الثلاثاء، 12 يوليه 2022 - 05:41 م

عواصم ــ وكالات الأنباء

أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها تسببوا فى تفاقم الأزمة الأوكرانية، وأشارت إلى خطر اندلاع صراع مسلح مباشر مع روسيا سيكون محفوفًا بتصعيد نووي.

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، فى بيان: «إن واشنطن وحلفاءها، وبعد أن تسببوا فى تفاقم الأزمة الأوكرانية، وأطلقوا العنان لمواجهة هجينة شرسة مع روسيا، يتأرجحون بشكل خطير على حافة مواجهة عسكرية مفتوحة مع بلادنا، وهو ما يعنى صراعاً مسلحاً مباشراً للقوى النووية».

وأعربت زاخاروفا عن قلقها من أن مثل هذا الصدام المحتمل سيكون محفوفا بالتصعيد النووي. وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميترى مدفيديف، قد تحدث فى وقت سابق عن احتمال نشوب حرب نووية.

وميدانيـًا، حذرت أوكرانيا من أن القوات الروسية تستعد لتكثيف هجومها للسيطرة على مدن رئيسية فى دونباس.

وحذّرت رئاسة الأركان الأوكرانية من أن «هناك مؤشرات الى أن وحدات العدوّ تستعدّ لتكثيف العمليات القتالية باتجاه كراماتورسك وباخموت».

وتُعتبر كراماتورسك وهى المركز الإدارى لدونباس، وكذلك مدينة سلوفيانسك المجاورة، الهدفين المقبلين للجيش الروسى فى خطّته للسيطرة الكاملة على دونباس.

وارتفعت حصيلة غارة روسية استهدفت مبنى سكنيًا فى تشاسيف يار فى دونيتسك إلى 33 قتيلًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف إن «أكثر من 300» مقاتل أوكرانى قُتلوا فى ضربة روسية قرب تشاسيف يار.

وفى منطقة خيرسون، أعلنت روسيا مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو ستين آخرين فى ضربة أوكرانية استهدفت مدينة نوفا كاخوفكا.

وأعلنت المخابرات الأوكرانية اعتقال جاسوس يعمل لصالح القوات الروسية والانفصاليين فى مدينة زاباروجيا جنوبى البلاد. وقالت إن الجاسوس قدم للروس معلومات عن مواقع القوات الأوكرانية.

وأضافت أنه تواصل مع قيادة جمهورية دونيتسك الانفصالية، ونظم حملة تبرعات لجيشها. وأكدت كييف أن الجاسوس كانت بحوزته معلومات عن حشود القوات الأوكرانية وتحركاتها فى منطقة أوديسا.

فى غضون ذلك، استدعت أوكرانيا، سفير كندا للاحتجاج على قرار أوتاوا تسليم ألمانيا توربينا أساسياً لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسى «نورد ستريم 1»، على الرّغم من العقوبات المفروضة على موسكو. واستعادت ألمانيا من كندا توربينات لخط الأنابيب نفسه كانت تخضع للصيانة.

وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن القرار الكندى «لن يُنظر إليه فى موسكو سوى على أنّه علامة ضعف» معتبرًا أن روسيا يمكنها على أى حال وإذا رغبت بذلك «قطع هذه الإمدادات بالكامل فى أكثر الأوقات حرجاً».

وكانت التوربينات تخضع للصيانة فى منشأة بالقرب من مونتريال فى كندا تعود لشركة «سيمنز» الألمانية وعزت روسيا سبب خفض الإمدادات عبر خط الأنابيب هذا، لغياب هذا التوربينات.

يأتى ذلك فيما دخلت أوروبا فترة من انعدام اليقين بشأن مواصلة عمليات تسليم الغاز الروسي، مع بدء مجموعة جازبروم الروسية أعمال صيانة تستمر لـ10 أيام فى أنبوبَى نفط «نورد ستريم 1» اللذين يسمحان بتزويد ألمانيا ودول أخرى فى غرب القارة الأوروبية. وحذر تقرير نشرته إذاعة «دويتشه فيله» الألمانية، من أن توقف الغاز الروسى سيكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية كارثية على ألمانيا، وخاصة خلال الشتاء.

وأفاد التقرير أنه «لا حديث بين الألمان فى الوقت الراهن سوى عن الغاز مع تفاقم أزمة الطاقة» التى أدت إلى زيادة الإيجارات السكنية بسبب ارتفاع تكاليف التدفئة، إذ أعلنت إحدى شركات الإسكان فى العاصمة برلين عن زيادة بنسبة 100% فى أسعار التدفئة بالنسبة للشقق التى يتم تدفئتها بالغاز.

وأشارت جمعية «GdW» التى تمثل ثلاثة آلاف شركة إسكان، إلى أن كل أسرة ستضطر إلى تخصيص ميزانية إضافية تصل إلى 3800 يورو لسداد فواتير الطاقة خلال العام المقبل.

كما بدأت ملامح أزمة الطاقة تظهر داخل المؤسسات الحكومية إذ تم وقف تشغيل أجهزة التكييف داخل وزارة الاقتصاد قبل أسابيع فيما سيتم تشغيل أجهزة التدفئة بمعدل أقل فى الخريف. وحث وزير الاقتصاد روبرت هابيك، كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى على القيام بالأمر ذلك على مستوى البلاد.

كما طالب المواطنين بترشيد استهلاك الطاقة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأوضح التقرير، أن الحكومة الألمانية تخشى من استمرار إغلاق «نورد ستريم» فيما يأمل سكان العاصمة برلين فى تحسن الوضع، لكنهم فى الوقت نفسه يتأهبون للسيناريو الأسوأ.

اقرأ أيضاً | بلينكين يدعو الصين إلى إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا