يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

انطلاق حلم الحوار الوطنى

يوسف القعيد

الخميس، 07 يوليه 2022 - 08:39 م

من المؤكد أن انطلاق الحوار الوطنى حدث سياسى مهم يسبق غيره من الأحداث التى وقعت فى نفس الأسبوع.

وربما الأسابيع التالية. المكان: الأكاديمية الوطنية للتدريب، والزمان: خمس ساعات متواصلة من النقاش والجدل والأخذ والعطاء دون الرضوخ لأى أفكار مسبقة..

من المؤكد أن هناك تباينًا فى الآراء واختلافا فى الرؤى. لكن ثمة ثوابت لا تقبل الجدل ولا الاقتراب منها.

فكل جماعة سبق أن لجأت للعنف ولم تحترم الدستور مستبعدة من هذا الحوار.

لأن العنف ضد الحوار على طول الخط. ونحن نعرف جميعاً من يعتبرون العنف وسيلة للتعبير عن الآراء السياسية، حتى وإن أعلنوا كذبًا وافتراء أنهم ملتزمون بالحوار ونتائجه وما يمكن أن يؤدى إليه. فهو كلام تمليه المصلحة المباشرة على من يقوله ويعلنه رغم عدم الإيمان به والالتزام بآليته.

من الطبيعى وكما قالت قيادات الحوار نقيبنا ضياء رشوان نقيب الصحفيين، والمسئول الأول عن الحوار، والدكتورة رشا راغب المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب، والمستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى.

فقد عرفته عن قرب فى فترة عضويتى بمجلس النواب السابقة. كان الأمين العام وكان يعتبر عمله رسالة من الرسالات التى يجب أن يحرص عليها تماماً..

من المهم ما قيل فى جلسة الحوار الوطنى الأولى. حيث أكد ضياء رشوان استبعاد كل من شارف أو حرض على الإرهاب بأى صورة من الصور، وبأى شكل من الأشكال.

فهو استبعاد لابد منه.

لابد أن يؤكدوا عليه ونتأكد نحن منه.

فمن امتدت يده للسلاح لا يستحق المشاركة فى حوارٍ هو فى النهاية والبداية عملية رسم لمستقبل مصر فى الزمن الآتى.

ليس الآن، وليس غداً، وليس بعد غد. ولكن فى المستقبل القريب والبعيد.

وقد شعرتُ بالاطمئنان لأن أعضاء لجنة الحوار من خلال معرفتى بهم يؤتمنون على مستقبل هذا الوطن.

ويرسمون صورة تكاد تقترب من المثال لمستقبله. سواء القريب أو البعيد.

فمن المؤكد أننا نعيش فى زمن الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يبنى مصر الجديدة على أسس سليمة وموضوعية بعيداً عن المشاعر الطارئة والمواقف العابرة.

بل إن هناك تركيزا على كل ما هو ثابت وأساسى وأصيل. وبناء وطن عريق مثل مصر يتطلب العناية بالتفاصيل الصغيرة والاهتمام بها، واعتبارها الجوهر الذى لابد أن يُعاد بكل تفصيلة صغيرة فيه.

اليوم الجمعة، وغداً عيد الأضحى المبارك وعملية إعادة بناء الوطن مهمة وخطيرة، وأحسد من سيقومون بأدوار فيها مهما كانت الأدوار ثانوية وبسيطة، فهم يشاركون فى بناء مستقبل أقدم بلد عرفه التاريخ.

ولذلك فإن الاهتمام بأدق التفاصيل والرهان عليها مسألة جوهرية. صحيح أنها تفاصيل، ولكن الصورة الكلية تتكون من هذه التفاصيل الصغيرة التى لابد من العناية بها، والاهتمام بأحوالها، وجعلها فى سياقها الطبيعى الذى لابد أن توجد فيه.

ليست قريبة منه، لكنها فى نفس الموقع وفى نفس المكان.

حتى المواطن العادى يشعر بخطورة ما تقوم به اللجنة من صياغة لمستقبل وطن وبحثٍ عن أسلم السبل لكى يكون لدينا وطن يليق باسم مصر، ويليق بمستقبل مصر، ويجعل المستقبل امتداداً للماضى وتأكيداً للحاضر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة