علماء ناسا يحتفلون
علماء ناسا يحتفلون


تكلف 10 مليارات دولار وعمل به علماء من 14 دولة

«جيمس ويب» يعطى نظرة أعمق للكون..تفاصيل مُثيرة

آخر ساعة

الخميس، 21 يوليه 2022 - 05:44 م

كتب: خالد حمزة

 

◄رصد خماسية ستيفان ورقصات المجرات والنجوم الوليدة

◄يرصد حركة النجوم والمجرات التى تشكلت بعد الانفجار العظيم

فى ظهور فريد، خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن، ليعلن على الأمريكيين والعالم كله، تلقى أول الصور التى بعث بها التلسكوب العملاق جيمس ويب للأرض، واصفا الصور بأنها نصر علمى جديد يضاف لانتصارات سابقة قامت بها وكالة الفضاء الأمريكية بالتعاون مع وكالتى الفضاء الأوروبية والكندية، وبعد عمل امتد لأكثر من 25 سنة، شارك فيه آلاف المهندسين ومئات العلماء من 14 دولة.

 

الصور التى تابعها الرئيس الأمريكى مع علماء ناسا من داخل غرفة بالبيت الأبيض، تحمل تفصيلا أكثر ونظرة جديدة تماما للكون الذى نعرفه، مقارنة بالصور التى التقطها التلسكوب السابق هابل على مدى عقود، فقد صمم التلسكوب جيمس ويب لرصد أجرام سماوية، ضوؤها أقل من تلك التى كان يرصدها هابل بنحو 100 مرة، وتبشر الصور القادمة من التلسكوب العملاق، التى نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا على موقعها على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، بثورة علمية كما وصفها علماء ناسا وأوروبا فهو قادر أن يرصد حركة النجوم والمجرات، التى تشكلت بعد الانفجار العظيم للكون، الذى حدث قبل 13.8 مليار سنة، وذلك بفضل أجهزة استشعاره للأشعة تحت الحمراء غير المسبوقة.

 

وحسب صحيفة أتلانتك الأمريكية، التقط جيمس ويب صورة لخماسية ستيفان، وهى مجموعة مجرات تبعد 290 مليون سنة ضوئية عن الأرض، كما التقط 3 صور فريدة، الأولى لسديم كوكبى وهو نجم مات وانفجر مكونا خلفه انفجارا كبيرا، وهذا سيكون شكل الشمس بعد موتها داخل سديم كوكبى، حسبما يرى علماء الفلك، وقد سمى بسديم كوكبى، لأن العلماء كانوا قديما يعتقدون بوجود كوكب داخلها، ولكن تبين أنها منطقة موت نجم، والصورة الثانية لرقصات المجرات، كما أطلق عليها علماء ناسا، وتمثل 5 مجرات بالقرب من بعضها البعض، وبفعل جاذبيتها، تقترب من بعضها البعض بشكل راقص، وقد تلتحم معًا فى مجرة واحدة فى نهاية المطاف، أما الصورة الثالثة فكانت لنجم يولد فخلف سديم المسمى بـ «كارينا» اكتشف العلماء وجود نجوم تولد، والسديم هو مكان لولادة النجوم، واستطاع تلسكوب ويب رصد النجوم خلف السديم لأول مرة، وهذا كله جرى التقاطه بتفاصيل غير مسبوقة، بواسطة أقوى تلسكوب فى التاريخ  حتى الآن، مما يجعل هذه الصور من أعمق صور الكون وأكثرها دقة، تلتقطها البشرية للكون على الإطلاق، وهذه الصور المبشرة هى مجرد بداية لعمل التلسكوب جيمس ويب، الذى مقرر له أن يستمر لعقدين من الزمن، كما تعتبر فتحا جديدا لصور أوضح وأبعد وأعمق للكون، وليس مجرد مقولة: “اختر نجمًا أو مجرة أو أى جرم سماوى آخر تريد دراسته، وبعدها صوب التلسكوب نحوه ليس إلا كما كان يحدث قبل خروج التلسكوب هابل على الأقل إلى النور، وممارسة مهمته فى رصد الكون».

إقرأ أيضًا

البحوث الفلكية: تصميم التلسكوب المصري بنفس تقنيات «جيمس ويب»

وعلى مدى 31 عامًا، حل تلسكوب هابل العديد من ألغاز الكون من عمر الكون إلى الثقوب السوداء، ورسم خريطة ثلاثية الأبعاد للمادة المظلمة فى الكون، ولأن الكثير من الأسئلة كانت لا تزال غامضة بالنسبة إلى علماء الفلك حول العالم، التى لم يستطع التلسكوب هابل الإجابة عنها، فقد قررت وكالة ناسا وضع التصميمات الأولى للتلسكوب جيمس ويب بعد إطلاق هابل سنة 1990 وبدء بنائه فى 2004.

 

وفى تعاون دولى فريد بين ناسا ووكالتى الفضاء الأوروبية والكندية، وبعد عمل امتد لأكثر من 25 سنة، شارك فيه آلاف المهندسين ومئات العلماء من 14 دولة، أصبح تلسكوب جيمس ويب حقيقة على الأرض، وتم رصد ميزانية له بحوالى عشرة مليارات دولار، والمتوقع أن تمتد رحلته عبر الفضاء إلى 20 عاما قادمة، بداية من إطلاقه إلى الفضاء فى 25 ديسمبر 2021، على متن صاروخ آريان 5 من المحطة الأوروبية لإطلاق صواريخ الفضاء فى جزيرة جويانا، إحدى المستعمرات الفرنسية السابقة.

 

ويسمح جيمس ويب لعلماء الفلك بتصوير النجوم والمجرات الأولى، التى ظهرت للوجود منذ أكثر من 13.5 مليار سنة، وسيقوم باستكشاف النظام الشمسى بتفاصيل جديدة، ودراسة أجواء العوالم البعيدة من النجوم، إلى الثقوب السوداء.

 

وبينما كان لهابل مرآة أساسية يبلغ قطرها 2.4 متر، يمتلك جيمس ويب مرآة قطرها 6.5 متر، وهو ما يعطيه صورا أوضح وأعمق وأبعد، ووضع هابل فى مدار منخفض على مسافة 600 كيلومتر فوق الأرض، لكن تلسكوب جيمس ويب، يصل لنقطة تتساوى فيها جاذبية الأرض والشمس، تسمى نقطة لاجرانج الثانية، ويبعد مداره عن الأرض 1.5 مليون كيلومتر، أى ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، مما سيمكن المرايا الخاصة به من قراءة أوضح للكون، ويتوقع علماء الفلك استخلاص استنتاجات حول تكوين النجوم والمجرات الأولى، كما يقوم التلسكوب بمسح الفضاء، بحثا عن الحياة فى الكواكب البعيدة أى الكواكب خارج النظام الشمسى ومكوناتها الجيولوجية المختلفة، والمثيرة للجدل بين العلماء حتى الآن.

 

ويعمل جيمس ويب حتى 240 درجة مئوية تحت الصفر، وللحفاظ على البرودة يحمل مظلة بحجم ملعب تنس، ويتوفر على أنظمة إمدادات الطاقة والدفع والاتصالات والتوجيه ومعالجة البيانات أولا بأول، وتكمن قوة تلسكوب ويب فى استخدامه الأشعة تحت الحمراء، ففى حين كان يعمل هابل مع الضوء المرئى والأشعة فوق البنفسجية، فإن الأشعة تحت الحمراء لتلسكوب ويب، يمكن أن تخترق الكون بسهولة أكبر، ويُمكن لعلماء الفلك النظر إلى ماضى حركة النجوم باستخدام الأشعة تحت الحمراء، كما سيدرس تلسكوب ويب المريخ والمشترى، وبينما كان طول تلسكوب هابل 13 مترا ويزن نحو 11 طنًا، يتجاوز طول جيمس ويب 20 مترًا ويزن نحو 6 أطنان، أى نصف وزن هابل، وبينما بلغت تكلفة تلسكوب هابل منذ صنعه فى سبعينيات القرن الماضى حتى الآن 16 مليار دولار، بلغت تكلفة ويب 10 مليارات دولار، تشمل السنوات الخمس الأولى من التشغيل، وبينما كان اسم التلسكوب هابل، يعود لعالم الفلك الأمريكى إدوين هابل، الذى كان أول من لاحظ توسع الفضاء، ووضع الأساس لنظرية الانفجار العظيم للكون.

 

كان هذا التلسكوب تكريما لجيمس إدوين ويب، الموظف الأسبق فى وزارة الخارجية الأمريكية، والذى تولى منصب مدير وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بين عامى 1961 و 1968، وهى الفترة الذهبية لبرنامج الفضاء الأمريكى، وبعد أن سبق الاتحاد السوفيتى الولايات المتحدة الأمريكية فى الوصول للفضاء قبل ذلك بسنوات قليلة، وهو ما أثار موجة من القلق داخل أوساط الأمريكيين إدارة وشعبًا، وتوفى ويب عام 1992، بعد أن أشرف على وكالة ناسا منذ بداية إدارة الرئيس كينيدى حتى نهاية إدارة الرئيس جونسون، وعلى جميع عمليات الإطلاق المأهولة الأولى للفضاء المهمة فى ميركورى من خلال برامج الجوزاء الفضائى، حتى قبل رحلة طاقم أبوللو التاريخية الأولى للقمر، وهبوط أرمسترونج ورفاقه فوقه، وتعهد ويب بتحقيق ناسا للهدف الذى حدده الرئيس كينيدى، بشأن الهبوط الأمريكى على سطح القمر قبل نهاية الستينيات من خلال برنامج أبوللو، وكان له دور رئيسى فى إنشاء مركز مركبة فضائية مأهولة، وغادر ويب وكالة الفضاء الأمريكية ناسا فى أكتوبر 1968، قبل أول رحلة طيران مأهولة فى برنامج أبوللو، وفى 2002 تمت إعادة تسمية تلسكوب الجيل التالى للفضاء لجيمس ويب تكريمًا له.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة