محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


أسرار الحج وعجائبه !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 11 يوليه 2022 - 07:00 م

«كان حلمى أقعد على كافيه فى الشانزلزيه وأتصور قدام تمثال الحرية بأمريكا أو أزور كوكب اليابان، بس صدقنى مفيش ولا حاجة من دول تساوى ساعة بعرفات ومفيش متعة زى زحام منى وتدافعهم بالجمرات والمشى ١٠ ساعات بين الحشود ومتعة تعب كل حتة فى جسمك ،وكل ما تجينى فرصة حج أجرى عليها مهما كانت الرحلات اللى هلغيها».

بهذه العبارات لخص زميل غاوى سفر أهم أسرار الحج الذى تهفو إليه سنوياً قلوب ٢ مليار مسلم ليختار الله منهم بضع ملايين لزيارة بيته ، هذا السر الغامض الذى يمنع رفضك فرصة حج حتى ولو كانت ظروفك الصحية والعائلية والعملية والمادية لا تسمح، فتسارع بتلبية نداء ربك لتكون بين الحجيج ملبياً.
«الحج مشقة» هكذا يقول الحجيج إذا أصابهم نصب، والقاعدة الذهبية لدى الجميع أن الأجر على قدر المشقة فتجد غالبيتهم يختارون الطريق الأصعب فى أداء مناسك الحج مهما سمعوا من فتاوى لكبار العلماء بتسهيلها ويلوذون بالصعب ولو فيه هلاكهم، وهذا سر آخر للحج ، فالشخص الذى يجادل ويناور تعطيلاً لحد بسيط أو هرباً من تعاليم دينية سهلة فى حياته تجده العكس تماماً فى الحج.

وهناك كثير من الأشخاص يسافرون سنوياً للحج لاغين سفريات مهمة وأكثر رفاهية ، سيجيبنى الكثيرون أنه أمر طبيعى لأداء الفريضة والتطهر من الذنوب، فنجيب أن الحج كفريضة تؤدى مرة واحدة، وأسوتنا فى هذا رسولنا الكريم ، كما أن الله سبحانه يتجلى فى السماء الدنيا يوم عرفة ليستجيب ليس فقط للحجيج إنما لكل من يدعوه ويناجيه ولو لم يكن بين الحجيج ملبياً، وهناك أعمال بسيطة لا تتكلف أموالاً أو أفعالاً إيمانية صعبة ،لو فعلها المسلم تكتب له حجة، ورغم ذلك لا يقدم عليها كثير ممن يفنون أنفسهم بحثاً عن فرصة سنوية للحج، وهذا سر كبير!!.

نعود لمناسك الحج والتى يختار غالبية الحجاج الطريق الصعب لتنفيذها وما تشهده من أجواء إيمانية وما تنهمر به الأعين من البكاء وتزلزل القلوب من التقوى كى يعود الحاج من حجه كيوم ولدته أمه متطهراً من كافة الذنوب والخطايا، وليسأل الجميع نفسه بصدق، كم منا عاد من حجه ليفتح صفحة إيمانية جديدة مع نفسه والآخرين، كم من الحجيج عاد محافظاً على صفحته البيضاء ليمارس حياته الدنيوية بكل ما فيها دون أن يسب ويقذف ويتآمر ويظلم ويسلب الحقوق وينهش الأعراض ويكسر الخواطر ويستحل حقوق بلده بل ودينه، والبعض للأسف لا ينتظر العودة من الحج ليبدأ هذا التحول الدراماتيكى، ولا نعفى أنفسنا من ذلك ،وإذا سلمنا أن من يعودون  بعد الحج لسيرتهم الأولى ليسوا قليلين فإن أغلبهم يحاول الحج مرات ومرات!!، وهذا للأسف من الأسرار المحيرة للحجاح وليس للحج .

أعرف أنه كلام صعب لكنه للأسف حقيقى ،نعرضه بنية صافية أن نعبر تلك الأيام المقدسة بحج للقلوب جميعاً يذيب قسوتها وينير ظلمتها ويسدد للحق طريقها ويغسل أنفسنا من الحقد والغل والرياء والنفاق اللهم نسألك حجاً مبروراً لقلوبنا وأنفسنا وأنت يا مولانا القادر على ذلك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة