جمال فهمي
جمال فهمي


لمن يسألون: أين العصابة؟

جمال فهمي

الثلاثاء، 05 يوليه 2022 - 10:25 م

 

لست ممن يبالغون فى التعويل على نتائج الحوار الوطنى المنتظر انطلاق أولى فاعلياته أمس، لكننى أيضا لست ممن يقللون من شأنه ولا ينتظرون من مخرجاته شيئا مفيدا للوطن، وإنما أرى أنه يوفر فرصة ثمينة، إذا اغتنمناها، فقد نستعيد السبيكة المجتمعية النادرة التى صنعت ثورة ٣٠ يونيو، ومن ثم تنتهى حالة انسداد شرايين الحوار والتفاعل الخلاق بين مكونات هذه السبيكة وغيرها فنتمكن من البدء فى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التى طالما حلمنا بها وزينت مبادئ دستورنا.  

أظن أن فى هذه المقدمة ما هو كفيل وحده بالرد على سؤال لماذا تستثنى عصابة الإخوان وباقى عصابات التجارة بالدين المماثلة من المشاركة فى هذا الحوار، ومع ذلك ربما لا ضير فى السطور التالية من تذكير كل من يحتاج للذكرى بقائمة الجرائم المهولة التى ارتكبتها هذه العصابات قبل وبعد الخروج الأسطورى للشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو إلى ساحات الوطن وشوارعه بملايين لم نعرف مثيلا لها من أجل كنس وتقويض نظام فاشى فاشل وعات وطائفى، وبالغ التأخر والتخلف ومفرط فى الجهالة والإجرام والقسوة حاولت العصابة الأم أن ترسى قواعده عنوة على جثة هذا البلد بعد إعادة هندسة مجتمعه ودولته.. وقد نجح المصريون باقتدار فى إتمام المهمة بأجسادهم العارية مستعينين بقوة وإخلاص جيشهم الوطنى الباسل، فأهدوا بذلك الإنسانية جمعاء نموذجا ثوريا فذا ومبهرا إذ تمكنوا من إفشال وتقويض مشروع إجرامى رهيب هو الأخطر والأشد تخريبا فى كل تاريخ الدولة المصرية الحديثة.

وكان الرد على هذا الإنجاز أن أطلقت العصابة وأتباعها فى دروب البلاد وشوارعها، شراذم وقطعان مسلحة متوحشة راحت تعيث عربدة وخرابا وتقتيلا وتعذيبا (بما فى ذلك إلقاء فتية صغار من فوق أسطح المبانى) وتفجيرا، بينما الوهم يملأ رؤوسهم الخربة، أن بإمكانهم إخافة وإرعاب الشعب المصرى وقواته المسلحة، وإجبار الجميع على الركوع والاستسلام وإعادة «ذراعهم» الرئاسية للجلوس مرة أخرى على كرسى الحكم فوق تلال البطلان وركام الخراب الشامل..
 وبالتزامن مع عربدات فرق الإجرام الدموى التى استباحت كل المقدسات وارتكبت أبشع الموبيقات فى ربوع وادينا، أعطت العصابة المذكورة إشارة البدء لقطعان التكفيريين الإرهابيين الذين جلبوا بالأجرة من كل صوب وحدب وزرعوا فى أرض سيناء، لكى يشنوا حربا قذرة على مؤسسات الدولة المصرية (خصوصا الجيش والشرطة) بهدف نزع شبه الجزيرة من تحت خيمة السيادة الوطنية وتحويلها إلى إمارة ظلام مستقلة يرتع فيها ويسرح العملاء والجواسيس من كل لون وصنف.   

لقد ارتكب المجرمون الأشرار (وأبواقهم المنحطة) أسوأ صور الخيانة الوطنية، فقد قاموا بحملة تشهير وشتم مسعورة وبذيئة وغير مسبوقة ضد جيش مصر، رافقها عملية لحس نشطة وعلنية لأحذية أسيادهم الأمريكان طمعا (لا يخل من جنان رسمى) فى أن ترسل واشنطن تجريدة عسكرية تغزو بلادنا وتعيدهم إلى الرقاد من جديد على قلوبنا بالعافية، حتى يستأنفوا العمل فى خدمة مشروع إغراق أمتنا العربية فى نزاعات وحروب طائفية عبثية تأكل الأخضر واليابس ، تكرس العدو الإسرائيلى قوة عدوان وحيدة طاغية ومهيمنة، وتبرر وجود كيانه العنصرى اللقيط القائم على خرافات دينية.
 وبعد..

هذه القائمة السوداء من  الجرائم مجرد عينة من فيض أخطار وفظائع وارتكابات يندى لها الجبين، لعلها فيها جميعا ما يكفى لإخراس كل الألسنة التى تسأل باستعباط: لماذا يستثنى الإخوان المسلمون من المشاركة فى الحوار الوطنى؟

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة