صالح الصالحي
صالح الصالحي


صالح الصالحي يكتب: فى قمة الخليج + 3

صالح الصالحي

الأربعاء، 13 يوليه 2022 - 06:53 م

غدا العالم قرية صغيرة تحكمه المصالح المشتركة التى تستطيع أن تتغير من النقيض للنقيض.. فلم يعد أحد يستأثر بتحريك الأحداث فقد غاب نموذج أحادية القطبية للولايات المتحدة.. والذى ظهر جليا فى تغيير سياسة الرئيس جو بايدن اتجاه الشرق الأوسط بعدما شهدت فتورا وتراخيا فى فترات سابقة اعتمدت على سيناريوهات الرئيس أوباما ومن قبله بوش فى اشعال الفتن والصراعات للسيطرة على الشرق الأوسط.. ولا يغيب على أحد أن الحرب الروسية الأوكرانية وما شهده العالم من أزمة طاقة وغاز أثرت على الولايات المتحدة وأوربا كان لها أكبر الأثر فى دفع العلاقات الأمريكية مع دول الشرق الأوسط.. فأصبح تأمين احتياجاتها من الطاقة على رأس أولوياتها.

هذا وقد بدأت دول المنطقة تنتفض لإقامة تحالف مشترك يعزز الأمن والاستقرار.. ولم تعد تعتمد على الولايات المتحدة للحفاظ على أمنها.
فبدأت فى صياغة ورسم ملامح نظام إقليمى يضم الدول الفاعلة والمعتدلة لتنسيق المواقف وتعزيز التفاعل الاقليمى وتحقيق طموحات شعوب المنطقة فى التنمية والرخاء.. وهو ما بدا واضحا فى التصريحات الصادرة عن الدول المشاركة فى قمة (الخليج+3) التى ستنعقد غدا وبعد غد بالرياض والتى ستشارك فيها دول الخليج الست ومصر والأردن والعراق ويحضرها الرئيس الأمريكى جو بايدن.  فى ظل أجندة أعمال للقمة تعتمد على الشراكة والبناء وتعزيز السلام.. تحرص فيها دول الخليج على عرض وجهة نظر واحدة للمصالح الخليجية والعربية لدى صانع القرار الأمريكى.

وفى تصورى أن هذه الزيارة ستدعم المصالح المشتركة فى وقت لازالت أمريكا تحتاج للشرق الأوسط كحليف رئيسى بسبب عجز الطاقة الذى خلفته الحرب الروسية الأوكرانية.

فى حين أن الجانب العربى لن يعلق آمالا كبيرة على اتخاذ قرار رسمى لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ـ لكن المؤكد أن القضية الفلسطينية ستكون على رأس المطالب العربية، على الرغم من التصريحات المسبقة من الجانب الأمريكى لدعم أمن إسرائيل وتدعيم أنظمة السلاح الجوى لحماية القبة الحديدية.
وعلى الرغم من أن التسلح النووى الإيرانى يمثل أهمية قصوى لدول الخليج وانه سيشغل حيزا كبيرا من النقاشات مع الجانب الأمريكى .. إلا أن دول الخليج لم يعد يخفى عليها مراوغة أمريكا فى إنهاء هذا الأمر.. حيث بدأت تقاربات عربية إيرانية بعيدا عن الأمريكان.

ومما لاشك فيه أن التحالف العربى الخليجى الذى يضم دول الخليج ومصر والأردن والعراق سوف يعمل على خلق بوادر إيجابية تزيد من التقارب واعتبار مصر شريكا أساسيا مع دول المنطقة لاستعادة الاستقرار انطلاقا من نموذج ثورة 30 يونيو التى غيرت وجه المنطقة.. حيث تتخذ من مصر نموذجا ناجحا لدعم الاستقرار ومواجهة الإرهاب الذى خلفته ثورات الربيع العربى.. وبدا ذلك واضحا من الجهود المصرية المبذولة لدعم الاستقرار فى دول السودان وتونس والجزائر وليبيا ولبنان.
هذه القمة رغم الملفات التقليدية المزمنة التى يحملها الجانب الأمريكى ستظهر بكل قوة وحدة الصف العربى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة