الأحد، 10 يوليه 2022 - 04:30 م

أحمد الجمَّال

دعا التلفزيون العربى (إبان فترة الوحدة مع سوريا)  18 فتاة من أجمل بنات أوروبا للاشتراك فى تصوير فيلم سينمائى بالألوان للدعاية لإنقاذ آثار النوبة من الغرق، حيث كانت تحت تهديد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، بعد بناء السد العالى فى أسوان... ماذا فعلت جميلات الدنيا بعد وصولهن إلى القاهرة؟ ومن هى ملكة جمال أوروبا التى جاءت معهن فى موكب الجمال إلى القاهرة؟ التفاصيل استعرضتها صفحات اآخرساعةب عام 1963، ونعيد نشرها كما رواها محرر المجلة وقتذاك فى السطور التالية:-

وصلت إلى القاهرة 18 فتاة يمثلن الجمال فى دول أوروبا كلها.. إنهن مدعوات من التلفزيون العربى للاشتراك فى فيلم سينمائى ملوَّن عن هذه الرحلة وسيعرض هذا الفيلم فى جميع أنحاء العالم كدعاية لإنقاذ آثار النوبة.. وقبل وصول ملكات الجمال بساعات قابلت حسن حلمى مدير التلفزيون العربي، وقال لى إن ملكات الجمال سيزرن المتحف المصرى، وعقد مؤتمرًا صحفيًا للملكات ليتمكن الصحفيون من توجيه الأسئلة التى يريدونها ثم زيارة مشروع الصوت والضوء بالهرم ومشاهدة فرقة القاهرة الاستعراضية على مسرح الهرم ثم يسافرن إلى أسوان ومنها إلى أبوسمبل والعودة إلى الإسكندرية لزيارة معالمها، ويتضمن البرنامج أيضًا زيارة مصانع المحلة الكبرى وحرير حلوان ومصانع سيارات نصر، ثم زيارة خان الخليلى والصوت والضوء بالقلعة، وفى آخر يوم للرحلة يُقام حفل خيرى فى أحد الفنادق لعرض أزياء من القطن المصرى لصالح آثار النوبة. 

وأثناء انتظارى فى فندق شبرد وصلت الجميلات من المطار.. وفى صباح اليوم التالى ذهبت معهن إلى المتحف المصرى، وتقدمت إلى أكثرهن جمالًا ليس فى نظرى ولكن فى نظر حكّام مباريات الجمال.. تقدمت إلى ملكة جمال أوروبا وهى فتاة من النرويج طولها 170 سم ووزنها 55 كيلوجراما.

سألتها عن كيفية انتخابها فقالت: فى النرويج مجلة اسمها االأخبارب أعدت مسابقة لاختيار أجمل فتاة غلاف، وبدون علمها أرسلت مدرستها صورتها إلى المجلة، وفازت ضمن 20 فتاة، ثم أجرت المجلة استفتاءً لاختيار واحدة من العشرين واختارها القراء بأغلبية كبيرة وتم انتخابها فى مباراة أقامتها المجلة ملكة جمال النرويج، وبعد ذلك تقدمت إلى مباراة اختيار ملكة جمال أوروبا وفازت.

سألتها: هل كنت تتوقعين هذه النتيجة؟ فقالت: لا.. ولكنى سررت جدًا بها.. وعن أول انطباع لها بالنسبة إلى بلدنا، قالت: أنا شغوفة بتاريخ مصر القديم، وكنت دائمًا أتمنى زيارة مصر ومشاهدة آثارها، لكننى لم أكن أتصوَّر أنها بهذه الروعة والعظمة.

تركتها لأتحدث إلى ملكة جمال الأمم المتحدة، وهى فتاة فارهة الطول بشرتها سمراء وجميلة وعيناها خضراوان وشعرها بنى فاتح وتكحل عينيها بطريقة أمانى ناشد مذيعة التلفزيون عندنا وهى تعمل موديلا للتصوير وانتخبت ثلاث مرات فتاة غلاف وملكة جمال الدوفين وحصلت على جائزة قيمة، وقالت إن أمنيتها أن تصبح نجمة سينمائية عالمية.

سألتها: هل تتبع نظامًا معينًا فى معيشتها كى تحافظ على جمالها ورشاقتها، فقالت: اأنا أتمتع بالحياة.. آكل عندما أجوع وأنام حينما أشعر بالنعاس وأضحك كثيرًا.

ورأيت ملكة جمال تركيا، إنها جميلة جدًا، بشرتها صافية فى لون اللبن، وعيناها شديدتا الأخضرار، وشعرها أسود فاحم.. وطبعا هذا اللون لا يتأتى إلا بالصبغة، وهى بقدر جمالها بعيدة كل البُعد عن الأناقة.. تمشى بملل وتجر رجليها كأنها ستسقط على الأرض من التعب.. حاولت التحدث إليها ولكن لم أتمكن إذ إنها لا تتكلم غير التركية.

وإذا تكلمنا عن الأناقة والرشاقة، فالحقيقة أن أكثر من تتمتع بهما معا هى ملكة جمال فرنسا.. كانت تلبس بنطلوناً أسود ملاصقا للجسم تمامًا، وبلوزة زرقاء بأكمام 4/3 وصدرها مقفل، وتشد شعرها البنى إلى أعلى وتجمعه فى بوكلات فى أعلى الرأس.

وبين الملكات مدرسة هى ملكة جمال أيسلندا، سنها 20 سنة وتلبس فستانًا بسيطًا بأكمام قصيرة..  سألتها عن أمانيها بعد أن أصبحت ملكة للجمال، فقالت: سأظل فى التدريس.. وكل ما حصلت عليه من انتخابى ملكة للجمال فى أيسلندا أنى فزت برحلة إلى بلدكم العظيم، وشعورى بالمتعة والفرح من الفوز.

وتركت ملكات الجمال فى المتحف يضربن بتعليمات عساكر البوليس عرض الحائط.. يجلسن على قواعد التماثيل وهذا يتعارض مع التعليمات، ويلمسن كل ما هو مغطى بالزجاج. وسمعت عسكرى البوليس يقول لزميله: اأهم دول يا سيدى أجمل بنات الدنياب.

(اآخرساعة 12 يونيو 1963)