ابرهيم عامر
ابرهيم عامر


يوميات الاخبار

البحث عن المتاعب

إبراهيم عامر

الأحد، 17 يوليه 2022 - 09:34 م

 

لماذا قامت ثورة 30 يونيو، وانحاز الرئيس عبدالفتاح السيسى لمصر والمصريين، و روشتة إنقاذ المؤسسات الصحفية وماذا نطلب من الحوار الوطنى؟    

مهنة الصحافة من أجمل و أروع المهن, من يحبها و يعشقها يتحمل تبعاتها, فهى مهنة ليست كأى مهنة, ورغم الصعوبات التى يواجهها الصحفى المحب لمهنته فإنه يعشقها و يهواها و لا يمكن له أن يعمل فى مهنة أخرى سواها, و رغم أنه يطلق على مهنة الصحافة مهنة «البحث عن المتاعب» فإن هذه المهنة حاليا اصبحت تعانى من المتاعب, وأصبح الصحفى يعمل فى ظروف صعبة و معاناة كبيرة, و على الأخص الصحفى الذى يعمل فى الصحف أو المجلات الورقية, و السبب فى ذلك المتغيرات الجديدة و التحديات التى تواجه الصحافة الورقية والمنافسة الشرسة سواء من السوشيال ميديا او من المواقع الالكترونية و غيرها, و التى كان لها انعكاساتها على اقبال المعلنين على الاعلانات فى الصحف و المجلات الورقية والتى تعد من اكبر الموارد للصحف, بالاضافة الى الارتفاع الكبير غير المسبوق فى اسعار مكونات صناعة الصحف وعلى رأسها الورق و الأحبار.


و إننى أرى ان الصحف الورقية لا يمكن ان تنتهى أو تختفى و ستظل مستمرة و لايمكن الاستغناء عنها, لأنها تعد تأريخا للأمم و الدول فمن خلالها يمكن التعرف على حقيقة تاريخ الأمم و الشعوب على عكس المواقع الالكترونية او السوشيال ميديا, كما ان القضايا و الموضوعات التى يتم طرحها من خلال الصحف الورقية و طرق العرض و الطرح و المناقشة يصعب تناولها فى المواقع الالكترونية, كما ان تأثير الموضوعات المقروءة ورقيا يكون اكثر فاعلية على القارئ و يصعب نسيانها او محوها من الذاكرة على عكس ما يتم قراءته من خلال المواقع الالكترونية.

الهيئة الوطنية للصحافة

والحقيقة اننى كنت قلقا على مهنتى التى أعشقها منذ سنوات و مصيرها و الآن بدأت الصورة تتبدل و حالة القلق على مهنتى بدأت تتراجع بنسبة كبيرة و خاصة خلال السنوات القليلة الماضية, و بدأت تتبدد حالة الخوف و أيقنت أن الصحف الورقية مستمرة و باقية, والشواهد الأخيرة تؤكد ذلك و خاصة من خلال متابعتى للاستراتيجية التى تعمل بها الهيئة الوطنية للصحافة تحت رئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجى, و التى تعمل بجد و اهتمام كبير للمحافظة و الابقاء على المؤسسات الصحفية القومية, وتأكدت أن الدولة لديها رغبة قوية وواضحة للمحافظة على الصحف القومية و استمرارها, رغم ان التحديات كبيرة و قوية سواء من الخارج أو من الداخل, إلا انه مؤخرا بدأت الهيئة الوطنية للصحافة فى تنفيذ سياسة و آليات غير تقليدية بالتعاون مع المؤسسات الصحفية القومية للمحافظة عليها من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التى توفر جزءا من الايرادات للمؤسسات و منها تنظيم معرض «صناعة بلدنا» , والذى حقق نجاحا كبيرا,  كما بدأت المؤسسات الصحفية تعمل بجد فى ظل قياداتها الحالية الواعية و التى تدرك حجم التحديات التى تواجه المؤسسات القومية و من هذه القيادات الكاتب الصحفى احمد جلال رئيس مجلس ادارة اخبار اليوم و التى بدأت تعمل تحت اشراف الهيئة فى استغلال اصولها والاستفادة منها لتحقيق عائد يعود على المؤسسات.

ميرى و «الأخبار»

وإننى على ثقة من أن المؤسسات الصحفية قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة للمحافظة على مكانتها واستعادة قوتها باعتبارها منابر للتوعية و القوة الناعمة فى المجتمع وأنها قادرة على العمل بشكل مختلف و غير تقليدى لمواجهة المنافسة الشرسة للسوشيال ميديا و المواقع الالكترونية خاصة ان بعض الصحف استطاعت بالفعل ان تنافس بقوة و تستعيد مكانتها, و على رأسها جريدة «الأخبار» التى نجحت تحت قيادتها الواعية و رئيس تحريرها النشط و المتميز الكاتب الصحفى و الإعلامى خالد ميرى فى أن تستعيد قوتها باعتبارها اكبر جريدة و الأعلى توزيعًا و تأثيرًا واهتماما بقضايا المواطن و مشاكله.

الحوار الوطنى

و بمناسبة الحوار الوطنى الذى بدأت تنفذه الدولة للاتفاق على أسس وآليات الجمهورية الجديدة فإننى أرى أن يكون هناك اهتماما بوضع آليات جديدة للإعلام و المؤسسات الصحفية القومية, و أن يستمر الدعم و المساندة من الحكومة للمؤسسات القومية, باعتبارها تؤرخ لتاريخ مصر و الشعوب و النظام الحاكم, و ان يتم اعادة النظر فى المديونيات الخاصة بالمؤسسات للجهات والهيئات والمصالح الأخرى التى تكبل المؤسسات و تمثل عبئا كبيرا عليها, وتجعلها عاجزة عن العمل و الانطلاق , و السماح للمؤسسات تحت اشراف الهيئة الوطنية للصحافة بالاستثمار فى انشطة اخرى لها علاقة بالطباعة و الاعلام, و ان تقوم الدولة بتوفير التمويل اللازم بالتعاون مع المؤسسات المالية و البنوك للمؤسسات, خاصة أن النظام العالمى الجديد هو عصر المؤسسات القوية العملاقة القادرة على المنافسة و لن يكون هناك مكان للمؤسسات الصغيرة أو الضعيفة, و أتمنى أن يبادر الكاتب الصحفى ضياء رشوان باعتباره نقيبا للصحفيين و رئيسا لمجلس أمناء الحوار الوطنى, أن يعطى اهتماما للإعلام والمؤسسات الصحفية القومية فى قضايا الحوار الوطنى الذى بدأت اعماله.

 30 يونيو . لماذا؟

احتفلنا الأيام الماضية بثورة 30 يونيو و التى تعد بداية حقيقية لمصر الجديدة ونقطة فارقة فى تاريخها لأنها قضت على نظام غاشم وجماعة ارهابية كانت تتربص بمصر والعديد من الدول الأخرى على مستوى العالم، و لكن وبفضل الله تعالى و بوعى المصريين و ووطنية الرئيس عبد الفتاح السيسى و حرصه و خوفه على مصر كان الانحياز للشعب و لمصر، و تم ازاحة الاخوان و القضاء على حكمهم لمصر الذى لم يستمر سوى عام واحد, و كانت انتفاضة الشعب القوية من جميع طوائفه و فئاته, بسبب ماعاناه فى حياته والتراجع الكبير خلال الأشهر التى تولى فيها الاخوان الحكم و الصعوبات التى واجهها فى معيشته للحصول على حقه فى الحياة الآمنة و المستقرة و الحصول على مقدراته المعيشية سواء من مأكل و مشرب أو أمن و أمان و استقرار و التهديد لحياته و معيشته وغيرها.

جركن بنزين

و تحضرنى إحدى الوقائع التى عانى منها المصريون وكانت سببا فى ازاحة الاخوان. حيث إننى سافرت الى قريتى تانوف بمركز ديرمواس فى محافظة المنيا بسيارتى الخاصة و كان معى الأولاد و سافرت من الطريق الغربى الصحراوى القاهرة اسيوط. و عند عودتى من البلد الى القاهرة رجعت من نفس الطريق الغربى, و حدثت الأزمة و نفد البنزين فى مغاغة و كان الوقت بعد الظهر و ظللت ابحث عن محطة وقود و كلما أجد بنزينة كانت الكارثة انه يخبرنى أنه لا يوجد بنزين منذ يومين, و ظللت لساعات واقفا فى الصحراء و لا أعرف ماذا أفعل, وسادت لدى حالة من الخوف و القلق خاصة أن الأولاد معى و بدأت الشمس فى الاختفاء تدريجيا و الغروب يقترب, و زاد قلقى و خوفى خاصة أن هناك تراجعا فى الحالة الأمنية, و فى النهاية بعدما ضاقت بى السبل قمت بالاتصال بوكيل وزارة التموين و التجارة الداخلية, لأنه كان صديقا و كنت أعرفه بحكم عملى صحفيا أقوم بتغطية قضايا التموين و التجارة الداخلية, و شرحت له المشكلة و الأزمة , و قال انه بالفعل هناك ازمة طاحنة فى توافر الوقود فى محطات البنزين و هناك سيارات تظل واقفة فى المحطات عدة ايام حتى تحصل على الوقود , إلا انه وعدنى بأنه سيقوم بالتصرف وبعد ساعة كاملة  كنت فى قمة القلق و الرعب و الارتباك على اولادى قام بالاتصال بى و اخبرنى انه قام بالبحث عن بنزين و اخيرا استطاع ان يجد لى 20 لترا و سيقوم بإرسالها لى مع  أحد المفتشين و لكن على الانتظار لمدة ساعة أى بين المغرب و العشاء, وبعدما جاء المفتش و تم توفير البنزين و قمت بالعودة مرة اخرى الى بلدى خوفا من السفر الى القاهرة و نفاد البنزين مرة اخرى فى الطريق قبل أن اصل إلى القاهرة , و لا استطيع التصرف خاصة و نحن فى الظلام على الطريق الصحراوى, وقمت بالاتصال بوكيل وزارة التموين بالمنيا و طلبت منه أن يحدد لى بنزينة فى اليوم الثانى أذهب إليها للحصول على البنزين اللازم قبل العودة الى القاهرة
و طوال هذه اللحظات و الساعات التى مرت بى على الطريق الصحراوى الغربى و حالة الرعب و القلق التى انتابتنى أنا و أولادى تأكدت أن الاخوان راحلون و لن يستمروا و لن يستطيع المصريون الانتظار اكثر من ذلك, و انهم لن يضيعوا مصر بل سينقذونها, و لن يسمحوا بضياع وطنهم و سينقذون حاضرهم و مستقبل أولادهم, و بالفعل بعد هذه الواقعة بأسبوعين كانت النجاة و جاء المنقذ الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى انحاز الى مصر و المصريين و جاءت ثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر و دول العالم من خطر الإرهاب.

كلمة ونصف

- سقوط الإنسان لايعنى الفشل
- إنما الفشل أن يظل مكانه.. ولا يحاول النهوض مرة أخرى

 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة