أسامة عجاج
أسامة عجاج


أسامة عجاج يكتب: كرة اللهب

أسامة عجاج

الثلاثاء، 05 يوليه 2022 - 05:47 م

فى زمن قياسى وغير متوقع، تبرأ عدد من الدول العربية بسرعة، من المشروع المطروح منذ فترة، والذى تردد أنه ستتم مناقشته أو إقراره حسب الظروف، فى القمة العربية المصغرة، مع الرئيس بايدن فى منتصف هذا الشهر، وعنوانه (الناتو العربى) ضد إيران، وبقيادة إسرائيل، حيث تم الترويج له كما لو كان محسوما وفى انتظار توقيع قادة الدول التسع المدعوة للمشاركة فى القمة، حيث تحول إلى (كرة لهب حارقة) يقوم كل طرف بإبعادها عنه، وتنوعت أشكال البراءة من المشروع، سواء من مصر على لسان وزير الخارجية سامح شكرى، أثناء مؤتمر صحفى مع نظيره البحرينى فى المنامة، وهى أقرب مكان إلى طهران المستهدفة من هكذا تحالف، من الإمارات ردا على تقرير لصحيفة وول سترايت جورنال حول ذات القضية، والثالث جاء على لسان وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى، والذى اعتمد الكثيرون على تصريح للملك عبد الله تم الترويج له، على أساس أنه أول تأييد عربى للفكرة، ومجمل التصريحات الثلاثة التى اختلفت فى عباراتها، وتوحدت فى مضمونها، أن الدول الثلاث ليست طرفا فى أى تحالف إقليمى، أو تعاون يستهدف دولة بعينها، كما أنها ليست على علم بأى مناقشات رسمية تتعلق بذلك وأنه ليس مطروحا للنقاش وزاد الوزير الأردنى، بأن تصريحات الملك أسيء فهمها، وأخرجها البعض عن سياقها، مع اتفاق الجهات الثلاث على ضرورة تعزيز العمل العربى المشترك، وتفعيل آلياته، مع التأكيد على أن الإمكانيات المشتركة العربية كبيرة وقادرة، على حماية مصالح الأمن القومى من أى تدخلات من خارج الإقليم، ولدينا ملاحظتان الأولى أن هناك مشروعا أمريكيا مدروسا تحت عنوان (ردع الأعداء وتعزيز الدفاعات) ومطروح من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، يستهدف دمج دفاعات المنطقة للتصدى للاعتداءات الإيرانية، مع دعوة للبنتاجون لتحضير استراتيجية للعمل والتنسيق مع الدول المدعوة للمشاركة فيه ـ وهو فى اعتقادى -  يحمل مواصفات (الحمل الكاذب)، وستحاول واشنطن تمريره فى مرحلة لاحقه مما يدفعنا ثانيةً إلى إعادة الاعتبار لمشروع  مصر، بإنشاء القوة العربية المشتركة، الذى انتهت الدول العربية فى عام ٢٠١٥، من مناقشة كل تفاصيله، وتم إجهاضه - لأسباب لا داعى للخوض فيها الآن - فى جلسة التوقيع عليه.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة