خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«حرية الرأى» ليس على هذا الكوكب

خالد رزق

الأحد، 10 يوليه 2022 - 09:01 م

احذر فالرابط يقود إلى موقع تتحكم فيه الدولة الروسية، هذا هو نص التحذير الذى ينقلك إليه الضغط على رابط لخبر أو تقرير منشور على موقع فيس بوك عن المواقع الأخبارية ووكالات الأنباء الروسية، وأسفل التحذير تجد خيارين عودة آمنة إلى صفحة الفيس بوك أو الوصول إلى صفحة الموقع أو الوكالة الروسية على مسئوليتك.


التحذير من منظور حرية الإعلام والحق بالمعرفة هو بحد ذاته توجيه ممجوج يمارسه موقع الفيس بوك الذى صار المحل المختار لضرب حقوق مستخدميه فى المعرفة و التعبير عن الرأى، وهو لا شك ينبئ بأن الموقع نفسه يخدم أجندات المؤسسات الاستخبارية الغربية بغض النظر عن مبادئ الحرية و بديع الكلام عن الديمقراطية الكاذبة التى صدعتنا الولايات المتحدة وأتباعها الغربيون بخطط نشرها.
والحق أنه ليس وسائل الإعلام الروسية وحدها التى يسعى من وراء فيس بوك وتويتر و غيرهما من وسائل التواصل المتحكم فيها من أجهزة المخابرات الغربية لضرب مصداقيتها ، فواقعاً وعندما يتصل الأمر بقضايا العروبة والمقاومة وموقفها من الصهيونية، ودعوات استقلال القرار الوطنى للدول العربية عن السيطرة الأمريكية، يمارس الموقع الرقابة الصارمة ويحجب كل ما يتصل بالحقوق العربية ونهج المقاومة، وكل ما يفضح الممارسات الإرهابية الصهيونية فى الأراضى المحتلة، وعن ضحايا عدوانها الذى لا يتوقف على سوريا.


وليس حجب المنشورات هو الإجراء القمعى الوحيد الذى يمارسه موقع التواصل الأمريكى الأوسع انتشاراً عالمياً، و إنما تمتد الممارسات الديكتاتورية للمتحكمين بالموقع لتشمل حجب حق أصحاب الحسابات بالتواصل عبر صفحاتهم و لفترات ربما تمتد لشهور طويلة، إذا ما أقدم الواحد منهم على نشر أى رأى مناصر للحقوق الفلسطينية و اللبنانية أو حتى إن قام بنقل رابط لفيديو من أحد المواقع يظهر فيه قادة المقاومة والنضال العربى ضد الاحتلال، و هو ما يمتد ليشمل منع المنشورات المفسرة لمواقف إيران وكوبا وغيرهما من خصوم أمريكا.
باختصار نحن أمام مواقع للتواصل يدعى من يديرونها بأنها ساحات لحرية التعبير بينما تمارس أسوأ أساليب توجيه الرأى العام.
حرية الرأى والحق بالمعرفة ليست على هذا الكوكب أمريكى الإدارة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة