إيهاب فتحى
إيهاب فتحى


الصديق « العتيبى» نحن لا ننسى .. ومستمرون

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 05 يوليه 2022 - 02:08 م

 

‭..‬دائما‭ ‬ما‭ ‬أتابع‭ ‬جريدة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الرصينة‭ ‬وخاصة‭ ‬مقالات‭ ‬الرأى‭ ‬التى‭ ‬تعكس‭ ‬تنوعًا‭ ‬فكريًا‭ ‬جيدًا‭ ‬ومحببًا‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬الاطلاع‭ ‬بعقلانية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الآراء،‭ ‬نشرت‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬صفحاتها‭ ‬فى‭ ‬عددها‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضى‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬مقالا‭ ‬للكاتب‭ ‬السعودى‭ ‬عبدالله‭ ‬العتيبى‭ ‬بعنوان‭  ‬‮«‬مصر‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ..‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ننسى‮»‬‭ ‬قدم‭ ‬الكاتب‭ ‬فى‭ ‬مقاله‭ ‬رؤية‭ ‬صائبة‭ ‬لمقدمات‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭ ‬والتطورات‭ ‬التى‭ ‬حدثت‭ ‬عقب‭ ‬تسلل‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بمساعدة‭ ‬أمريكية‭ ‬فجة‭ ‬وقت‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ /‬هيلارى‭ ‬وشرح‭ ‬طبيعة‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬الذى‭ ‬أراد‭ ‬للفاشية‭ ‬والفوضى‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬السلطة‭ . ‬

انتقل‭ ‬المقال‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تحولات‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تبدو‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬اقتراب‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬الفاشيست‭ ‬احتالت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ماقالته‭ ‬سابقًا‭ ‬ضد‭ ‬الفاشية‭ ‬وظهر‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المتحولون‭ ‬من‭ ‬‮«‬‭ ‬اليسار‭ ‬المتأخون‭ ‬‮«‬‭ ‬والليبرو‭ ‬إخوان‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬ملقين‭ ‬المبادئ‭ ‬خلف‭ ‬ظهورهم‭ ‬غير‭ ‬أنسياقهم‭ ‬وراء‭ ‬اليسار‭ ‬الغربى‭ ‬هذا‭ ‬اليسار‭ ‬الذى‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬أوهامه‭  ‬وجنونه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وسلط‭ ‬المقال‭ ‬الرؤية‭ ‬وهى‭ ‬رؤية‭ ‬صادقة‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬تيار‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسى‭ ‬وروجوا‭ ‬بباطل‭ ‬إلى‭ ‬حق‭ ‬جماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬فى‭ ‬الحكم‭ ‬وأن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التى‭ ‬تأتى‭ ‬بهم‭ ‬ستزيلهم‭ ‬ويعلق‭ ‬العتيبى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬فى‭ ‬مقاله‭ ‬‮«‬هو‭ ‬طرح‭ ‬بالغ‭ ‬الجهل‭ ‬علميًا‭ ‬وشديد‭ ‬النفاق‭ ‬سياسيًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬الترويج‭ ‬لمقولات‭ ‬اليسار‭ ‬الغربى‭ ‬شائعًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬القديم‭ ‬والحديث‭ ‬دون‭ ‬عناء‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬أو‭ ‬مساءلة‭ ‬حقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬الطروحات‮»‬‭. ‬

بالتأكيد‭ ‬المقال‭ ‬فى‭ ‬مجمله‭ ‬عمل‭ ‬رصين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الرؤية‭ ‬والسرد‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬نقطتين‭ ‬فى‭ ‬المقال‭ ‬تحتاج‭ ‬الأولى‭ ‬وقفة‭ ‬للتوضيح‭ ‬والثانية‭ ‬عليها‭ ‬توافق‭ ‬ويزداد‭ ‬التوافق‭ ‬بإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجارى‭ ‬الآن‭ ‬،‭ ‬نبدأ‭ ‬بالوقفة‭ ‬كتب‭ ‬عبدالله‭ ‬العتيبى‭ ‬فى‭ ‬مقا‭ ‬له‭ ‬‮«‬للحقيقة‭ ‬وللتاريخ،‭ ‬وقفت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬المد‭ ‬العاتي‭ ‬دولتان‭ ‬عربيتان‭ ‬فقط،‭ ‬راهنتا‭ ‬بقوةٍ‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الهيجان‭ ‬السياسي‭ ‬والجماهير‭ ‬والشعارات،‭ ‬وهما‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التكتل‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ورفضتا‭ ‬استقرار‭ ‬الفوضى‭ ‬ورفضتا‭ ‬الأصولية‭ ‬والإرهاب،‭ ‬ودعمتا‭ ‬استقرار‭ ‬الدولة‭ ‬وأولوية‭ ‬الأمن‭ ‬ورفضتا‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬وأدانتا‭ ‬الخونة‭ ‬الداخليين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬ولولا‭ ‬المساندة‭ ‬السعودية‭ ‬والإماراتية‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬ممكنةً،‭ ‬ولما‭ ‬عادت‭ ‬مصر‭ ‬لنفسها‭ ‬وشعبها‭ ‬وعالمها‭ ‬العربى‮»‬‭. ‬

كل‭ ‬ماذكره‭ ‬العتيبى‭ ‬فى‭ ‬مقاله‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬السعودى‭ ‬الإماراتى‭ ‬المؤيد‭ ‬لثورة‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬ونضال‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬بين‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬حوله‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬المؤكدين‭ ‬لهذا‭ ‬الموقف‭ ‬النبيل‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬فى‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬توجه‭ ‬التحية‭ ‬لأشقائنا‭ ‬فى‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬على‭ ‬موقفهم،‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬يومًا‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬الموغلة‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬صانعة‭ ‬الحضارة‭ ‬أنها‭ ‬تناست‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬بجانبها‭ ‬فى‭ ‬نضالها‭ ‬أو‭ ‬تهاونت‭ ‬فى‭ ‬ثأرها‭ ‬من‭ ‬أعدائها‭.‬

تأتى‭ ‬الوقفة‭ ‬والتوضيح‭ ‬هنا‭ ‬مع‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬‭ ‬لولا‭ ‬‮«‬‭ ‬تلك‭ ‬وأن‭ ‬يونيو‭ ‬ماكانت‭ ‬لولا‭ ‬المساندة‭ ‬،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬وفق‭ ‬حركة‭ ‬التاريخ‭ ‬العام‭ ‬وتاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فثورة‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬فوق‭ ‬أى‭ ‬مساندة‭ ‬فلايمكن‭ ‬لأى‭ ‬مساندة‭ ‬خارجية‭ ‬أو‭ ‬داخلية‭ ‬أن‭ ‬تحرك‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬إلى‭ ‬ميادين‭ ‬العاصمة‭ ‬بكافة‭ ‬شرائحهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومن‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬ورجال‭ ‬وشيوخ‭ ‬فهذا‭ ‬الحراك‭ ‬الثورى‭ ‬لايحدث‭ ‬إلا‭ ‬بتفاعل‭ ‬شعبى‭ ‬حقيقى‭ ‬وقرار‭ ‬أمة‭ ‬أصرت‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬مقدراتها‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬المؤيدة‭ ‬بمد‭ ‬استعمارى‭ ‬هو‭ ‬الأشرس‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنسانى‭. ‬

لا‭ ‬يعتبر‭ ‬الحراك‭ ‬الثورى‭ ‬الشامل‭  ‬حدثًا‭ ‬طارئًا‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬وتاريخها‭ ‬فقبل‭ ‬مايزيد‭ ‬عن‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬خرجت‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ثورة‭ ‬1919‭ ‬تواجه‭ ‬احتلال‭ ‬الامبراطورية‭ ‬التى‭ ‬لاتغيب‭ ‬عنها‭ ‬الشمس‭ ‬ولاعجب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬بيده‭ ‬الجماعة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬التى‭ ‬أطاحت‭ ‬بها‭ ‬نفس‭ ‬الجماهير‭ ‬فى‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو،‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يوم‭ ‬تحركت‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬قبل‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الوطن‭ ‬العربى‭ ‬بوضعه‭ ‬السياسى‭ ‬الحالى‭ ‬موجودًا‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬يستطيع‭ ‬المساندة‭ ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬عندما‭ ‬تتحرك‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ثورتها‭ ‬وتجد‭ ‬مساندة‭ ‬فإنها‭ ‬بواقع‭ ‬قيمها‭ ‬وتاريخها‭ ‬ستشكر‭ ‬الشقيق‭ ‬والصديق‭ ‬المساند‭.‬

عندما‭ ‬خرجت‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬لم‭ ‬تجر‭ ‬حسابات‭ ‬من‭ ‬سيساند‭ ‬ومن‭ ‬سيعادى‭ ‬لأنه‭ ‬علميًا‭ ‬الثورات‭ ‬الكبرى‭ ‬والأمم‭ ‬العظيمة‭ ‬لا‭ ‬تجرى‭ ‬حسابات‭ ‬تجارية‭ ‬بنسبة‭ ‬المساعدة‭ ‬والعداء‭ ‬التى‭ ‬ستواجهها‭ ‬عند‭ ‬الثورة‭ ‬وإذ‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حسابات‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬تعرفه‭ ‬الثورات‭ ‬الكبرى‭ ‬فمن‭ ‬باب‭ ‬أولى‭ ‬تنظر‭ ‬الثورة‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬العدو‭ ‬وهنا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬العدو‭ ‬سهلا‭ ‬أوهينًا‭ ‬بل‭ ‬امبراطورية‭ ‬أمريكية‭ ‬تريد‭ ‬فرض‭ ‬جماعة‭ ‬فاشية‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬أمة‭ ‬بحجم‭ ‬مصر‭ ‬لكن‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والعلم‭ ‬الأمم‭ ‬العظيمة‭ ‬فى‭ ‬ثوراتها‭ ‬الكبرى‭ ‬لا‭ ‬تتوقع‭ ‬مساندة‭ ‬أو‭ ‬تخشى‭ ‬عدوًا‭ ‬فى‭ ‬قرارها‭ ‬المصيرى‭ ‬بالثورة‭ ‬والذى‭ ‬اتخذته‭ ‬بإرادة‭ ‬مكتملة‭ ‬الحرية‭ ‬وتصميم‭ ‬لا‭ ‬يلين‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬‭ ‬لولا‭ ‬‮«‬‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬وعند‭ ‬مساندة‭ ‬ثورة‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الـ30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬والتى‭ ‬امتد‭ ‬تأثيرها‭ ‬فى‭ ‬وطننا‭ ‬العربى‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬الذى‭ ‬يشهد‭ ‬انهيار‭ ‬الفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تسللت‭ ‬إليه‭ ‬بفضل‭ ‬المد‭ ‬الثورى‭ ‬ليونيو‭.‬

نذهب‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬التوافق‭ ‬وإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مايجرى‭ ‬الآن‭ ‬،‭ ‬كتب‭ ‬العتيبى‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬الحكم‭ ‬الأصولي‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬نهاية‭ ‬الأصولية‭ ‬وخروجهم‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬خروجهم‭ ‬من‭ ‬التأثير،‭ ‬والدول‭ ‬الداعمة‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬ولكل‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬قائمةً،‭ ‬ومنها‭ ‬دولتان‭ ‬إقليميتان‭ ‬معاديتان‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬وشعوبها،‭ ‬واليسار‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬يقدم‭ ‬دعمًا‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬لاستعادة‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬ومثيلاتها‭ ‬للمشهد‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وعناصر‭ ‬الجماعة‭ ‬وكوادرها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يقدمون‭ ‬مقولاتٍ‭ ‬جديدة‭ ‬ويعيدون‭ ‬التموضع‭ ‬والتأقلم‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الجديدة‮»‬‭. ‬

يقدم‭ ‬الكاتب‭ ‬هنا‭ ‬رؤية‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬ناحيتين‭ ‬الناحية‭ ‬الأولى‭ ‬استمرار‭ ‬التأثير‭ ‬الاجتماعى‭ ‬للفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬رغم‭ ‬زوال‭ ‬الوجود‭ ‬السياسى‭ ‬وفى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬هو‭ ‬الأخطر،‭ ‬والناحية‭ ‬الثانية‭ ‬علاقة‭ ‬الفاشيست‭ ‬وارتباطهم‭ ‬بالوضع‭ ‬الدولى‭ ‬الذى‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬التيار‭ ‬المعولم‭ ‬الذى‭ ‬يقف‭ ‬دائمًا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬عداء‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬واستقرارها‭ ‬ويقدم‭ ‬الدعم‭ ‬المستمر‭ ‬للفاشية‭ ‬الإخوانية‭ ‬بل‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أساليبها‭ ‬الشريرة‭. ‬

بالنسبة‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬الدولى‭ ‬والمسيطرون‭ ‬عليه‭ ‬فتجربة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭ ‬تقول‭ ‬بوضوح‭ ‬أنه‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬قوة‭ ‬أعدائها‭ ‬واتباعهم‭ ‬فإنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬فرض‭ ‬إرادتهم‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬وثورة‭ ‬يونيو‭ ‬ليست‭ ‬ببعيد‭ ‬ودروسها‭ ‬مازالت‭ ‬حاضرة‭ ‬فى‭ ‬أذهانهم‭ ‬بجلاء‭ ‬حتى‭ ‬حسابات‭ ‬السياسة‭ ‬التى‭ ‬تديرها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬فهى‭ ‬الآن‭ ‬تدار‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬العقل‭ ‬وبمرجعية‭ ‬وقدرة‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭ ‬التى‭ ‬ثبت‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬مبادئها‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬وأى‭ ‬استثناء‭ ‬آخر‭ ‬سيزول‭ ‬بقوة‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭. ‬

نأتى‭ ‬لناحية‭ ‬التأثير‭ ‬الاجتماعى‭ ‬للفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬،‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضى‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بإزالة‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الأعوام‭ ‬التسع‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬التى‭ ‬نستلهم‭ ‬فيها‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬ثورة‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬نسأل‭ ‬أنفسنا‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بذكرى‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬الفريدة‭ ‬؟‭ ‬الإجابة‭ ‬التى‭ ‬يراها‭ ‬كل‭ ‬مصرى‭ ‬مخلص‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬مراقب‭ ‬خارجى‭ ‬منصف‭ ‬ليونيو‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذكرى‭ ‬لأن‭ ‬التفاعل‭ ‬الذى‭ ‬حركته‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬بثورتها‭ ‬مازال‭ ‬يعمل‭ ‬بكامل‭ ‬طاقته‭ ‬ودخل‭ ‬فى‭ ‬مرحلته‭ ‬الثورية‭ ‬الثانية‭ ‬حيث‭ ‬يخوض‭ ‬معركة‭ ‬وجودية‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحرير‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬الظلامية‭ ‬والفاشية‭ ‬الدينية،‭ ‬استطاعت‭ ‬جماهير‭ ‬يونيو‭ ‬فى‭ ‬اندفاعها‭ ‬الأول‭ ‬وبالحشد‭ ‬المليونى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالفاشية‭ ‬والظلامية‭ ‬التى‭ ‬تسللت‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬لتبنى‭ ‬دولتها‭ ‬الحديثة‭ ‬ونفس‭ ‬هذه‭ ‬الجموع‭ ‬الآن‭ ‬تخوض‭ ‬معركة‭ ‬من‭ ‬أنبل‭ ‬معاركها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬هويتها‭ ‬المصرية‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتحرر‭ ‬عقل‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الظلامية‭ ‬والخرافة‭ ‬التى‭ ‬سيطرت‭ ‬عليه‭ ‬برعاية‭ ‬هذه‭ ‬الفاشية‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬‮«‬‭. ‬

أقول‭ ‬هنا‭ ‬للصديق‭ ‬العتيبى‭ ‬ـ‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬التوافق‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬صداقة‭ ‬حتى‭ ‬دون‭ ‬لقاء‭ ‬ـ‭ ‬أن‭ ‬متابعة‭ ‬الأحداث‭ ‬اليومية‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬تقول‭ ‬بوضوح‭ ‬إن‭ ‬تفاعل‭ ‬يونيو‭ ‬يعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬منظومة‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭ ‬ويحرره‭ ‬من‭ ‬الظلامية‭  ‬ويقف‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لمحاولات‭ ‬عودة‭ ‬طغيان‭ ‬التأثير‭ ‬الاجتماعى‭ ‬للفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬ولعل‭ ‬أوضح‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الهجمة‭ ‬التى‭ ‬شنت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬الفاشية‭ ‬وكانت‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬محورها‭ ‬الأساسى‭ ‬فمن‭ ‬تصدى‭ ‬لهذه‭ ‬الهجمة‭ ‬هم‭ ‬المصريون‭ ‬بالوعى‭ ‬الذى‭ ‬تديره‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭ ‬فى‭ ‬مرحلتها‭ ‬الثانية‭ ‬مستخدمين‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأحدث‭ ‬فى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬وهى‭ ‬وسائط‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬وكما‭ ‬كتبت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضى‭ ‬‮«‬لاتحتاج‭ ‬هذه‭ ‬الجموع‭ ‬إلى‭ ‬ميادين‭ ‬ولافتات‭ ‬لتعلن‭ ‬عن‭ ‬معركتها‭ ‬فيكفى‭ ‬فقط‭ ‬متابعة‭ ‬وسائط‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬هذه‭ ‬الوسيلة‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬كاشفة‭ ‬بجلاء‭ ‬عن‭ ‬توجه‭ ‬أى‭ ‬مجتمع‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬سحرية‭ ‬واحدة‭ ‬تحول‭ ‬الجمع‭ ‬إلى‭ ‬محاربين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هويتهم‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتحرير‭ ‬العقل‭ ‬الجمعى‭ ‬المصرى‭ ‬لكن‭ ‬التفاعل‭ ‬الذى‭ ‬صنع‭ ‬ثورة‭ ‬يونيو‭ ‬طور‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬وتحول‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬ناقد‭ ‬فيما‭ ‬يعرض‭ ‬أمامه‭ ‬وأصبحت‭ ‬القوالب‭ ‬السخيفة‭ ‬التى‭ ‬تنشرها‭ ‬الفاشية‭ ‬والرجعية‭ ‬فى‭ ‬مرمى‭ ‬نقد‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬‭. ‬أؤكد‭ ‬للصديق‭ ‬العتيبى‭ ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬وذاكرتها‭ ‬التاريخية‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬ومستمرة‭ ‬فى‭ ‬نضالها‭ ‬والآن‭ ‬تخوض‭ ‬معركة‭ ‬من‭ ‬أنبل‭ ‬معاركها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬كامل‭ ‬هويتها‭ ‬المصرية‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتحرير‭ ‬عقل‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الظلامية‭ ‬والخرافة‭ ‬التى‭ ‬سيطرت‭ ‬عليه‭ ‬برعاية‭ ‬هذه‭ ‬الفاشية‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭. ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬التحرر‭ ‬الذى‭ ‬صنعته‭ ‬ثورة‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬آثاره‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬وطننا‭ ‬العربى‭. ‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة