يونان مرقص القمص
يونان مرقص القمص


قضية ورأى

الحوار الوطنى من خلال القيم الدينية والإنسانية الراقية

الأخبار

الأحد، 03 يوليه 2022 - 09:00 م

إن المجتمع المصرى الأصيل على مر العصور يتميز بقوة ومتانة نسيجه الواحد، فنحن المصريين عشنا أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، فى ألفة ومحبة وتفاهم وتعاون، فامتزجنا واندمجنا واتحدنا، وصار لنا شكل واحد ولغة واحدة وهدف واحد، ونحمل لقباً واحدا وهو: «أننا مصريون» وكلنا من دم واحد ومن أب واحد ومن أم واحدة «آدم وحواء» وكلنا  أبناء أبونا إبراهيم كليم الله، ونحن جميعًا نعبد الإله الواحد القدوس، خالق السماء والأرض، الذى لا شريك له.. والعبادة والدين لله وحده، وكل إنسان يعبد الله بطريقته، أى حسب عقيدته الإيمانية التى تمنحه الخلاص والحياة الأبدية فى الآخرة.


وأعتقد أن العامل الأساسى للتقدم والبناء والنمو المجتمعى هو»الحوار الوطنى الجاد والفعال    فى كل مجالات الحياة» ومن خلاله أيضاً نحتاج إلى وقفة جادة وحازمة، نتناول فيها جذور المشاكل ونحدد فيها حجمها الحقيقى، ووضع حلول جذرية مناسبة لها، وبصورة واضحة، استناداً إلى وقائع محددة يجرى جمعها وحصرها..


وأعتقد أنه قد حان الوقت الذى يحتاج فيه المجتمع المصرى إلى ثقافة الحوار (حوار وطنى ومجتمعى بحت). مشكوراً قد دعا إليه السيد رئيس الجمهورية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى (القيادة الرشيدة للبلاد) لبناء المستقبل وللحفاظ على أمن وسلامة مصر وشعبها، فهى خطوة ممتازة على خلق مناخ صحى لإجراء حوار وطنى من خلال أجندة وطنية، يستوعب كل القوى الوطنية والمؤسسات الدينية والأحزاب وكل التيارات السياسية والشباب المثقف والشخصيات العامة ذى الكفاءة (التنوع والتوازن المجتمعى). الجلوس والمشاركة من أجل الوقوف على القواسم المشتركة لتحقيق الهدف من الحوار الوطنى الشامل ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أوصانا أن نعيش فى هذا الوطن الغالى على قلبه، فى سلام وأمان وطمأنية ومحبة وتقدم ونجاح، وحذرنا بقوله «أن البيت المنقسم على ذاته يخرب ولايثبت» فيجب أن نجلس معا لنتصارح ونتكاشف فى كل أمور حياتنا الوطنية، بمعنى أننى أضع يدى فى يد أخى الوطنى لنعمل معا على حل مشاكلنا داخل بيتنا.. ومن خلال هذه الأجندة الوطنية يجب على القيادات الدينية (القوى الناعمة فى البلاد) أن يكون لهم دور كبير فى الحوار الوطنى الثقافى ويكون من أولوية الأجندة (الحوار المشترك بين نسيج هذا الوطن وحل مشاكله بكل شفافية)؛ لنزع فكر التصنيف البشرى الدينى وتحرير الإنسان من الأفكار الرجعية وعدم انسياق الشعب وراء الشائعات والأكاذيب، وخلق أجواء أكثر مودة ومحبة وسلاماً بين هذا الشعب المبارك، ويعتبر نجاحه هو نجاح الحوار الوطنى الشامل الذى من أجله استقرار بلادنا وتقدمها بين بلدان العالم، والحفاظ على وحدة الجماعة الوطنية المصرية، فإننا جميعاً مطالبون بالتكاتف والعمل الوطنى الجاد معاً حتى لا نعطى الفرصة للمتربصين فى داخل مصر وخارجها لانقسام وحدتنا الوطنية العريقة داخل هذا البيت الواحد، فنجاح مصر واستقرارها من واجبنا الوطنى، وكلنا مسئولون عنها أمام الله، وسيحاسبناً الله على كل يوم يمر علينا، ولا نصنع فيه خيراً، داعياً الله أن يوفق هذا الحوار الوطنى الشامل من أجل نجاح المجتمع المصرى العريق وينمو فى القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وأن يعم السلام بيننا ونفعل خيراً فى حياتنا، لأن حياتنا تقاس بمقدار العمل والمحبة والخير الذى نفعله ونقدمه، وحينما يزن الله إنسانيتنا، إنما يزنها بالخير الذى نفعله من أجل كل عمل صالح، وأن يحفظنا من كل أعداء هذا الوطن، وأن يعم السلام والأمان والهدوء والطمأنينة من خير بلادنا العزيزة مصر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة