طاهر قابيل
طاهر قابيل


قفزة إلى المستقبل

طاهر قابيل

الإثنين، 04 يوليه 2022 - 05:26 م

«الاستغناء عن المنتجات المستوردة ببديل محلى متميز، والارتقاء بالوعى فى مواجهة الدعاوى الهدامة، والترجمة الفعلية لفلسفة العمل الجماعى .. هو طريق صحافتنا القومية.. ومن نجاح إلى نجاح »

خلال مشاركتى بمبادرة الرئيس الصينى»شى جين بينج» (طريق الحرير)، حرص الصينيون  على أن يأخذونى فى جولات للاطلاع على تفوقهم الاقتصادى، ومشاهدة المنتجات، وطرق تصنيعها، فكانت زياراتى للمناطق الاقتصادية والتصنيعية .. زرت مدينة لتصنيع الملابس الرياضية، والتى تضمنت ملابس الفرق المختلفة.. وتصنيع الأجهزة والادوات الرياضية.. وغير ذلك مما تحتاجه كل لعبة وفريق محلى أو دولى.. كما زرت مدينة لصناعة «الصلصات» مختلفة الأنواع وتصدرها للدول العربية وأخرى لمنتجات الألبان.. وخاصة «الزبادى والرايب والزبادو».. وتجولت فى مدينة للأجهزة التكنولوجية والكهربائية.. وزرت مصانع لاستقبال البترول من المراكب وخطوط النقل وتصنيع المنتجات البترولية.

لقد اهتم «التنين الأصفر» بالصناعة منذ أربعينيات القرن الماضى حتى أصبحت من أهم  القطاعات التى يعتمد عليها الاقتصاد الصينى.. ومن أكبر الدول الصناعية فى آسيا والعالم.. وذلك بعد سلسلة من الإصلاحات التى قامت بها الحكومة المركزية و»الحزب الشيوعى الصينى»  لزيادة الإنتاج.. واستقطاب أصحاب المشروعات والمستثمرين الوطنيين والأجانب.. وأرسل البعثات الخارجية لتعلم الهندسة والاقتصاد والإدارة الحديثة وغيرها من علوم المستقبل.. ونجحت الصين فى الانتقال من «مجتمع زراعى إلى صناعى» وأصبحت الأرض الصينية موطناً لصناعة السيارات وخاصة الكهربائية ومعدات النقل والقطارات والسكك الحديدية والسفن والمنتجات الاستهلاكية  والاحذية والألعاب والإلكترونيات وأجهزة الاتصالات.. كما خصصت قطاعا للصناعة التحويلية ومعدات الطاقة والتوربينات والأسمدة.. واصبحت  ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.. والأكثر نجاحا فى قطاعات البناء والتشييد والعقارات والخدمات الهندسية والتسويق الإلكترونى وبناء الكبارى وحفر الأنفاق وتطوير البرمجيات.

المصرى للمصرى
عرفنا الصناعة قديما.. وقام أجدادنا قدماء المصريين باستخراج النحاس والفضة والذهب ونجحوا فى صهرها وتصنيعها.. وعرفنا صناعة الآلات والأدوات الزراعية والمعدات الحربية وبناء السفن والمنسوجات وعصر الزيوت.. وأبدع جدودنا فى صناعة الحلى المرصعة بالأحجار الكريمة.. وإرساء قاعدة صناعية كبرى شملت المنسوجات والسكر والزيوت والأرز.. ومصانع لتحضير المواد الكيماوية.. ونجح «بنك مصر»  برءوس أموال مصرية فى النهوض بالصناعة.. وتأسيس قاعدة شملت سلسلة من الشركات والمصانع الكبرى نجحت فى إقامة صناعة متطورة ورفع  شعار «المصرى للمصرى».. وإرساء مشروعات رائدة من الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والبترول والكيماويات والغزل والنسيج والصناعات الغذائية والألومنيوم.. وأصبح القطاع عصب التنمية الاقتصادية.. ومن أكثر القطاعات تحقيقاً لمعدلات النمو ودعم الناتج القومى وتوفير فرص العمل.

فى جمهوريتنا الجديدة نستهدف «قفزة الى المستقبل».. والنهوض بالصناعة ليصبح بلدنا من الدول الرائدة صناعياً فى الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال تعميق التصنيع المحلى.. والتوسع فى الصناعات ذات القيمة المضافة والمكون التكنولوجي.. وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات.. ورفع معدل النمو.. فلدينا مقومات كثيرة للنجاح منها العمالة الماهرة الوفيرة ورخيصة الثمن.. ووسائل النقل وشبكة مواصلات متنوعة لنقل السلع والمنتجات إلى الأسواق المحلية والعالمية.. مع  توافر الخامات.. وقد تم تعديل القوانين لتيسيرالحصول على التراخيص.. وتشجيع ثقافة العمل الحر وتطوير منظومة التدريب وإصلاح التعليم الفنى والمهنى.. ليكون لدينا ما نفاخر به من المنتجات التى كتب عليها «صنع فى مصر» بعدما أعددنا  «رؤية مصر 2030» للتنمية.. والتى تستهدف خلق اقتصاد تنافسى ومتوازن قائم على الابتكار والمعرفة والعدالة والنزاهة الاجتماعية والمشاركة لتحسين مستوى المعيشة.. وزيادة معدل النمو.. ومساهمة القطاع الخاص.. والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر فى الناتج المحلى.. وتوفير ملايين فرص العمل اللائقة والمنتجة وتحسين الأداء المؤسسى.. وزيادة نسبة مساهمة الناتج الصناعى.. وقد تم إطلاق خريطة الاستثمار الصناعى التى تشمل كافة الفرص المتاحة فى مختلف المحافظات.

النسخة الأولى
تسعى مصر لتحقيق طفرة صناعية والاعتماد على المنتج المحلى.. وخفض الواردات وتقليل استخدام العملة الأجنبية فى الاستيراد.. وذلك بإنشاء المجمعات الصناعية وتوطين التكنولوجيا لتلبية احتياجات السوق فى ظل المتطلبات الإنتاجية المتزايدة للمشروعات القومية.. وسد الفجوة بين الصادرات والواردات.. وتخفيض فاتورة الاستيراد.. وخاصةً ما يتعلق بمدخلات الصناعة.. وقد تمت المراجعة الشاملة والحصر الدقيق للأراضى التى تم تخصيصها ولم يتم استغلالها.. ودراسة أفضل السبل للاستفادة منها.. مع مواصلة إنشاء المجمعات باعتبارها قاطرة التنمية.. وشاهدنا فى السنوات الماضية قفزات وتطورات كبيرة فى التشريعات.. وفى  بناء الوحدات الإنتاجية والمصانع لشباب المستثمرين.. فقد تم  تسجيل 10 آلاف مصنع جديد.. وبلغ عدد المسجلة لدى هيئة التنمية الصناعية 45 ألف مصنع تقريبا مع طرح 4 ملايين متر مربع أرض صناعية مرفقة فى الصعيد.. مع توفير مليون متر أرض.. وإقامة 5 مدن عملاقة هى» الروبيكي» للجلود و»الأثاث» بدمياط  و»الصناعات البلاستيكية» بمرغم، و»النسيج» بالسادات، و»كوم أوشيم» الجديدة .. كما تم تدشين 4500 مصنع فى 13 مجمعا فى المحافظات.. و طرح 472 مصنعا جديدا بالتنسيق بين جهاز المشروعات الصغيرة وهيئة الاستثمار فى 3 مجمعات هى «بنها» بالقليوبية و«ميت غمر» بالدقهلية  و«الصف» بالجيزة.. وتتضمن مراكز لخدمة المستثمرين والصناع ومناطق للتخزين.

إن ما يحدث على أرضنا من نهوض بملف الصناعة وتوطينها.. وخاصة فى محافظات الصعيد الأكثر فقرا.. وذلك بصياغة استراتيجية وتصحيح أوضاع الاقتصاد «غير الرسمى» فما يحدث هو نقطة تحول كبيرة فى التنمية الصناعية.. ودعم المشروعات الصغيرة.

الأحد الماضى انطلقت النسخة الأولى من معرض «صناعة بلدنا» والذى نظمته الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى بالتعاون مع  المؤسسات الصحفية القومية الكبرى الثلاثة «الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية» تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء.. يتزامن المعرض مع احتفالاتنا بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو التى استرددنا فيها نورنا.. وانطلقنا للبناء والإصلاح لتأسيس «الجمهورية الجديدة» اودولة «الحياة الكريمة»..   
استعرض المعرض فى دورته الأولى ما شهدته السنوات الماضية من إنجازات.. وما تحقق من طفرة غير مسبوقة فى مختلف القطاعات.. جعلت من الصناعة والإنتاج قاطرة للتنمية الاقتصادية.. وإحدى دعائم تحقيق الاستقرار وإطلاق برنامج إصلاحى شامل جعلنا قادرين على التعامل بفاعلية ونجاح مع الأزمات ومواجهة التحديات. عارضا دور الصحافة القومية ومساندتها للدولة ودعم توجهها للتطوير والإصلاح ومواصلة دور الإعلام الوطنى فى خدمة الوطن والمواطن.. وأداء رسالته التنويرية.. وتقوية أركان الدولة.. بما يملكه من كوادر على أعلى مستوى.. فالنجاح الذى تحقق وحشد قطاعات الانتاج والمشاركة بالمعرض المتميز لم يكن «وليد الصدفة» وإنما نتيجة لخطة مدروسة ومتابعة يومية.. وعقد العديد من الاجتماعات والجلسات التحضيرية.. فدور المؤسسات القومية التى يملكها الشعب «وطنى متنامٍ» فى دعم الدولة وتعزيز جهود الإصلاح والتنمية.. وكانت المشاركة الكثيفة للمواطنين والاطلاع على ما تحقق من إنجازات والمشاركة الواسعة من الصناع والمستثمرين ومجتمع الأعمال.. مؤكدا على نجاح المعرض وتحقيق الأهداف الاستراتيجية والوطنية.. وتأكيد ان رسالتنا كهيئة ومؤسسات لدعم الدولة ومساندة إنجازاتها بفضل رؤية ثاقبة وجهود مخلصة.

الدعاوى الهدامة
على مدار الأيام الثلاثة التى تنتهى اليوم قدم المعرض صورة للتكامل.. وضرب مثلا يحتذى به فى بذل الجهد وتقديم روح طيبة وصورة مشرقة للإمكانيات الصناعية بما يخدم القلاع الإنتاجية.. وتقديم رسالة تنويرية تركز على تعريفنا بمنتجاتنا وجودتها فى مختلف القطاعات.. خصوصا الأكثر تصديرا.. والعمل على ترويجها إقليميا ودوليا والاستغناء عن المنتجات المستوردة ببديل محلى متميز.. والارتقاء بالوعى فى مواجهة الدعاوى الهدامة والترجمة الفعلية لفلسفة العمل الجماعى.. فإنه هو طريق صحافتنا ومؤسساتنا القومية فمن نجاح الى نجاح».. فمشاركة وزراء التنمية المحلية وقطاع الاعمال والمالية والشباب والرياضة والزراعة والهيئة العربية للتصنيع والملحق التجارى لسلطنة عمان وكبار رجال الدولة والمستثمرين ورؤساء مجالس إدارات أخبار اليوم والأهرام والجمهورية الكتاب الصحفيين أحمد جلال وعبد المحسن سلامة وإياد أبو الحجاج باشراف المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة.. وبحضور رؤساء التحرير.. وخاصة خالد ميرى رئيس تحرير الأخبار.. وإشادة الزائرين بصناعة بلدنا.. ووصفهم لها بأنها ذات جودة عالية وبتخفيضات تصل إلى 35% هو نجاح للنسخة الأولى للمعرض.. تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء.. وإلى نجاح للنسخ التالية من معرضنا «صناعة بلدنا» ومن قفزة إلى أخرى فى صناعة المستقبل.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة