محمد وهدان
محمد وهدان


محمد وهدان يكتب: طعم العيد!

محمد وهدان

الإثنين، 11 يوليه 2022 - 05:03 م

 

دراسة حديثة من جامعة «هارفارد» تؤكد أن حاسة الشم هى الأكثر قدرة على استعادة الذكريات البشرية، بسبب قدرتها الفائقة على الوصول إلى مناطق الذاكرة فى الدماغ .. نعم فيمكن لرائحة عيش الفينو اللذيذة أن تخرج من الأبواب المفتوحة لفرن قريب من منزلك لتتصرف مثل ثقب زمنى أسود يأخذك عبر الزمن إلى مكان قمت بزيارته منذ سنوات.. هذا ماحدث لى مع قدوم العيد وانتشار روائح الخراف فى الشوارع، والتى ترتبط معى بكم كبير من الذكريات السعيدة .. لا أتناول اللحمة الضانى إلا قهراً وذلك إذا تم تحميرها حتى الموت.. كان أبى يشترى لنا خروفاً متوسطاً كحال أسرتنا.. ومع أول تلاقى بالنظرات بينى وبين الخروف، تنشأ علاقة صداقة ومحبة فى لحظات.. كنا نغرق فروته أنا وأخى بالبلالين لدرجة كبيرة وكنا نزينه كالعريس الذى ينتظر ليلة الزفاف.. هنا أستطيع أن أقول أننى دخلت لأجواء العيد.. كان لدينا بيت قديم بسطح فى إحدى المناطق الشعبية.. وكان هذا بيتى الثانى .. يخلد أهلى للنوم، ولكنى أسهر مع صديقى الخروف وكأنها ليلة الوداع .. أبكى عليه عند الذبح وتعود لى الابتسامة مع أول نص رغيف كبده تعطيه لى والدتى فى الصباح .. الجميع كان على أهبة الاستعداد .. وبعد انتهاء أول يوم نجلس نشاهد مسرحية لعادل إمام والكل فى سعادة عظيمة.. أما خروجة العيد زمان فكانت بلا تخطيط .. عفوية مبهجة سهلة لاتحتاج إلى check in أو صورة بفلتر على انستجرام.

- الخلاصة: نعم فرحة العيد موجودة، ولكن طعم العيد نفسه بات مختلفاً.. تغير بسبب نمط حياتنا وتفكيرنا.. السوشيال ميديا التى غذت روح المقارنات والحقد والحسد وخلقت مفهوم» التباعد الأسرى».. ضغوط وسرعة وتيرة المعيشة.. أرواح ناس حلوة فارقوا حياتنا.. أعمارنا التى تسير كالتوربينى .. كل ده خلى فرحة العيد فرحة بطعم الحنين والذكريات».
- فيسبوكيات: «هناك من يبحثون عن العيد ولايجدوه».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة