الإثنين، 18 يوليه 2022 - 04:13 م

في عام 1950، فوجئت السفارة التركية في القاهرة برسالة من أنقرة تقول: «اشرفوا على نقلت أخت فخامة رئيس الجمهورية وأسرتها !»

أما هذه الأسرة فكانت تتكون من أخت رئيس الجمهورية التركية وزوجها محمد شريف الضابط السابق في الجيش التركي وابنتهما وزوجها «المنولوجست» المصري محمد كامل.

حينها بدأت تفاصيل القصة في الانكشاف، والتي روتها جريدة أخبار اليوم في العام 1950، عقب الحركة العسكرية التي قام بها مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، فقد كان محمد شريف ضابطا في حرس السلطان عندما قامت الثورة بينما كانت زوجته أخت أحد زملاء مصطفى كمال في الثورة، وهو الذي سمي فيما بعد «جلال بيار» وفاز برئاسة الجمهورية في الانتخابات. 

وبعد الانقلاب العسكري، سافر الضابط محمد شريف لاجئًا إلى الحجاز - السعودية - ثم إلى مصر، ولم تعلم الزوجة شيئا عن أخيها بعد ذلك، فقد أمر مصطفى كمال بتغيير أسماء جميع من كانوا يعملون معه.

اقرأ أيضًا| بسبب مغازلة سيدة.. قهوجي يورط وزراء سابقين في «قضية كبرى»

ومرت الأيام والأسرة الصغيرة في مصر، وأطاحت مطالب الحياة بما استطاعوا أن يفروا به من الجواهر فاشتغل الضابط محمد شريف بالقسم الأجنبي في وزارة الداخلية ثم حدث أن تقابل الممثل محمد كامل بالابنة الوحيدة للأسرة في إحدى الحفلات العائلية فخطبها، وتزوجا وأنجبا ثلاثة أطفال.

وفي شهر مارس عام 1950، كانت الأم عائدة من الإسكندرية إلى القاهرة فلمحت صورة أخيها في إحدى المجلات، وقرأت تحت الصورة أنه قد فاز برئاسة الجمهورية التركية وأصبح اسمه محمود جلال بيار وهو ليصبح ثاني رئيس جمهورية لتركيا بعد مصطفى كمال أتاتورك؛ حيث حكم منذ سنة 1950 وحتى سنة 1960.

وأرسلت الأخت إلى أخيها رئيس الجمهورية تهنئة بالفوز وتنبئه بمكانها، وفي اليوم التالي تلقت كتابا من أخيها رئيس الجمهورية يطلب إليها فيه الاتصال بالسفارة التركية في مصر. وفي السفارة قيل لها إن الأمر قد صدر بنقل الأسرة إلى تركيا في أقرب وقت، ومن بينهم محمد كامل نفسه!!

ومحمد كامل ممثل مصري، من مواليد سبتمبر 1916 في النوبة، اشتهر في السينما بأدوار البواب والخادم، عمل في مسرح الريحاني ومسرح رمسيس، واستطاع أن يتقمصها بما لديه من خفة ظل. 

بدأ كامل حياته الفنية كمنولوجست وهو طالب في المدرسة، وقدم مونولوجه الشهير رنجي رنجي وهو من ألحان سيد درويش، وقد كان يمتلك ركناً لبيع وتصليح النظارات الطبية والشمسية كدخل ثابت في وقت توقف الأعمال الفنية له.

وكان من الممكن أن يحتل مكان علي الكسار لكن الظروف لم تساعده على ذلك فقد تم حبسه في دور واحد هو السفرجى رغم أدائه له بجدارة.

مثّل 62 عملا بدأها بفيلم (سلامة فى خير) مع الفنان الكبير نجيب الريحاني وفرقته، لكن لا يمكن أن ننسى هذا الممثل اللي يعتبر أشهر خادم في تاريخ السينما المصرية خاصة في فيلم (آمال) اللي تبارى فيه مع نجم الكوميديا والمطرب الشعبي محمود شكوكو وقدم فيه ثنائياً كوميديا كان من عوامل نجاح الفيلم اللي قامت ببطولته النجمة الكبيرة شادية والفنان محسن سرحان وفريد شوقي.

كمان محمد كامل شارك في أفلام (فاطمة، غرام وانتقام، الزوجة السابعة، بيومي أفندي)، وتوفي في 23 يوليو 1983.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم