صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تراجع الأسهم العالمية مع ارتفاع قراءة معدلات التضخم

حسن هريدي

الثلاثاء، 12 يوليه 2022 - 04:18 م

تراجعت الأسهم مع ترقب المتداولين لقراءة ساخنة لمعدلات التضخم، وبداية موسم أرباح رئيسي قد يوفر أدلة حول ما إذا كان الاقتصاد يتجه نحو الركود أم لا، بالتزامن مع ارتفاع الدولار.

ألقت الهزائم الكبرى التي مُنيت بها أسهم الشركات العملاقة مثل "تسلا" (Tesla Inc) و"أبل" (Apple Inc) بثقلها على التداولات. وغرقت أسهم شركة "تويتر" (Twitter Inc) عندما انسحب إيلون ماسك من صفقته البالغة 44 مليار دولار لشراء الشركة، ما مهد الطريق لمعركة قانونية.

في الوقت الذي اقترب اليورو من التكافؤ مع الدولار، بينما انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 3%.

وسط احتشاد واسع النطاق للتحديات الاقتصادية، ينتظر المستثمرون معرفة ما إذا كانت الأرباح متماسكة أو ما إذا كانت الشركات ستخفض التوقعات بشأنها بشكل كبير.

أحد أسباب الحذر هو الانقسام بين فريقين رئيسيين في "وول ستريت"، حيث يراهن المحللون على أن الشركات الأميركية لديها المرونة الكافية لنقل التكاليف الأعلى إلى المستهلكين، في وقت لا يقتنع فيه العديد من الاستراتيجيين بأن هذا هو الحال بالفعل.

كتب مات مالي، كبير استراتيجي السوق في شركة "ميلر تاباك" أنه: "لم يتم تسعير سوق الأسهم بالفعل وفق أي انخفاض محتمل قادم في تقديرات الأرباح لهذا العام أو العام المقبل.. حتى لو ظلت تقديرات الأرباح مستقرة وخاصة إذا انخفضت، فسيتعين على سوق الأسهم أن تنخفض أكثر قبل أن نرى نقاط القاع المهمة".

أشار "مالي" إلى أن الأسهم يتم تداولها عند مستويات تقييم يُنظر إليها باعتبارها مستويات مرتفعة، وليست منخفضة. وأضاف أن مقياس السعر إلى المبيعات الحالي، على سبيل المثال، في نفس مستويات السوق خلال الأعوام بين 2020 و2018، وعند المستوى ذاته الذي شهدته السوق خلال فقاعة التكنولوجيا في 2000.

تستمر ضغوط الأسعار وموجة التشديد النقدي وتباطؤ الاقتصاد في إبقاء المستثمرين على الهامش حتى بعد محو حوالي 18 تريليون دولار في النصف الأول من قيمة الأسهم العالمية. ومن المتوقع أن تقترب قراءة التضخم في الولايات المتحدة، غداً الأربعاء، من 9%، ما يدعم حجة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتعزيز سعر الفائدة الضخم في يوليو.

أدت الزيادات الحادة للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف الركود إلى رفع الدولار لأعلى مستوياته منذ مارس 2020. وكتب مايكل ويلسون، كبير محللي الأسهم الأميركية في "مورغان ستانلي"، أن ارتفاع الدولار سيكون بمثابة "رياح معاكسة هائلة" للأرباح في العديد من الشركات الأميركية الكبيرة، وسيكون سبباً آخر لتوقعات بتحقيق أرباح باهتة.

قال المستثمر والملياردير ليون كوبرمان إن الدولار الأقوى "سلبي بالفعل لأرباح الشركات". وعلى أرض الواقع، تحسرت العديد من الشركات مثل الشركات العملاقة "مايكروسوفت"، وكاسكو" (Costco Wholesale Corp) و"سيلزفورس" (Salesforce Inc) أيضًا بسبب تأثيرات الصعود الصاروخي للعملة الأميركية.

بالنسبة إلى "ويلسون"، فستستمر السوق الهابطة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، ويرى القيمة العادلة عند 3400- 3500 نقطة، في حالة الهبوط السلس و3000 في حالة الركود، وهو انخفاض بنسبة 23% عن إغلاق يوم الجمعة الماضي.

كتبت ليزا شاليت، كبيرة مسؤولي الاستثمار في "مورغان ستانلي ويلث ما نجمنت" أن "الركود التضخمي أمر محتمل مثله مثل الركود التام".

تزامناً مع ذلك، أشار الاستراتيجيون في "سيتي جروب" إلى أن هناك علاقة قوية بين مسار سعر الفائدة لدى "الفيدرالي"، ونمو الأرباح، ويقولون إنه كان من الشائع أن ترتفع الأرباح مع تشديد بنك الاحتياطي لسياسته، والانكماش عندما يتحول البنك إلى التيسير استجابة للضعف الاقتصادي.

وأضافوا أن هذا يعني أن أرباح الشركات يجب أن تظل مرنة أمام ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، ما يمهد الطريق أمام الأسهم الأميركية المتضررة للارتفاع في الفترة المتبقية من العام الجاري.

مع بدء البنوك الكبرى موسم الأرباح هذا الأسبوع، سيبحث المتداولون عن أدلة حول صحة الاستهلاك واتجاهات الإنفاق، بالإضافة إلى القروض لمؤسسات الأعمال، وثقة الشركات. قد تكون تقييمات العقارات والإقراض أيضاً أساسية لاتجاه السوق، إلى جانب الأفكار حول حالة أسواق رأس المال.

اقرأ أيضا | ارشادات للتعامل مع البورصات وتراجعات الأسهم

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة