطق وخلفيات لا يمكن تفسيرها فى ما يتعلق بالإبداع.تنوعت إجابات الأدباء المشاركين، فكان بعضها مباشراً بسيطاً، وبعضها الآخر حائراً كأن صاحبها لا يعرف لماذا بالضبط اختار هذا الطريق، فى حين كان بعضها الثالث واثقاً كأننا أمام من لا يترك شيئاً للصدفة أو الحيرة.

الروائي الشهير إيان ماك إيوان، على سبيل المثال، استعاد منفى أبيه خارج إسكتلندا وبعدها خارج بريطانيا، باعتباره حدثاً مؤثراً عليه ككاتب، فحين بدأ مسيرته الأدبية لم يشعر بأنه جزء من الأدب الإنجليزى، بل انتابه دوماً شعور اللامنتمي.

خفت هذا مع الوقت، لكنه ترك تأثيره عليه، تحديداً لجهة إحساسه بعدم الانتماء لأي فروع أو جذور عائلية. هكذا بدأ ككاتب وجودى، مهتم أكثر برسم شخصيات خارج التاريخ وخارج الأماكن المعروفة. يرى ماك إيوان أنه، بمرور السنين، أصبح كاتباً تقليدياً نوعاً ما، أو على الأقل أصبح منتبهاً أكثر لتقاليد الرواية الإنجليزية الموروثة من القرن التاسع عشر.

أما الروائية هيلاري مانتل، الحائزة على جائزة البوكر البريطانية عامى 2009 و2012، فاعتبرت أن الموروث الدينى لعب دوراً كبيراً فى اتجاهها للكتابة، حيث كتبت: «فى عالم مثالى كل الكتاب يحظون بطفولة كاثوليكية، أو ينتمون لدين آخر يقوم بدور مماثل فى حياتهم. الكاثوليكية تخبرك فى سن مبكرة جداً أن العالم ليس ما تراه، أن خلف كل شىء تبصره، خلف المظهر، أو الأحداث كما نعرفها، ثمة حقيقة أخرى أكثر أهمية بما لا يُقارَن». منذ طفولتها المبكرة، آمنت مانتل بأن للعالم وجهين: ظاهر وباطن، وأن وراء كل سبب ثمة سبب آخر، ووراء كل تفسير هناك تفسير آخر. وتختصر هذا بالقول الشائع: «الأمور ليست ما تبدو عليه»! وترى أن هذا يسري على كل ما تكتبه وكل ما تلمسه.

وفى صدد الإجابة عن سؤال حول ما دفعها لاحتراف الكتابة أجابت الكاتبة بيريل باينبريدج بأن السبب كان رغبتها فى تدوين طفولتها، وفى الكتابة عن أشياء عرفتها وبشر التقتهم. تؤمن باينبريدج بأن لا أحد يمكنه اختراع الأشياء. تقول: «الناس قد يقولون إنهم لا يعرفون من أين تأتيهم القصة، لكن لا بد من أنهم يعرفون.. لا شىء مخترَع. عامةً، أنت تستدعي الذكريات، وهذا أكثر ما يثير اهتمامي فى ما يخص الكتابة».

أما كاتب الأطفال مايكل موربورجو  فبدأ كلامه بأن أحد الأشياء التى أخافته من الكتابة وهو صبى، كان عدم امتلاكه لأفكار ولا خيال. كان يمكنه السخرية وحكي الطرائف مثل الأولاد الآخرين، لكن على الورق لم يكن لديه شىء جاد ليضيفه، ولا مغامرات أراد تدوينها. تعلم موربورغو لاحقاً أن الخيال ليس شيئاً تملكه أو لا تملكه. بالنسبة له، ووفقاً لتجربته مع الكتابة، الخيال يتم تحفيزه أو خلقه من قِبل أناس حقيقيين، أحداث تاريخية، ذكريات، من الواقع بشكل ما. فهو لم يكتب أبداً قصة ليس لها جذور ولو ضئيلة، من الحقيقة أو الملاحظة.

اقرأ ايضا | الفائز بجائزة البوكر البريطانية «دامون جالجوت»: أشعر بالذنب لفوزي بالجائزة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة