عثمان سالم
عثمان سالم


الشورت.. والإنجاز

عثمان سالم

الثلاثاء، 05 يوليه 2022 - 06:18 م

من المؤسف أن يترك مدمنو «السوشيال ميديا» الإنجاز الذى حققته بسنت حميدة بالحصول على ذهبيتى ١٠٠ و٢٠٠ عدو بدورة البحر المتوسط فى سابقة هى الأولى فى تاريخ ألعاب القوى خاصة المسابقات الرقمية وفى العنصر النسائى على وجه التحديد.. «المنفسنين» اهتموا فقط بالشورت التى كانت ترتديه بسنت واعتبروا سجودها بعد انتهاء السباق عيبا على فتاة مصرية شرقية.. لكن بنت الإسكندرية لم تهتم بهذا «الهرى» الذى تعودنا عليه كثيراً فى مثل هذه المناسبات وركزت على أن يكون الإنجاز مجرد تمهيد لذهبيات أخرى فى بطولة  العالم القادمة ودورة باريس الأوليمبية عام ٢٠٢٤..  وفى بطولة الجولة الذهبية فى نيروبى فى مايو الماضى أحرزت الفضية..

عدة جهات تقف وراء هذه الإنجازات فبجانب أسرتها كانت القوات المسلحة كالعادة الداعم الأكبر للرياضيين عبر المؤسسة الرياضية التى كانت بصماتها واضحة فى الدورات الأوليمبية والقارية فى السنوات الأخيرة والتى بدأت فى عهد الراحل العظيم المشير محمد حسين طنطاوى. تملك المؤسسة الإمكانيات بكل أنواعها إلى جانب عملية الانضباط التى قد لا تتوفر فى جهات أخرى حتى فى الاتحادات الرياضية.. ولهذا كان من الطبيعى أن يكون مندوب القوات المسلحة أول المستقبلين للفتاة الذهبية فى المطار ومن بعده وزير الشباب والرياضة الذى كرمها وإيهاب عبد الرحمن صاحب فضية الرمح.. بإنجاز بسنت تبدأ منافسات ألعاب القوى عهداً جديداً فى سباقات السرعة وهى المنطقة المحظورة من قبل على الرجال والسيدات معاً.. فلم يظهر لدينا أى عداء منذ سنوات طويلة رغم توافر الخامات البشرية الواعدة فى مدن وقرى الصعيد التى تحتاج فقط للعين الفاحصة وتعهدهم بالرعاية المبكرة صحياً ونفسياً وفنياً، وأعتقد أن ما حققته بسنت سيفتح الباب أمام الكثيرين فإذا كانت قد جاءت من عروس البحر المتوسط فإن نظرة موضوعية لأبناء الوجه القبلى يمكن أن يوفر ذخيرة ضخمة من الأبطال فى كل السباقات ما بين السرعة وقوة التحمل.. وأعتقد أن القوات المسلحة مهيأة ومستعدة للقيام بهذا الدور بشرط أن تجد العون من اتحاد ألعاب القوى والأندية ومراكز شباب الصعيد بالبحث والفحص للأشخاص الذين يمكن أن يقدموا مردوداً فنياً بعد تعهدهم بالرعاية المبكرة خاصة التغذية والرعاية الصحية ومعهما التعليم الجيد من خلال مدارس الموهوبين رياضياً التى يمكن أن تقدم لنا نماذج مشرفة مثل بسنت المعيدة بكلية الهندسة بما يعنى أن الرياضة يمكن أن تكون دافعاً للتفوق الدراسى وتنظيم الوقت والجهد فيما يفيد بدلاً من إضاعته فى تفاهات الحديث عن الشورت القصير وغيره من حالات التنمر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة