عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

الفكرة المروعة!

عمرو الديب

الأحد، 10 يوليه 2022 - 09:35 م

إذا أردت التسلية عن طريق البحث فى تاريخ الأفكار والمعتقدات، وتساءلت عبر هذه الرحلة الشيقة عن أقبح فكرة يمكن أن تصادفك فى ركام القناعات والمذاهب، فلن تجد أخطر من فكرة التكفير، ونهج الخوارج الذين أخرجوا كل ماعاداهم من ساحة القبول، وطردوا من سواهم من بساتين الرحمة الإلهية بلعنة التكفير الشنيعة، وإذا قلبت فى تلال قمامة التاريخ البشرى للعثور على أكثر الأفكار دمامة وانحطاطا وسفالة وشراسة وعدوانية فستداهمك من وسط هذا الركام الهائل من القمامة التاريخية لعنة تكفير الآخرين لأوهى الأسباب،

وهذا هو نهج الخوارج الذين ارتكبوا أكثر الجرائم هولا وبشاعة على مر العصور بدافع من هذه الأفكار القبيحة الهدامة، وقد حملت إلينا كتب التاريخ الموثوقة أنباء إرهابهم البغيض، وأخبار جرائمهم التى لم تفرق بين ولى وبغي، وطالت الصديقين والصالحين قبل أن تتوجه إلى المنحرفين والباغين، ويبدو أنه عمى البصيرة الذى يسيطر على كل من ينحاز إلى الهدم، ويختار الدمار، وللأسف ترحل الأدوات ولكن تبقى الفكرة -أو قل اللعنة- التى تنبعث من جديد لتجذب إليها -على الرغم من قبحها وبشاعتها- مغرمين جددا بها يخرجون علينا فى كل زمان ومكان بفكرتهم المريضة المروعة، مما يترتب عليه مزيد من الجرائم النكراء والأحداث الخرقاء،

وقد ابتليت عصورنا بأهل الشر الذين التقطوا تلك اللعنة، وهم يقلبون تلال القمامة التاريخية بدلا من أن يغترفوا من الماء العذب الصافى المتدفق فى بساتين الوحى الأخير من نصوص التنزيل وصحائف الحكمة المشرفة، وقد انسجم الخوارج الجدد مع تلك الفكرة الشنيعة المتطرفة، وأضحوا كيانا واحدا طافحا بالغل والحقد والغطرسة والتكبر على الإنسانية، وحكموا على من لايوافق على آرائهم وفيها شناعات عديدة تتفرع من فكرة التكفير الأساسية لديهم بالخروج من الملة مع مايستتبع ذلك من وجهة نظرهم الشائهة المريضة من استحلال الدم والعرض والمال وتبرير الجرائم الخسيسة السافلة الجبانة،  ومع هؤلاء الخوارج الجدد عرفت أوطاننا طريق الانقسام والتمزق والتشتت والخيبات المريرة، ومع تلك الفكرة القبيحة شق الخوف سبله إلى قلوبنا وتسلل القلق والتوتر إلى نفوسنا، ولكن يقيد الله دائما كلما اشتد كرب هؤلاء من يربتون على الجراح، ويبعثون الطمأنينة من أبناء وطننا المخلصين.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة