جانب من محاولات بعض المواطنين للتنقيب عن الآثار
جانب من محاولات بعض المواطنين للتنقيب عن الآثار


وهم البحث عن الكنز المفقود.. مواطنون يتعرضون للموت على أعتاب المقابر

محمود عمر

السبت، 16 يوليه 2022 - 06:25 م

وهم البحث عن الكنز المفقود أو الثراء السريع، حلم محفوف بالمخاطر فى قرى الفيوم، مواطنون باعوا الغالى والنفيس من أجل تحقيق الحلم حتى فقد ما يقرب من 35 شخصا معظمهم شباب حياتهم نتيجة قيامهم بالحفر على أعماق وصلت لأكثر من 40 مترا فى بعض الأماكن للبحث عن الكنز المفقود والمحصلة فى النهاية خسارة الأرواح فقط دون الحصول على شيء.


يقول خالد محمود من إحدى القرى الواقعة على ضفاف بحيرة قارون كنت أسمع بعض الأصوات الغريبة داخل منزلى يليها نور خافت يظهر فى غرفة مظلمة، استمر هذا الحال وقتًا طويلًا إلى أن نصحنى أحد أقاربى بالاستعانة بشيخ من أولياء الله وبالفعل جاء الشيخ.

وبدأ يجلس فى الغرفة لنحو نصف ساعة، ثم خرج ليزف لى البشرى بأن منزلى يحوى مقبرة فرعونية مليئة بالذهب، انتابنى شعور بالسعادة والفرح واتفقنا على الحفر ولكنه اشترط أن يجلب أحد المشايخ من الصومال أكد لى أنه يقيم فى أحد الفنادق بالقاهرة ويحتاج لمبلغ من المال حتى يأتى ليحدد عمق الحفرة وكان هذا المبلغ 10 آلاف جنيه دفعته أنا وبعض أقاربى وجاء الشيخ رجل أسود ضخم عريض يرتدى بذلة سوداء اللون لا تظهر ملامحه منها وبدأ يتمتم بكلمات غريبة وفى يده حقيبة سوداء اللون، ثم طلب منا الجلوس وعدم الحديث.

وفجأة طالبنا بأن نغمض أعيننا وفعلنا لبعض الثوانى ثم نظرنا لنجد الحقيبة السوداء بها 4 تماثيل صغيرة ذهبية طالبنا بعدم لمسها وطلب إحضار «ديك» لذبحه وفعل ووضع الدماء فوق الحقيبة وحفر حفرة ودفن فيها الحقيبة بما تحويه من تماثيل ذهبية، ثم طالبنا بالجلوس معه فى غرفة أخرى، فاستجبنا وبدأ فى حديثه لنا بأن المنزل يحتوى على مقبرة فرعونية.

ولكى يتم فتحها نحتاج إلى أعواد من البخور الهندى، وأقنعنا بأنه إذا توافر البخور سيقوم بتسخير الجن لسحب المقبرة بدلا من الحفر واقتنعنا بفكرته لأننا رأينا الذهب أمام أعيننا وعددنا وقتها كان 4 رجال.

وعندما سألناه عن ثمن البخور أجاب بأنه بما يعادل 50 ألف جنيه مصرى لأنه يساعد فى عملية تسخير الجن وطلبت من زوجتى منحى ذهبها لبيعه وكذلك باقى الثلاثة الذين كانوا معى ودبرنا المبلغ وأعطيناه للصومالى ووعدنا باستقدام البخور بعد 3 أيام ومرت الثلاثة أيام ولم نعثر على طريق له، استعلمنا من الفندق الذى كان يقيم فيه وعلمنا أنه سافر.

عاودنا مهرولين إلى الغرفة لأخذ التماثيل الذهبية وفتحنا الحقيبة ووجدناها مليئة بالحجارة وهنا كانت الصدمة شديدة خسرنا كل ما نملك، تلك ببساطة حكاية من ضمن آلاف الحكايات للبحث والتنقيب عن الآثار فى مراكز وقرى الفيوم .


وقال إن الشيخ الذى استعان به فى بادئ الأمر وأكد على وجود المقبرة اتضح أنه ضمن تشكيل عصابى تخصص فى علم «السيمياء» وهو أحد علوم السحر السفلى الذى يستخدمه المحترفون ومفاده سحر أعين من يجلس أمامه على أن يرى الحجارة ذهبًا لبرهة من الوقت وهو ما حدث معنا وشعرنا بأننا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الثراء الفاحش ولكننا فى النهاية وجدنا أنفسنا نبيع الغالى والنفيس على وهم العثور على شيء غير موجود من الأساس.


فيما يروى محمود محمد واقعة غريبة بطلها يدعى «عم سيد» من منطقة دمو يقول تعرفت على رجل يدعى «عم سيد» أوهمنى بأن لديه قطعا أثرية وعملات ذهبية كثيرة، وأحضرت تاجر آثار  وخبير يعاين العملات وذهبت بصحبته مع «عم سيد» لإحدى المناطق الصحراوية بالفيوم وأخرج لنا العديد من العملات الأثرية النادرة وبعض التماثيل الأثرية وعاينها الخبير وبالفعل أكد أثريتها.

وفى اليوم التالى حانت لحظة التسليم حضر التاجر وتسلم العملات وبعض التماثيل الصغيرة بعدما رفض «عم سيد» بيع البضاعة كلها ودفع التاجر وقتها 100 ألف جنيه بالإضافة إلى 5 آلاف عربون، وبعدها بساعتين فوجئت باتصال تلفونى من التاجر يخبرنى بأن العملات والتماثيل مقلدة وليست حقيقية.


من جانبه أكد سيد الشورة مدير آثار الفيوم أن هناك أساليب كثيرة للنصب على المواطنين الذين يريدون تحقيق حلم الثراء السريع دون أدنى مجهود.

اقرأ أيضا | أشهرها تماثيل الملك زوسر..عرض جديد لقطع أثرية بالمتحف المصري بالتحرير 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة