زينب عفيفي
زينب عفيفي


أول يوم العيد

أخبار اليوم

الجمعة، 08 يوليه 2022 - 08:08 م

حين يأتى العيد، حاملا أفراحه، يتوارى الحزن خلف الأيام، وتولد الأحلام من رحم الفرحة، ويتجسد الأمل فى أعماق الرحمة، ويبقى الحلم فى باطنه أمل، يتراقص أمام مخيلتنا إلى أن يخرج للواقع، قد يكون حلما ثملا أو واعيا، فالحلم بدون فعل يظل ساكنا فى الخيال قابعا فى الأعماق، صامتا كالأموات، لا يعرف طريقه للنور، والنور قبس من الفكر المستنير حاضر كالشمس فى منتصف النهار، يدفعنا الى الأمام، يلوح لنا بالفرح من بعيد.. ونلهث وراءه آملين فى تحقيقه، لا أدرى سببا بأن العيد دائما مرتبط بالفرح، يزداد يقينى عندما تهاجمنى الذكريات بحثا عن حنين غائب مع رحيل أمى وأبى وبيتنا الكبير، وما كنا نزينه فى ليلة العيد بالضحكات والنكات، والفستان الجديد والحذاء اللميع.

لا أعرف لماذا كنت أحتضن حذائى الجديد وفستانى المزركش قبل النوم فى ليلة العيد؟! ولا أعرف لماذا كنت أظل مفتحة الأعين طوال هذه الليلة فى انتظار أول شعاع للنهار، كى أجرى وأرتدى الفستان والحذاء، كان الحلم أكبر من الواقع، أو كان الواقع طيبا حنونا، كنا نجرى خلفه غير مبالين نتعقب أطيافه، فكلما أمسكنا بأحد هذه الأطياف يظهر لنا طيف جديد فى بالونة ملونة أو لفة فى أرجوحة عم إسماعيل الخشبية التى كانت تأخذنا لأعلى ثم تهبط بنا لأسفل فى سباق جنونى مع أنفسنا، تتعالى الضحكات عندما تقلب بنا الأرجوحة أكثر من مرة ونحن قابضين بيد من حديد، على حبالها الضعيفة، وجيوبنا الصغيرة العامرة بالقروش القليلة «عيدية «الأب والعم والخال والجد والجدة وكل من يأتى ضيفا علينا فى ذاك الصباح السعيد لأول أيام العيد، كان بيتنا فى شارع ضيق يمتلئ بالناس والجيران، قبل أن يصبح  واسعا فارغا من البشر ومزدحم بالبنايات الأنيقة التى تزيد من غربة الإنسان.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة