بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو


«تقدم كتلة نتنياهو».. أول استطلاع رأي في إسرائيل بعد حل الكنيست

أحمد نزيه

الثلاثاء، 05 يوليه 2022 - 03:12 م

أظهر أحدث استطلاع رأي في إسرائيل، أُجري بعد أيامٍ قليلة من حل الكنيست الإسرائيلي الرابع والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال، أن الباب قد يكون مفتوحًا لعودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في حقبة ثالثة له في حكم إسرائيل، مع تقدم تكتله في نتائج الاستطلاع.

وحلت إسرائيل، يوم الخميس الماضي، الكنيست ليتم الإعلان عن اللجوء لانتخابات مبكرة جديدة في الفاتح من شهر نوفمبر المقبل.

نتائج الاستطلاع

ووفقًا للاستطلاع، الذي أجرته قناة "كان" الإسرائيلية، فإن الانتخابات إذا أُجريت في الوقت الراهن، فسيأتي حزب "الليكود" اليميني، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في صدارة المشهد بـ34 مقعدًا، بزيادة 5 مقاعد عن حصة الحزب في الكنيست المنحل، والتي كانت 29 مقعدًا.

وسيأتي حزب "يش عتيد" الوسطي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، وأحد أضلاع الائتلاف الحاكم المنهار، في المركز الثاني بـ21 مقعدًا، بزيادة 4 مقاعد عن حصة الحزب في الكنيست المنحل، والتي كانت 17 مقعدًا.

وفي المركز الثالث، سيقفز حزب الصهيونية الدينية المتطرف، بـ10 مقاعد، ثم يأتي حزب "أزرق أبيض" الوسطي، بزعامة وزير الدفاع الحالي بيني جانتس، وهي نفس الحصة التي كانت عليها في الكنيست المنحل، بالاشترك مع حزب "شاس" اليميني المتطرف بـ8 مقاعد أيضًا.

بعد ذلك، سيحل حزب "يهودية التوراة" بـ7 مقاعد، ثم القائمة العربية المشتركة بـ6 مقاعد، ثم حزبي "العمل" اليساري و"إسرائيل بيتنا" اليميني العلماني بـ5 مقاعد.


وسيتهاوى حزب "يمينا"، الذي كان يتزعمه نفتالي بينيت، رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية، وسيصبح رصيده من المقاعد 4 مقاعد، وهو نفس رصيد أحزاب "ميرتس" اليساري، و"أمل جديد" اليميني، والقائمة العربية الموحدة "راعام"، وجميعها أحزاب انضوت تحت لواء الائتلاف الحاكم الذي تفكك مؤخرًا.

تقدم كتلة نتنياهو

وعلى ضوء ذلك، سيصبح توزيع الكتل، بواقع 59 مقعدًا لكتلة نتنياهو، مقابل 55 مقعدًا لكتلة الائتلاف الحالي المتفكك، و6 مقاعد للقائمة العربية المشتركة. 

ووفقًا لنتائج هذا الاستطلاع، فعلى الرغم من أن كتلة نتنياهو هي الأرجح من حيث عدد المقاعد، لكن هذا لا يعني قدرة نتنياهو، حال أتت الانتخابات بنفس النتائج، وذلك حيث سيكون بحاجة إلى مقعدين آخرين كي يصل إلى الرقم الذهبي (61 مقعدًا)، وهو الحد الأدنى من المقاعد لأي تحالف كي يُشكل الحكومة.

ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن كتلة الائتلاف الحالي تضم أحزاب يمينية مثل "أمل جديد"، بزعامة وزير العدل جدعون ساعر، وحزب "يمينا"، الذي ستتزعمه وزيرة الداخلية إيليد شاكيد بعد قرار نفتالي بينيت التنحي عن المشهد وعدم خوض الانتخابا المقبلة، ما يعني أنه سيكون بإمكان نتنياهو استقطاب هذه الأحزاب، التي تحمل أيدلوجية سياسية متوافقة مع حزبه، لكنها تختلف فقط مع "شخص نتنياهو".

وصوتت الهيئة العامة للكنسيت الإسرائيلية، صباح يوم الخميس الماضي، على مشروع قانون حل الكنيست الـ24، بالقراءتين الثانية والثالثة، وصادقت على إجراء انتخابات الكنيست الخامس والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال في 1 نوفمبر المقبل.

وستشهد إسرائيل بذلك انتخابات مبكرة جديدة في 1 نوفمبر المقبل، للكنيست الخامس والعشرين، فيما سيتولى يائير لابيد رئاسة الحكومة إلى حين إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة على ضوء نتائج تلك الانتخابات.

وأعلن نفتالي بينيت، يوم الأربعاء الماضي، عدم ترشحه للانتخابات المقبلة واعتزاله الحياة السياسية، لتقود بذلك وزيرة الداخلية الحالية إيليد شاكيد حزبه "يمينا" في الانتخابات المقبلة.

وكان نفتالي بينيت وشريكه في الحكم يائير لابيد قد اتفقا على حل الكنيست الإسرائيلي والذهاب نحو انتخابات مبكرة جديدة ستكون الخامسة في ظرف ثلاث سنوات ونصف العام.

ويقضي الاتفاق، الذي خرج يوم الاثنين 20 يونيو، على تنفيذ اتفاق تناوب الأدوار بين الاثنين، الذي كان يُفترض أن يكون في 23 نوفمبر من العام المقبل، ولكن سيُنفذ بشكل مسبق ليصبح يائير لابيد رئيسًا للحكومة الإسرائيلية.

وعلى ضوء ذلك، تولى يائير لابيد رئاسة الحكومة، وأصبح رئيس الوزراء رقم 14 في تاريخ دولة الاحتلال.

والائتلاف الحكومي الذي شكله بينيت رفقة لابيد، ضمّ أطياف سياسية من اليمين إلى اليسار مرورًا بالوسط، اجتمعت رغم خلافاتها الأيدلوجية على تشكيل حكومة لوضع حدٍ لحقبة بنيامين نتنياهو الثانية في حكم إسرائيل، والتي دامت بين 31 مارس 2009، وحتى تشكيل الحكومة الجديدة في 13 يونيو من العام الماضي، بعد حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، ليكون بذلك أطول رؤساء وزراء إسرائيل من حيث مدة الحكم على مدار التاريخ، متفوقًا على دافيد بن جوريون، أول رئيس وزراء في تاريخ دولة الاحتلال.

ولكن مع مرور نحو عام على تشكيل هذه الحكومة سقطت هذه الحكومة، بعدما تعرضت لتصدعات كان أبرزها خروج عيديت سليمان، النائبة في الكنيست عن حزب "يمينا"، الذي يتزعمه بينيت، من الائتلاف الحاكم في منتصف أبريل الماضي، ما أفقد الحكومة الأغلبية داخل الكنيست (نسبة الـ"50%+1")، والمقدرة بـ61 من أصل 120 نائبًا، وجعلها عاجزة عن تمرير أي مشروع قانون وعرضة للسقوط في أي وقت، وهو ما حدث في النهاية.

وأجرت إسرائيل منذ أبريل عام 2019 أربعة استحقاقات للكنيست، بدايةً من 9 أبريل من ذلك العام، ثم 17 سبتمبر من نفس العام، ثم 2 مارس عام 2020، وأخيرًا في 23 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر أي من الانتخابات الأربعة الماضية عن نتائج واضحة وحاسمة فيما يتعلق بالمشهد السياسي، ما أدخل إسرائيل في أزمة سياسية طاحنة نتيجة تشكيل حكومات "هشة" لا تستند على دعمٍ قويٍ داخل الكنيست، وأصبح أي انشقاق بسيط داخل الائتلاف الحكومي يهدد بانهيار الحكومة بأسرها، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة على مدار الثلاث سنوات الماضية.

اقرأ أيضًا: أيهود أولمرت: أدعو الله ألا يصبح نتنياهو رئيسًا للوزراء مجددًا

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة