صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


عالجتها من عدم الإنجاب.. لتتزوج غيري

جودت عيد

الخميس، 07 يوليه 2022 - 08:50 م

عذرا سيدى القاضى، لا أريد أن أقف فى مواجهة هذه السيدة أو حتى الاقتراب منها، هذا قرارى ليس من  اليوم فقط، بل عام كامل وأنا بعيد عنها، أرفض حتى سماع اسمها.

ما فعلته هذه  السيدة وما تسعى إليه الآن فى قاعة المحكمة يجعلها غريبة فى عقلى وقلبى وكل جوارحى، يكفى أنها  طعنت فى كل شىء، حتى ابنتنا لم تسلم من أنانيتها وشرورها.

رجاء سيدى القاضى أطلب منها الجلوس ودعنى أقص عليك مأساتى بحلوها ومرها، فلا يعنينى ما تريده هى، ولماذا جاءت إلى المحكمة، بل نتاج ما أقدمت عليه طوال سنوات زواجنا جعلها امرأة مشوهة فى نظرى، رغم أننا لم ننفصل حتى الآن.

القصة بدأت منذ 7 سنوات وبالتحديد فى شهر يوليو عام 2015، كنا زوجين جديدين، لم يمر على زواجنا سوى شهرين فقط، وقتها وجدت زوجتى حزينة، لا أعرف ماذا حدث؟  كانت  تبكى بصوت مرتفع، والدموع تنهمر من عينيها، اقتربت منها وسألتها بلطف ماذا حدث؟ كان رد فعلها غريبا جدا، تجاهلتنى وذهبت الى حجرة النوم، وقبل أن تغلق الباب صرخت فى وجهى «نفسى ابقى أم».

لم أفهم معنى هذه الصرخة، مازلنا فى بداية الزواج، دلفت إلى حجرتها مسرعا، أخبرتها أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن الإنجاب، علينا أن ننتظر الشهر القادم وما يليه، بل عام على أقل تقدير، وبعدها نذهب إلى الأطباء، لكنها أصرت على موقفها بالذهاب إلى طبيب للاطمئنان على كل شىء، قالت «دعنا نطمئن، حتى لا نتفاجأ بأمور أخرى على حد قولها».

وافقت على طلبها سيدى القاضى، وانتظرنا إلى نهاية الشهر،  ذهبنا الى طبيب، وهنا كانت المفاجأة، اكتشف الطبيب مشاكل صحية تمنع زوجتى من الإنجاب، الغريب أنها كانت هادئة عندما أخبرنا الطبيب بالسبب، شعرت وقتها وكأنها كانت تعلم ما تعانى منه، اقتربت منها و طمأنتها، لكن عاد الطبيب وهمس فى اذنى قائلا  «علينا ان نبدأ من اليوم العلاج، لكن يجب التريث قبل الموافقة، التكاليف باهظة».

فى هذه اللحظة وجدت نفسى ابتسم  للطبيب، وافقت بسرعة، وأخبرته أن كل شىء جاهز وعلينا البدء فورا.

مرت 3 سنوات سيدى القاضى، ونحن فى علاج دائم، بعت كل ما أملك من أراض زراعية وعقارات كانت ورثى من عائلتى، اقترضت من البنك بضمان راتبى، حتى ظهرت النتيجة، وأخبرنا الطبيب أن زوجتى مهيأة للإنجاب.

وبعد مرور شهرين.. أكد لى الطبيب حمل زوجتى، وقتها حمدت الله على أن ما أنفقته لم يذهب هدرا، بسبب الفرحة تجاهلت وضعى البائس بعد ان أصبحت مدانا ومفلسا ولا أملك سوى نصف راتبى أعيش به، لكن الأهم عندى فى هذه اللحظة الفرحة التى غمرت  بيتى، رأيت زوجتى سعيدة، وأسرتها، وهذا كان ما يهمنى.

إقرأ أيضًا | غادة العبسي تكشف كواليس مقاضاة زوجها لها لإنجابها طفلة مصابة بمتلازمة داون

مرت 9 شهور، ورزقنا الله بطفلتى رويدة، ابنتى وقرة عينى، بعدها حصل ما كان سببا فى وجودى هنا داخل المحكمة.

وجدت نفسى سيدى القاضى أعيش مع زوجة أخرى، امرأة تبحث عن النكد، تشكك فى كل شىء، تلومنى على بيع املاكى من أجلها، وتهيننى كلما أرادت شيئا ولم أستطع تنفيذه لها بسبب ضعف الراتب.

أصبحت سيدى القاضى تختلق المشاكل، وتذهب بالأيام غاضبة عند أسرتها، نعتتنى بالفقير، أخبرت الناس ظلما أنها تذهب الى بيت والدها لأننى غير قادرعلى الإنفاق عليها، تناست بأنانيتها أن أملاكى وأموالى ذهبوا  لعلاجها وتحقيق رغبتها فى الإنجاب.

استمرت على هذا الوضع سيدى القاضى، تمادت فى ظلمها وجبروتها وأنانيتها، أهانتنى أمام القريب والجار والغريب، ثم تركت البيت بلا عودة منذ عام كامل.

حقيقة لم أعد أطيقها، تجاهلتها ولم أسأل عنها، اعتبرتها غريبة عنى، وبدأت سيدى القاضى فى تجميع شتاتى، أنهكت جسدى فى العمل، سددت ديونى، وأعدت جزءا من املاكى وبدأت أرجع إلى طبيعتى، ورغم ذلك كنت حريصا على إرسال ما يكفيها ويكفى ابنتى من أموال وهى فى بيت ابيها.

كنت أظن ان هذه الفراق كاف لمراجعة نفسها، أدركت أنه عليها أن تشعر بخطأها وظلمها لزوجها الذى لم يبخل عليها بشىء، لكن الصدمة سيدى القاضى كانت عندما  أخبرنى طبيب جار لها، أن مرضها الذى أنفقت عليه املاكى كلها، كانت تعانى منه منذ الصغر، ولم تتكفل عائلتها بعلاجها وتركوها لمن يتزوجها يعالجها، مستغلين جمالها،وتعليمها العالى.

منذ  أشهر سيدى القاضى، طلبت منى هذه السيدة الطلاق، فجأة وجدتها ترسل شقيقها ليخيرنى بين الطلاق أو الخلع، قال إن هذا موقفها وفى كلتا الحالتين سيتم الانفصال وستؤول حضانة الطفلة إليها.

لم أشعر باستغراب، كنت أتوقع منها ومن عائلتها ذلك، لكن ما أثار حزنى، أنها تنوى الطلاق للزواج من ابن عمها صاحب الأطيان والأملاك.. حمدت الله على أننى اكتشفتها على حقيقتها فى وقت مبكر من الزواج، رفضت طلبها بالطلاق، وطلبت من شقيقها ان يخبرها أن تذهب الى حيث تريد، فلن أمنحها شرف أن تكون طليقتى.

نعم سيدى القاضى حضرت هنا  لأقول لها، إنها اصبحت غريبة عنى منذ ان أنكرت  كرمى معها، لذلك فلا يعنينى أن أكون زوجا مخلوعا».

لكن الأمر الذى أذهب النوم من عينى سيدى القاضى «أن هذه السيدة ستتزوج بعد خلعى من رجل آخر، وقد تنجب منه، لذلك أتساءل هنا: أليس من حقى أن أطلب تعويضا منها عن الأموال والأطيان التى أنفقتها من أجل علاجها لتصبح مهيأة للإنجاب، ألا توجد مادة فى القانون تمنحنى حقى؟! .

هذا الأمر يقلقنى سيدى القاضى، ويدفعنى دائما للتفكير فى الانتقام من هذه السيدة.

نهاية وحتى لا أطيل عليك سيدي القاضي.. أتعشم فى روح القانون أن  يقف معى، ويعيد لى جزءا من أموالى وأطيانى التى أنفقتها على هذه الزوجة «الأنانية»، وآمل ممن يضعون قانونا جديدا للأحوال الشخصية ان يراعوا مثل من هم فى حالتى،ىوان يجدوا تشريعا يعوض الزوج كذلك، مثلما توجد عشرات المواد التى تعوض الزوجة.

بعد سماع مرافعة الزوج.. قررت المحكمة حجز دعوى الخلع للحكم فى الجلسة القادمة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة