م. علي سعده
م. علي سعده


نقطه على حرف

العبقري الأسطورة .. في ذمه الله

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 11 يوليه 2022 - 10:00 م

بقلم م. علي سعده


فارقنا بالأمس رجلا من أذكى وأمهر رجالات مصر .. انه المهندس العبقري إسماعيل عثمان .. ابن شقيق المهندس عثمان أحمد عثمان ورئيس مجلس اداره شركة المقاولون العرب الأسبق .. كبرى شركات المقاولات في الشرق الأوسط والتي وصل عدد فروعها في عهده خارج مصر في افريقيا وأسيا وأوروبا إلى ٣١ فرعا.. بجانب عمله رئيسا للنادي الإسماعيلي لفترة طويلة.

بدأ حياته ملازما لعمه المهندس عثمان كظله .. روى لي انه كان يحمل له الشنطة طيلة ١٢ عاما وشرب من علمه وخبرته لدرجة ان المعلم عثمان ( كما كان يحب ان نناديه ) رشحه رئيسا لشركة المقاولون العرب ولم يرشح أحدا من أولاده الأربعة.

كان المهندس اسماعيل رحمه الله قمة في الذكاء العلمي ويكفي ان تعلم ان بيل جيتس عندما عقد اول مؤتمر لعباقرة الكومبيوتر في العالم اختار ٣٠٠ شخص للحضور وكان المهندس اسماعيل هو المدعو الوحيد من الشرق الأوسط.

اثناء عملي مديرا لمنطقه دبي كان يحضر لزيارتنا كثيرا مع اعضاء مجلس الإدارة.. وفي اوقات الراحة كان باقي المجلس يهرعون للتسوق الا هو.. كان يتأبط ذراعي كي ادله على أماكن أحدث اصدارات الكومبيوتر فقط.

لم نشعر قط في تعاملاتنا معه بأنه الرئيس.. كان أخا متواضعا ناصحا بمنتهي الادب وكان يتمتع بروح الفكاهة دائما.

دعانا القنصل المصري لحفل عشاء بالقنصلية في دبي .. وكانت زوجته فنانة ورسامه .. وقبل العشاء قامت تستعرض لوحاتها واطالت في وصف احدي اللوحات السريالية ونحن جميعا نتضور جوعا .. وبعد الشرح والاسهاب التفتت الي المهندس اسماعيل قائله: ايه رأيك في اللوحة يا إسماعيل بك؟ فقال بهدوء اللوحة رائعة فعلا .. بس متهيألي مقلوبه ؟؟ وانفجرنا ضاحكين.

في احدي زيارات الرئيس مبارك لاحد مواقع الشركة وبحضور معظم وزراء الدولة وبعد انتهاء الزيارة استقل ميارك سيارته ليقودها بنفسه.. وهنا اسرع المهندس اسماعيل معترضا لسيارة الرئاسة قائلا لمبارك .. لو سمحت ياريس .. معاك رخصه؟ فبادره. مبارك ضاحكا هو انت معاك رخصه تتواجد في المكان دا ؟ وضحكنا كلنا لجرأته وسرعه بديهته.

نجاحه ونجوميته اثارت غيره وحسد وزير الاسكان الاسبق المهندس محمد ابراهيم سليمان وخاف ان يزيحه من منصبه ويجلس مكانه فاتفق مع المهندس ابراهيم محلب علي الإطاحة به وتعيين الاخير بدلا منه .. وفي الاجتماع السنوي لقيادات الشركه (المسمي يوم الوفاء والولاء ) تمت دعوتنا وجلس علي المنصة المهندس اسماعيل عثمان والي جواره المهندس ابراهيم محلب .. وكانت بوادر الاطاحه به علي اشدها لكنه لم يفقد للحظه روح الفكاهة .. امسك بالمايكروفون قائلا: سيدنا ابراهيم كان عاوز يدبح سيدنا اسماعيل .. لكن ربنا نجاه .. ونظر ضاحكا للمهندس ابراهيم الذي تجهم وجهه بشده وفهم ما يقصده المهندس إسماعيل .

رحم الله رجلا عبقريا فقدته مصر .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة