كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: المفهوم الجديد للتضامن العربي

كرم جبر

الإثنين، 18 يوليه 2022 - 08:00 م

المفهوم الجديد للتضامن العربى لا يقوم على الزعامة والخطب الحماسية واعتلاء مشاعر الجماهير، وإنما بالعمل المشترك فى إطار منظومة قوامها الاحترام وتنسيق المواقف وتبادل المنافع، واكتسبت الدولة المصرية احتراماً فى محيطها العربى والإقليمى والدولى، ويحظى الرئيس عبد الفتاح السيسى بالثقة والتقدير لأنه احترم الأشقاء فكان طبيعياً أن تنال مصر نفس الاحترام .

واستردت مصر الثقة فى محيطها العربى، بعد أن عظمت الثقة فى نفسها، وقوام الثقة تحقيق إنجازات أشبه بالمعجزة فى زمن قياسى وظروف صعبة، وصرنا نسمع كثيرا من الشعوب تقول جملة ـ اكتبها بتواضع شديد ـ «ياريت عندنا رئيس زى السيسى».

لأن الشعوب فى زمن الربيع العربى تحلم بالهدوء والأمن والاستقرار، ولا يعرف معنى ذلك إلا من قاسى وعانى وتشرد، ومن ترك منزله فى منتصف الليل هربا من الموت، ومن مات غرقا فى البحار بحثا عن الحياة، ومن كان يعيش وسط أهله وأسرته وجيرانه فضاع كل شىء.

ثقة الرئيس فى المصريين والإيمان بالمولى عز وجل وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، كانت أهم عوامل المكانة الخارجية، فالعالم لا يحترم إلا الأقوياء، والقوة عند رئيس مصر هى إعلاء شأن الإنسان، فكان النداء المتكرر بالاصطفاف خلف الدولة، وعكست عباراته فى كل الخطب واللقاءات هذا المعنى ودائماً يقول «إحنا كلنا اللى بنعمل»، و«تحيا مصر».

وقوام القوة شعب يتحمل ويصبر، حتى تخطت البلاد أزمات عاتية، فى ظروف إقليمية ودولية لم تحدث منذ مئات السنين، ومنحت صلابة الشعب قوة للرئيس، ليمضى فى خطط الإصلاح.

ولم تفقد مصر الأمل فى عودة اللحُمة للصف العربى، وأهمية العمل العربى المشترك، واتخذت محاور السياسة المصرية منطلقاً أساسياً هو «الاحترام»، احترام الشعوب وعدم التدخل فى شئونها والدعوة المستمرة إلى استرداد الدولة الوطنية والجيوش الموحدة ونبذ الفرقة والاحتكام إلى الحوار، والرفض التام لمحاولات التقسيم التى تروج لها قوى داخلية وخارجية.

ووضع الرئيس السيسى سياسة ثابتة لا تتغير فى التعامل مع الأشقاء العرب، مضمونها رأب الصدع والارتفاع فوق الخلافات وتغليب المصالح القومية العليا، ولم ينطق لسانه مرة واحدة فى حق زعيم عربى إلا بالخير والاحترام والتقدير.

احترام مصر لأشقائها هدف ثابت لرئيس الدولة، وكلمة سر الاحترام هى إعلاء شأن بلاده وقيمتها وقامتها، بالعمل الشاق المستمر ليل نهار، ومواجهة الأزمات والتحديات بحلول جذرية، فكان طبيعياً أن تنعكس فى صورتها الجديدة، وأن تظهر فى الأفق بوادر المفهوم الجديد للتضامن العربى.
- نشر هذا المقال الاربعاء الماضى ، وتجلت سطوره فى نتائج قمة الأمن والتنمية بجدة .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة