عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

أمنية يوم عرفة

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 07 يوليه 2022 - 08:37 م

اليوم الجمعة يوم الوقوف بعرفة ..

وهذا أمر لا يحدث كثيرا لذلك يقال إن الحاج الذى يتقبل الله حجته تحسب بأكثر من حجة واحدة .. فاخر مرة صادف فيها يوم الوقوف بعرفة يوم جمعة كان فى أواخر شهر ديسمبر عام ٢٠٠٦ ..

وشتان ما بين حالنا اليوم ونحن فى الأسبوع الأول من شهر يونيو ٢٠٢٢ والأسبوع الأخير  من شهر ديسمبر ٢٠٠٦..

قبل نحو ستة عشر عاما مضى كانت بلدنا تشهد أكبر اختراق إخوانى لمؤسساتها المختلفة، بعد أن فازوا فى الانتخابات البرلمانية التى جرت قبلها بعام بأكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب (٨٨ مقعدا) ..

وقبلها كانوا قد تمكنوا من السيطرة على أهم وأكبر النقابات المهنية وفى مقدمتها نقابتا الأطباء والمهندسين، وعلى الاتحادات الطلابية ونوادي أساتذة الجامعة وعدد كبير من المساجد والجمعيات الأهلية والمدارس .. أى أنهم كانوا قد قطعوا شوطا طويلا فى تحقيق خطتهم للسيطرة على المجتمع ومؤسساته المختلفة التى سميت بالتمكين وأطلق عليها خيرت الشاطر فى أحدث طبعة لها وقتها خطة (فتح مصر)!.. وهو ما ساعد الإخوان كثيرا على  الإمساك بالسلطة بعد انتفاضة يناير..

أما منطقتنا فقد شهدت قبل ستة عشر عاما سقوط وتفكك الدولة العربية صاحبة أقوى ثانى جيش بين الدول العربية وقتها، وهى العراق بعد غزو الأمريكان لهذا البلد وحل جيشه، وإلقاء القبض على رئيسه وإعدامه بعد ساعات قليلة من الوقوف بعرفة فجر أول أيام عيد الأضحى ومع بدء نحر الذبائح، وكان العرب وقتها كل منهم مشغول بهمومه.. بينما كان عالمنا قد بدأ يشهد وبشكل واضح نذر أزمة اقتصادية ضخمة صناعة أمريكية انفجرت مدوية  بعدها بعام واحد نلنا نحن فى مصر منها نصيبا ليس بالقليل عندما انخفض معدل النمو الاقتصادى وزاد العجز فى الموازنة وزادت أيضا أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر. 

وبعد مرور ستة عشر عاما يتكرر الوقوف مجددا بعرفة  بوم الجمعة .. وبلدنا مازال فيها البعض تراوده فكرة التصالح مع الإخوان بعد كل ما ارتكبوه من جرائم عنف ضدنا .. ومنطقتنا ارتفع فيها عدد الدول التى تعانى من الاضطراب من دولة واحدة إلى ستة دول عربية، وهو ما مكن دول غير عربية من زيادة نفوذها بالمنطقة .. أما عالمنا فقد وقع فى أسر أزمة اقتصادية عاتية خلفتها لنا جائحة كورونا وسياسات الإغلاق الاقتصادى التى انتهجتها الدول، وفاقمتها حرب أوكرانيا التى تعمل أمريكا على استمرارها لأطول وقت لاستنزاف روسيا .. لذلك لعل الحجاج اليوم فى دعواتهم وهم وقوف بعرفة أن يطلبوا لنا الخلاص من كل هذه الشرور التى تحيط بِنَا، داخليا وإقليميا وعالميا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة