الإثنين، 04 يوليه 2022 - 05:23 م

دعونا نعترف أن الدولة المصرية مثلها مثل باقى دول العالم تأثرت بصورة كبيرة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية .. صعوبة الأزمة على مصر أنها تستورد الكميات الأكبر من الزيوت والأقماح من دول الأزمة بخلاف أن أسعار القمح عالمياً زادت بأكثر من الضعف ونفس الحال بالنسبة للزيوت والبترول .. فمثلاً لو كانت حصة هذه السلع فى الموازنة العامة للدولة تقدر بـ عشرة مليارات دولار فإن الحكومة مطالبة بتدبير عشرين مليار دولار لشراء نفس السلع وبنفس الكميات والتى تصل إلى حوالى ١٢ مليون طن قمح سنوياً وحوالى ١٢٠ مليون برميل بترول بخلاف السلع الأخرى .. الاقتصاد المصرى وبعد أن نجح فى الخروج من عنق الزجاجة بعد الثورات والاضطرابات التى شهدتها مصر منذ عام ٢٠١١ وبعد نجاح خطة الإصلاح الاقتصادى وإعادة تأهيل البنية التحتية بل وبناء بنية جديدة متطورة ظهرت جائحة كورونا وأسهمت فى تعطيل الحركة السريعة ولكنها لم توقفها .. الأزمة الروسية الأوكرانية انعكاساتها على العالم  تتمثل فى أنها أزمة أحدثت بالفعل  أزمة غذاء وغلاء وندرة فى الخامات ..

لو استمرت هذه الأزمة لفترة أطول ستكون التداعيات أخطر وهنا يظهر دور الدولة والتى نجحت بفضل الرجل الوطنى المخلص الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ مصر من المؤامرة الكبرى .. الدولة المصرية نجحت خلال الفترة الماضية فى  وضع سيناريوهات بديلة تضمن استمرار معدلات النمو والسيطرة على التضخم مع توفير فرص عمل وتحجيم انطلاقة موجة الغلاء .. قد تكون العبارات بسيطة ولكن مضمونها له تأثير كبير على استقرار الدولة اقتصادياً وهو أمر يتطلب من الجميع مضاعفة العمل والإنتاج والتعامل بفكر جديد مع ملفات الصناعة والاستثمار لأننا فى أشد الحاجة إلى توفير احتياجاتنا الأساسية أو نسبة كبيرة منها من خلال الإنتاج المحلى وهو أمر ليس بالصعب لو صدقت النوايا ونجحنا فى القضاء على البيروقراطية التى تعوق تدفق الاستثمارات وإتاحة إقامة مشروعات جديدة ..

المرحلة القادمة صعبة على الجميع ولكننا بفضل الله عبرنا أزمات أقوى وأخطر من الأزمة الحالية ولكن علينا أن نكون أكثر حرصاً بتلاشى السلبيات والتى يتوقع الجميع أن تمتد لسنوات ومنها ارتفاع الأسعار وندرة المعروضات .. دعونا نقف مع الرئيس عبد الفتاح السيسى لعبور الأزمة مثلما عبرنا معه أزمات وتحديات أسهمت فى الوصول إلى مصر الجديدة .. حتماً ستنتهى الأزمة وستكتشف أننا استفدنا من الفرص التى تصنعها الأزمات بشرط التعامل مع الأوضاع بواقعية وخطط محددة المدة .. دعونا نبدأ معاً خطة إنقاذ الاقتصاد للحفاظ على المكتسبات التى تحققت خلال السنوات الماضية .. وتحيا مصر