كريم عبدالعزيز و أحمد عز و تامر حسني
كريم عبدالعزيز و أحمد عز و تامر حسني


زمن انتعاشة السينما المصرية.. لسه الفنون ممكنة..تفاصيل

ريزان العرباوي

الخميس، 21 يوليه 2022 - 07:19 م

◄ماجدة موريس : « كيرة و الجن » كسر تيمات السينما المصرية .. و قضى على سينما الراقصة و المطرب

 

◄نادر صلاح الدين : نحتاج للتوسع فى دور العرض حتى نصل لـ 100 مليون مشاهد

 

بعد أزمات متتالية أثرت على الفن بشتى مجالاته المختلفة من سينما وتلفزيون وغناء, عادت الروح إليه من جديد ليشهد انتعاشة ملموسة وصحوة فنية, جاءت بعد مراحل استشفاء متعددة, مع بداية خروجه من غرفة العناية المركزة مرورا بفترة النقاهة وصولاً للتعافي التام, وكان لتعطش الجمهور لينهل من تلك الفنون عاملا قويا في ارتفاع المؤشرات التي تدل على تلك الانتعاشة, والتي لا ترتبط بأرقام ومشاهدات بقدر إرتباطها بزخم فني وحالة إبداعية مبشرة, اقترن ذلك بردود أفعال الجمهور ومدى إقبالهم على دور العرض والحفلات الغنائية, كذلك اقتناص ساعات من وقته لمشاهدة عمل درامي جديد, بعد أن فتحت الدراما أبوابها لمواسم جديدة بعيدا عن الموسم الرمضاني المعتاد، حتى وإن كانت على المنصات الإلكترونية.

 

شهدت صناعة السينما في الفترة الأخيرة حالة من الرواج بعد فترة ركود وأزمات اقتصادية, فتؤكد كل المؤشرات وأرقام الإيرادات على عودة الجمهور للسينما وعدم الاكتفاء بالإفتراضي والرقمي الذي أصبح لغة العصر, وهو ما اعتبره البعض قفزة لإنعاش هذه الصناعة، خاصة مع تنافس نجوم الصف الأول على شباك التذاكر, حيث شهد موسم عيد الأضحى المبارك منافسة مختلفة في تجربة سينمائية تجمع بين أحمد عز وكريم عبد العزيز من خلال فيلم “كيرة والجن”، ومنافسة أخرى لتامر حسني من خلال فيلم “بحبك”, وأيضا محمد عادل إمام من خلال فيلم “عمهم”, نفس الحالة التنافسية بين نجوم الصف الأول كانت خلال موسم عيد الفطر الماضي بمنافسة أحمد حلمي وأحمد السقا ومنى زكي على شباك التذاكر.

 

وعن تقييم تلك الحالة الفنية من وجهة نظر نقاد وصناع السينما, وتأثير تلك الانتعاشة على مستقبل الصناعة والمطلوب للنهوض والإستمرار على نفس النهج, تقول الناقدة ماجدة موريس: “شهدت الفترة الأخيرة تطورا سينمائيا ملحوظا بدافع وإصرار من العاملين فيها على الاجتهاد والتجديد والإبتعاد عن التكرار, وبالرغم من قلة عدد الأفلام المنافسة، خاصة في الموسم الأخير, إلا أنها تنوعت في الموضوعات المطروحة، وامتازت بجودة في الصنع, مما أتاح للجمهور فرصة الاختيار والمفاضلة بين موضوعات أبتعدت عن التيمة التي ظلت مسيطرة على مواسم الأعياد في فترة معينة, وكانت تعتمد على الخلطة الشعبية التي أساسها الراقصة والمطرب والكوميديا السطحية التي مل منها الجمهور, وفتح المجال للأعمال الفنية التي تعزز الروح الوطنية، وتنمي الوعي لدى المتلقي, وفيلم مثل (كيرة والجن) يعتبر فيلم استثنائي، وبادرة أمل لعودة إنتاج سينمائي جيد يبعث الروح من جديد للسينما المصرية, فقد كسر القاعدة وتمرد على التيمات السابق ذكرها, وأعتقد أنه سيفتح الآفاق الإبداعية للتوسع في هذا النمط السينمائي, فما تم تحقيقه من إيرادات مرتفعة خلال موسم واحد أثبت أن الجمهور لديه شوق شديد للسينما, وحالة الانتعاش الملموسة مطمئنة ومشجعة ولابد أن نعترف أن الأزمة التي تسبب فيها (كوفيد – 19) وتعطيل الحياة لعامين كاملين، بالتأكيد كان له أثر سلبي في تراجع الإنتاج وبقاء عدد كبير من السيناريوهات حبيسة الأدراج”.

 

إقرأ أيضًا

طارق الشناوي: عادل إمام عمره ما خلع القميص لهذا السبب

وتضيف ماجدة قائلة: “ما تشهده الفترة الأخيرة بمثابة تشجيع وإشارة لصناع السينما والمنتجين تؤكد أن الجمهور المصري لديه محبة وإقبال على السينما، حتى مع ما تتعرض له السينما من سرقات على الإنترنت، وإتاحة هذه الأفلام بسهولة على المواقع الإلكترونية, إلا أن الجمهور تمرد على هذا الاحتيال وفضل الاقبال على صالات العرض، خاصة في الأعياد, فهناك من يعتبرها (العيدية)، وجزء من مكافأة العيد, وأتمنى أن تستمر هذه الانتعاشة والقدرة على جذب الجمهور بأعمال تحترم عقليته وتدعم علاقة المشاهد بالعمل السينمائي, من خلال إحترام السيناريو والقصة والحوار، وإعطاء الوقت الكافي لنضج الأفكار على نار هادئة, ومن المهم جدا زيادة عدد الأعمال خلال الموسم الواحد، ليشهد زخم إنتاجي وإبداعي بعيدا عن الأطر التقليدية”.

 

استثمار

وأشارت الناقدة خيرية البشلاوي إلى دور الدولة في هذه الانتعاشة، وسعيها للتأكيد على أهمية دور القوة الناعمة، ودعم الفن الهادف, وتقول: “تعتبر المرحلة التي نعيشها مادة ثرية ومغرية للمخرج الجاد الذكي الذي يريد أن يجمع بين المستوى التجاري وهموم الناس, ويعتبر فيلم (كيرة والجن) من نوعية الأفلام التي استجابت لنداء الوجدان الجمعي العام, من خلال تناول قضايا وطنية وترجمتها بلغة سينمائية متطورة جاذبة للجمهور، مثل لغة الأكشن وصناعتها بشكل جيد وحرفية شديدة لتثيرالانفعال وتجذب الاهتمام وتحقق في نفس الوقت أرباح مالية, فالاقبال الجماهيري الذي باتت تشهده الأفلام وإن كنت أخص بالذكر الأفلام الوطنية والتاريخية في الفترة الأخيرة, يؤكد أنها أعمال مطلوبة وتستحق أن تهتم بها الدولة وتقدم لها كل الدعم، فهي أعمال مباشرة وطنية جماهيرية، وفي نفس الوقت ترفيهية, والمطلوب استقطاب النخبة من المخرجين الشباب ممن درس السينما وعرف تأثير القوة الناعمة للدخول في الركب الذي يوجه السينما لطرح قضايا تخاطب الوجدان”.

 

وتتابع قائلة: “عودة المنافسة بين نجوم الصف الأول على شباك التذاكر يدل على انتعاشة قوية، لأنها عودة مرتبطة بوجود أعمال ذات قيمة فنية، فالجديد هنا هو استقطابهم وإعادة توظيفهم بشكل فني إبداعي, واستثمارهم من خلال أعمال تحمل مضمون هادف ورسالة تصب في صالح قضية الوعي, حتى نتمكن من خوض المعركة بضراوة, فكون الشباب سواء ممثلين أو مخرجين ومؤلفين يلتفتوا لأهمية دور الفن، وبالأخص السينما، في عملية التحصين والدعم بقضايا مهمة، هو مطلوب وبشدة، ويصب في صالح الجمهور, فالشباب في السنوات الأخيرة بدا وكأنه خارج السرب، وخارج نطاق القضية العامة, ومع هذه الانتعاشة الفنية التي تؤكد أن الجمهور يعيش حالة تفاعل مع السينما, وتدل على التعطش للفن الجاد الهادف، ومع إهتمام الدولة بشكل واضح لدعم القوة الناعمة وتأثيرها وضرورة استثمار الشباب بشكل قوي في صناعة الترفيه، لدعم قضية الوعي الجمعي، لأننا نواجه حالة تحدي رهيب، وأنا مهتمة بفكرة استثمار المواهب القوية المؤثرة جماهيريا في معركة الوعي, ومن المهم إستمرار الإيقاع والزخم الفني، فلا نريد أن يتوقف التجديف، بل نريد تيار مستمر واعي متدفق وفاهم لوظيفته ورسالته الفنية والإجتماعية والترفيهية والوطنية، لمواجهة التحديات التي تفرض علينا واجبات وضروريات من خلال صناعة الترفيه”.

 

نافذة أمل

بينما يقول السيناريست نادر صلاح الدين: “السينما والثقافة هما الثروة الحقيقية التي تمتلكها مصر وطقس من طقوس الحياة, وعودة الروح في هذا الجسد، بعد أن عانى من هشاشة وضعف عام في الصناعة, وتفشي لظاهرة أفلام الأسلحة البيضاء وأفلام الراقصة والمطرب الشعبي التي انحسرت بشكل ملموس مع تغيير دفة الجمهور، والاقبال على الأفلام ذات القيمة الفنية، من خلال مشاهد محب للسينما، يبحث عن فيلم جيد يشبع ويحقق له المتعة الفنية, ومع وجود أفلام مهمة حافلة بالنجوم، الأمر الذي يشكل عودة حقيقة للسينما المصرية المنافسة لشباك التذاكر, فوجود (السوبر ستار) بشكل تنافسي دائم على الساحة، من شأنه أن يعيد للسينما رونقها، ويزيد من الاقبال الجماهيري، إلى جانب عناصر الصناعة الأخرى من سيناريو متماسك محبك الصنع وتوظيف التقنيات الجديدة للحصول على صورة تضاهي السينما العالمية”.

 

ويضيف نادر: “حالة الانتعاشة الملموسة تفتح نافذة للأمل لتقديم رؤية فنية إبداعية متنوعة، حتى تتيح للمشاهد الاختيار من متعدد, فالتنوع أساس الإزدهار, وليس المطلوب أن تتواجد الأفلام العميقة طوال الوقت, بالعكس، لابد وأن تشهد المنافسة تنوع بين العمق وأفلام الشباب والصيف والكوميديا والرومانسية، فهذا هو المعنى الحقيقي للسينما التي تثري بالاختلاف والتنوع”.

 

ويستطرد قائلا: “لتحقيق مزيدا من التقدم والانتعاش، إلى جانب ضرورة الإبداع والتنوع في معالجة القضايا المختلفة، لابد من التوسع في انشاء دور عرض بمختلف أنحاء الدولة, دون أن يقتصر التوسع بشكل رأسي, بمعنى الاهتمام فقط بالقاهرة، وبالكاد الإسكندرية, فلابد من توسع أفقي, فمصر تضم 27 محافظة, ولابد أن ينظر إليها بعين الاعتبار، لوضع كل المحافظات ضمن الخطة التوسعية في انشاء دور العرض, وبناءً عليه سيصل الفيلم لـ100 مليون فرد, وبالتالي سترتفع الإيرادات، حتى ولو كانت أسعارها مخفضة، لأنها إضافة وليست بدائل”.

 

بر الأمان

المخرج مجدي أحمد علي أكد على أهمية زيادة التوسع في انشاء دور للعرض في كافة المحافظات، وأهمية هذا البند في الحفاظ على حالة الانتعاشة الفنية, ويقول: “مما لاشك فيه هناك محاولات للنهوض بالسينما والعبور بها من عنق الزجاجة لبر الأمان وجهود تحسب لأصحابها, وظهر ذلك من خلال التركيز على الأعمال الوطنية وعرض قضايا جريئة ومهمة وتجارب جديدة وغير مألوفة, لكن ينقصنا حالة الزخم السينمائي، وأن يشهد الموسم الواحد منافسة أكثر من 3 أفلام, فعودة الزخم يمثل عودة الروح للسينما بشكل عام, ومؤكد أن فتح المجال للمنتجين والصناع المنسيين للعمل سيكون له مردود إيجابي على الصناعة”.

 

ويختتم مجدي كلامه بالقول: “هناك أيضا بعض الشروط والبنود لابد من أخذها في الاعتبار حتى نحقق نهضة فنية قوية، منها دعم صناعة السينما، وإعفائها من كافة أنواع الضرائب، ورفع القيود الرقابية على المبدعين والأفلام”.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة