«الإنتاج الوطنى» يحقق ثراءً فنيًا وطفرة فى صناعة السينما
«الإنتاج الوطنى» يحقق ثراءً فنيًا وطفرة فى صناعة السينما


نقاد سينمائيون: «الإنتاج الوطنى» حقق ثراءً فنيًا وطفرة فى صناعة السينما

إسراء مختار

الثلاثاء، 12 يوليه 2022 - 05:39 م

تواصل الشركات الوطنية التابعة للدولة دورها المحورى فى صناعة السينما، ويمتد تأثيرها إلى صناعة السينما بشكل بارز أعاد للأذهان قيمة الإنتاج السينمائى الوطنى وأثره فى تقديم أعمال فنية مهمة، بالإضافة لدعم صناعة السينما بشكل عام، وتقديم أعمال فنية تحمل قدراً كبيراً من المغامرة الإنتاجية.

حيث قدمت شركة «سينرجى فيلمز» التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فيلمين من أصل ثلاثة من الأفلام المطروحة فى موسم عيد الأضحى السينمائى هما «كيرة والجن» و«بحبك».

وتصدر فيلم كيرة والجن» الإيرادات وحصد إشادات كبيرة من النقاد والجمهور على السواء، ويعتبر الفيلم هو الأضخم إنتاجاً فى تاريخ السينما، وتدور أحداثه فى مرحلة تاريخية إبان ثورة 1919 حول المقاومة الوطنية فى مصر.

وقد سبق أن قدمت الشركة المتحدة أيضا فى رمضان الماضى مسلسل «الاختيار» الذى لعب دوراً مهماً فى تنمية الروح الوطنية كما حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وقد أعاد فيلم «كيرة والجن» الحديث عن قيمة الإنتاج الوطنى إلى الساحة الفنية.


الروح الوطنية فى قالب جديد

ويقول الناقد طارق الشناوى: بمقاييس السينما المصرية فى السنوات الأخيرة كان من المستحيل إنتاج فيلم مثل «كيرة والجن»، فمنَ المنتج الذى سيجازف بتقديم فيلم له ملمح تاريخى ويعود بالزمن لأكثر من 100 سنة وتدور أحداثه فى دول مختلفة وتتعدد متطلباته الخاصة من ملابس وديكور ومجاميع، ويحتاج إلى ميزانية ضخمة.


فإذا لم تكن هناك شركة إنتاج كبيرة تدخل السوق لديها تنويعات فى الإنتاج بين أفلام محدودة الميزانية ومتوسطة وكبرى ولديها تنوع فى أنماط الإنتاج، لن تتمكن الشركات العادية من تقديمه.


وأضاف الشناوى: ما فعلته سينرجى فى إنتاجاتها الفنية الضخمة قادر على تحقيق «العدوى الحميدة» فى سوق السينما، فشركات الإنتاج قد تتوجس من نوع الأفلام الضخمة والوطنية خشية أن تخسر، لكن جرأة الشركة على تقديم هذا النوع والنجاح فيه تجارياً واقتصادياً سوف يدفعها لتقليدها، وقد يغير قطاع وفكر سوق الإنتاج السينمائى.


وقال الشناوى: من المهم جداً تقديم أفلام وطنية بها رسالة ومعمولة فى قالب أكشن محبب للجمهور، فجمهور اليوم يختلف عن جمهور زمان، ليس لديه طاقة ليشاهد فيلماً عن مصطفى كامل أو سعد زغلول، فيجب أن تقدم له الروح الوطنية فى قالب ممتع مثل الأكشن ومن خلال نجوم يحبهم فتتمكن من توصيل الرسالة، وهذه هى قدرات المخرج القارئ جيداً لجمهوره.
دعم القوى الناعمة.

 

ومن جانبها تقول الناقدة خيرية البشلاوى: فى النهاية جميعنا نهدف إلى دعم القوى الناعمة، وقد جربنا كل أنظمة التمويل فى الإنتاج الوطنى، وكان لدينا قطاع عام يلعب دوراً مهماً فى الإنتاج.

وبقى القطاع الخاص يقدم أعمالاً تتراوح بين الجيد والمتوسط والضعيف لكن جميعها بدون منهج أو خطة، وإذا أرادت الدولة استغلال قوتها الناعمة لابد أن يكون هناك منهج وخطة واضحة، فلدينا افتقاد كبير جدًا للفيلم التاريخى أو السيرة الذاتية أو تاريخ الحركة الوطنية أو التطور الاجتماعى لمصر أو الأعمال الدينية غير الموجهة لخدمة أغراض بعينها بل الهادفة للارتقاء بالإنسانية، من الذى يمكنه تقديم خطة فيها كل هذا التنوع وقدرة على حماية العقل الجمعى للمصريين من التلوث الواقع عليه من القوى التى تدعم إيديولوجيات بعينها.


وأضافت: الآن أصبح لدينا شركات وطنية حقيقية دخلت المعترك وتقدم أعمالاً وطنية، بها مادة موضوعية وقيمة إنتاجية، فالدولة هنا تتدخل بالمعنى الإيجابى، وكم كنا بحاجة إلى شركات وطنية لديها وعى ورسالة لدعم القوى الناعمة والعقل الجمعى فى مواجهة الهجمات المتكررة على عقول المصريين، لقد عشنا طوال الوقت نتحدث عن أهمية دور القوى الناعمة وإنها تلعب دوراً مهماً ولكننا لم ندرك القوى الناعمة الحقيقية القادرة على شد المجتمع لأعلى ودعم الإنسان والارتقاء به.


وأوضحت البشلاوى: الشركات الوطنية الداخلة فى الإنتاج المحلى الوطنى أصبحت ملمة بقيمة الوعى واحتياجنا الشديد له فى مجتمع لازال يعانى من الأمية الثقافية، وتقوم بدور قومى ووطنى مهم، من خلال تقديم صناعة فنية جيدة وواعية، يقوم عليها أشخاص ملتزمون نفسياً ومعنويًا ووطنياً.

وذلك من خلال أعمال فنية غنية مسلية وجذابة وقيمتها الترفيهية والإنسانية والفكرية عالية وليس من خلال تقديم دروس، فهى تقدم أعمالاً جذابة قوية تسعد الناس وتخدم القيم والرسائل الإنسانية والوطنية بطريقة غير مباشرة، فلابد من الدعم اللوجيستى من الدولة لمثل هذه الأعمال التى تحتاج إلى قيم إنتاجية عالية، بشرط تقديم فن جميل ومسلٍ ويحمل قدراً عالياً من الترفيه فى المقام الأول، وزرع القيم الإنسانية والوطنية والدينية السوية بداخله.


الإنتاج الوطنى حقق المعادلة الصعبة

وتقول الناقدة ماجدة موريس: دور الدولة ومؤسساتها فى صناعة السينما المصرية قديم قدم تاريخ السينما، وهو معروف طوال عمرها أن هناك دعماً من الدولة للفن، فقد سبق أن أنتجت المؤسسة العامة للسينما فى الماضى أهم وأعظم الأفلام المصرية على مدى سنوات طويلة، والسينما المصرية أزمتها الحقيقية الآن فى الإنتاج، لأننا أصبحنا بحاجة إلى منتجين أقوياء وإيمان بالدور الفنى والثقافى للعمل الفنى، فصحيح أنه يهدف إلى الإمتاع فى المقام الأول لكن هناك أعمالا تحقق المعادلة بين الإمتاع والقيمة التى تجعلها باقية فى ذاكرة الناس.


وأضافت موريس: فيلم «كيرة والجن» نموذج مهم جدا، لأنه ليس مجرد عمل ترفيهى ينتهى عمره بنهاية الموسم السينمائى، بل عمل ضخم ملىء بالمفردات التى تعود لأكثر من مائة عام من ديكور وملابس وإكسسوار وأحداث ونجوم كبار مبدعين، ومن المؤكد أنه سيحقق فى ذهن ملايين المصريين نوعاً من النموذج الإيجابى للإنسان المصرى وعلاقته بالثورات والمقاومة ضد الاحتلال ورفضه لأى استبداد أو ظلم، وبدون وجود منتج لديه هذه القوة على الصرف على عمل مهم مثله كان سيظل فى الأدراج.


واستطردت موريس: أتمنى من سينرجى والمتحدة وغيرهما من شركات ومنتجين أن يكون لديهم دائما البصيرة تجاه إنتاج هذه النوعية من الأفلام فى السنوات المقبلة، ومن المهم جداً تقديم تلك الأعمال فى قالب فنى ممتع ثم تأتى الرسائل من خلاله، لنعيد الشباب للارتباط بالأفلام المصرية، فنحن نمتلك أحداثاً تاريخية وسياسية وعلمية عظيمة، لم نقدمها بعد فى أعمال فنية.

وعلى السينما المقبلة أن تهتم بإعادة اكتشاف تاريخنا السياسى والاقتصادى والاجتماعى وتقديمه للشباب بأسلوب ممتع ومثير كما فى «كيرة والجن»، وبالتأكيد وجود إنتاج وطنى سخى يدعم هذا الأمر.

اقرأ ايضا | «كيرة والجن» يحقق 7 ملايين جنيه فى ثاني أيام عيد الأضحى


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة