صالح الصالحي
صالح الصالحي


حوار وطنى.. وشباب فى المقدمة

صالح الصالحي

الإثنين، 11 يوليه 2022 - 05:45 م

«أتعجب من حالة الجدال التى ولدت فقاعتها مؤخرا.. وتواتر أنباء حول ادعاء أن دعوة الحوار بلا تمييز سيتم التجاوز معها بالسماح لفصيل الإخوان الإرهابى بالحضور.. أو حتى هم من يرفضون.. تلك سخرية بالغة!!»

تزداد الآمال المتعلقة بنجاح الحوار الوطنى الذى أطلق دعوته الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ٢٦ أبريل الماضى، ولم يحدد أجندة مسبقة له، مما رفع سقف طموحات جموع المصريين أن يحتوى الحوار كل القضايا الوطنية، وليست السياسية فقط التى يتخوف البعض من أن تمتلك النخبة السياسية زمام الحوار فتهمش حقوق المواطن البسيط وما تتضمنه من آمال وطموحات تحسن من أوضاعه المعيشية.

وعلى الرغم من أن المواطن العادى تسيطر عليه رغبة ملحة لتحسين أحواله المعيشية وخاصة فى ظل الركود الاقتصادى وموجات التضخم التى أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية وقبلها جائحة كورونا، إلا أن المواطن ذكى بفطرته ووعيه السياسى الذى لا يجعل هذه الرغبة تتغلب عليه بالتفريط والتصالح مع من تلوثت ايديهم بالدماء.. فهو يرفض بكل الأشكال أن يجلس مع جماعة الإخوان الإرهابية الواهمين أنهم سيتصالحون ويصبحون جزءا من دولة ٣٠ يونيو التى أسسها ملايين المصريين حينما خرجوا فاتحين صدورهم لرصاص الإخوان لاستعادة بلادهم من مهالك الظلام.

إذن نحن أمام رغبات ملحة من جموع المصريين وضعت خطوطا عريضة لأجندة الحوار.. مفادها تحسين الأحوال المعيشية ولا تصالح مع جماعة إرهابية وتوافق سياسى أتصور أنه موجود بالفعل يطرح عددا من القضايا التى سيعمل الحوار على تحسينها وتجويدها، وهى ليست خافية على أحد، بل أعلنت على لسان العديد من الساسة لإعادة لحمة ٣٠ يونيو، ومن أهمها إعادة النظر فى الحبس الاحتياطى وملفات الأحزاب السياسية وحقوق الإنسان وقضايا المحليات والإصلاح التشريعى ومنه قانون الانتخابات.. وطبقا للمستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى ستكون هناك ٣ أمور رئيسية هى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكل منها قضايا فرعية تكون محل عرض مفصل خلال عمل لجان الحوار.

وكل الرؤى مقدرة على طاولة الحوار لتحقيق الهدف الذى تسعى إليه البلاد، والتوافق حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، ومناقشة كل القضايا التى تهم الشأن المصرى داخليا وخارجيا لرسم خارطة الطريق السياسية للجمهورية الجديدة التى تتزامن مع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة التى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أكثر من ٨ سنوات.

وتمثل الاستجابة السريعة لدعوة الرئيس التى تؤكد حالة التفاعل والثقة مع النظام السياسى فى مصر، فنحن لسنا فى ليبيا أو تونس أو حتى سوريا، أو لدينا فرقاء سياسيون يملون علينا شروطهم حتى يجلسوا على طاولة الحوار.. كما أن البلاد ليست فى ظروف ضعف دافعة وراء حوار للملمة الشمل، أو ايجاد حلول وسط لفتح طريق يسمح لاطراف أخرى أن تملى شروطها على الدولة.. فلا وقت للمزايدة للتسلل إلى حوار وطنى مصرى خالص لشركاء دولة ٣٠ يونيو فقط، محظور على الإرهابية.. فنحن من نفرض عليهم هذا الحظر بإرادة شعبية.

وأتعجب من حالة الجدال التى ولدت فقاعتها مؤخرا، وتواتر أنباء حول ادعاء أن دعوة الحوار بلا تمييز سيتم التجاوز معها بالسماح لفصيل الإخوان الإرهابى بالحضور.. أو حتى هم من يرفضون.. تلك سخرية بالغة تجعلنى اندهش كيف لقتلة ان يتصوروا أن المصرى يترك ثأره!! وكيف لهم ان يتصوروا عودتهم؟!.. ثم من أين يأتون؟.. من البلاد التى فروا إليها ليعودوا إلينا مرة أخرى!! أنتم فررتم وأرتضيتم حياتكم خارجنا.. تحيكون المؤامرات والسباب والضلال ضد كل جميل ووطنى فى بلادنا.. إنكم لن تعودوا حتى لتدفنوا فى ترابها الطاهر.

وأكرر أن حوارنا داعم لكل مواطن القوة لإحداث نقلة نوعية، وتدشين لمرحلة جديدة للمسار السياسى للدولة المصرية من أجل صالح البلاد.. حوارنا بدأناه بعد مرحلة انتقالية شهدت جهودا وعناء لتحقيق استقرار أمنى ومواجهة إرهاب لم يمنعنا من إصلاح اقتصادى شهدت به كل المؤسسات الدولية وأصبحت معه تجربتنا نموذجا جذابا لمعادلة صعبة وسط حرائق وفتن وتمزق لكل دول المنطقة شرقا وغربا.. أدام الله على بلادنا الأمن والأمان وشعبها وزعيمها.

الجمهورية الجديدة يقودها الشباب

بكل الفخر والتباهى نتناقل ونتحدث عن دولتنا الآن بعد طريق وصفه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه صعب يحتاج لصبر وتضحيات وعمل جاد.. فى وقت اختصر فيه اعداء الوطن حجم الإنجازات العظيمة إلى مجرد كلفة من الجنيهات لإنشاء مشروعات ضخمة قومية تنقل مصر من أشباه الدول لدولة حديثة متقدمة، فتجدهم دائما ينزعون أى تقدم من سياقه.. فهل يحدث أى تقدم أو تنمية بدون ثمن من الجهد والعرق والكفاح.. يتحدثون عن العاصمة الإدارية الجديدة وكم تتكلف من المليارات!! إنه حديث الحاقد الذى يريد بالبلاد التخلف والضياع فينسون وهم يتحدثون أن العاصمة الإدارية استثمار فى كافة المجالات لتخرج بها مصر إلى مصاف الدول صاحبة المدن الذكية.. يتحدثون فقط عنها وينسون حياة كريمة ومشروعاتها التنموية التى دخلت كل القرى والنجوع فى كل المحافظات التى حرمت من أبسط الحقوق الإنسانية على مدار عشرات السنين من مياه نظيفة وصرف صحى ورعاية صحية.. يتحدثون عن أحوال البلاد وأنها تذهب فى غير طريقها الصحيح فى موجات تضخمية من زيادات الأسعار.. وينسون جهود التنمية وأن القيادة السياسية والحكومة لم تقصر فى توفير الحاجات الأساسية للمواطنين، وتواصل العمل فى ذات الوقت فى المشروعات القومية.. باختصار ينكرون علينا التنمية ويجيدون فقط البلبلة والتضليل والشكوى من مصاعب فى ظل ظروف عالمية استثنائية نحمد الله فيها أننا مازلنا قادرين على توفير كافة احتياجاتنا وهناك دول عظمى يعصف التقصير تجاه شعوبهم بحكوماتهم لكننا فى مصر تواصل اجهزة الدولة العمل ليل نهار.. ونسعد كل يوم بافتتاح مشروعات جديدة، لولا مساندة الحكومة لها لتوقفت وتعثرت وما خرجت للنور إذا ما كنا استسلمنا للتفكير النمطى والتقليدى الذى كان يقول بأن نتوقف عن العمل فى ظروف عالمية صعبة ونعطل استثمارات بالمليارات ومعه تتعطل حركة التنمية فى البلاد، ووقتها كان سيكون العذر مع أجهزة الدولة، لكن القيادة السياسية رفضت وعملت فى ظروف بالغة الصعوبة ولم تؤجل أياً من التزاماتها لتغيير حياة المواطنين وتعظيم دخولهم بالعمل الجاد والبحث عن أفكار جديدة.

ورغم كل الأعباء والمعاناة التى تتحملها القيادة السياسية لتأمين احتياجات البلاد والدخول لمرحلة جديدة من عمر مصر، لم تنس الشباب فى هذه الجمهورية الجديدة، بل اعتبرتهم عمادها، فالآن يتم تعليمهم وتطويرهم وافتتاح مشروعات تليق بالغد المنشود الذى يحملون لواءه.. فمنذ مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يضع الشباب نصب عينيه، ويحرص على الالتقاء بهم وسماع وجهات نظرهم ودعمهم فى جميع المجالات، والآن يدعمهم روادا للتحول الرقمى والتكنولوجى ليتولوا زمام البلاد.

كلمة فى الثانوية العامة
كنت أظن أن الثانوية العامة الجديدة التى خضعت للتطوير تعنى أن نتوقف عن القلق الذى معه تنخلع قلوبنا ويصاب ابناؤنا بحالة من الهلع بسبب الامتحانات.. كنت أتصور أن تتغير كل الصور التقليدية لكل البيوت المصرية سواء من التهافت على الدروس الخصوصية حتى حالة الكآبة التى تنم عن أن داخل المنزل طالب ثانوية عامة!! التى أضيف إليها الاستمرار فى عمليات الغش الالكترونى الذى يفقد المنظومة العدالة بين طالب غشاش وآخر يخوضها بمجهوده.. فما الجديد إذن مادمنا مازلنا نتوارث نفس أعراض بعبع الثانوية العامة من عشرات السنين.. وكأن التطوير غير شافع.. فنحن مازلنا نعتبر أن الثانوية العامة هى كل مستقبل الطالب رغم أن المناهج طورت..

لكننا مازلنا نحتاج لتطوير نشعر معه بالقضاء على الرهبة التى تتزايد فى كل وقت عن سابقه بماراثون الثانوية العامة التى أصبح فيها العبء لايتوقف فقط على نفقات الدروس الخصوصية، بل تعدى ذلك، فعلينا تحضير الآلافات من الجنيهات لتوفير مقعد فى الجامعات الخاصة، والتى بها فى نفس الوقت أماكن محدودة.. إننى أحلم بتطوير يخرج الجميع من الكآبة إلى رحابة التعليم المفيد للابن وللأسرة والمجتمع.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة