طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

متى يعود جو العائلة؟

طاهر قابيل

الثلاثاء، 12 يوليه 2022 - 07:15 م

قال المتنبى فى قصيدته التى دائما نرددها منذ ان كنا بالمرحلة الابتدائية .. «عيد بأية حال عدت يا عيد بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديد».. العيد فى تعريفه البسيط «يوم السرور والاحتفال بذكرى عزيزة أو دينيَّة»، ويختلف المسمى من بلد عربى الى آخر.

لقد عرفنا طقوسا للعيد قديمًا بما فيه من عادات وتقاليد كانت اكثر دفئا وحميمية وتعتمد على التجمعات العائلية والزيارات وتبادل التهانى.. تغيرت الصورة والعادات والتقاليد الآن.. وأصبح الناس أكثر انغلاقًا على أنفسهم والتهانى تتم عبر الرسائل القصيرة والانترنت.. فقديما كنا كبارا وصغارا ننتظر الهلال لنتبادل التهانى ونستمع لأغنية «يا ليلة العيد انستينا».. وتصنع الأمهات والجدات موائد الطعام الشهى وزجاجات العصائر.. وتفرش الموائد بأطباق الحلوى والفاكهة الطازجة وأكياس اللب والسودانى.. وكانت كل عائلة تتجمع بمنزل الكبيرلذبح الأضحية وتشارك فى ازالة البقايا والجلد والمعدة والأمعاء وغيرها مما يطلق عليه «السقط» او «لحمة الرأس».. وتشارك العائلة كبيرها وصغيرها فى توزيع «ثلث» الأضحية على الفقراء بعد تقسيمها.. ويختص صاحب البيت لأسرته وجيرانه وأصدقائه بالثلثين لتشتعل الأفران والبوتاجازات وتجهز صوانى الرقاق و«هوبر اللحوم»..  ربما ما زالت هناك طقوس قائمة.. ولكن قديما كان الناس يلتقون بعضهم البعض ويتبادلون التهانى بابتسامة وود وينشرون الفرحة. 

نعم افتقدنا المتعة وشغف رؤية الهلال بعد انتشار الفلك ومعرفة موعد الشهر العربى قبل ايام او اشهر.. كما افتقدنا طقوس شراء ملابس العيد.. فقد كنا نتحرك كأسر بأكملها ونذهب الى المولات والمحال واختيار المناسب.. وأخذ قسط من الراحة مع مشروب على احدى المقاهى او الكافيهات.. اما الآن فالشراءعبر الإنترنت، و«دليفرى»، ولم يعد لدى افراد الأسرة وقت أو القدرة البدنية للقيام بجولات الشراء التى افتقدنا متعتها.. فالتكنولوجيا الحديثة أفقدتنا المتعة والسعادة والحياة الجماعية.. فالرسائل النصية ومكالمات الفيديو استبدلت باللقاءات والبريد.. ورغم أنها ساعدت فى تقصير المسافات خاصة مع المغتربين إلا أنّها باعدت بين الذين يعيشون فى مدينة أو شارع أو حتى فى بيت واحد.. بعد ان شاع  تناول الطعام خارج المنزل.. والأطفال يريدون تناول الوجبات السريعة وليس المكوث والاحساس بحلاوة الأسرة والبيت.. وحتى عندما يجلسون فى غرفة واحدة فكل واحد يعيش مع تكنولوجيا الموبايل.. متى يعود جو الأسرة والعائلة الى المصريين؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة