الزعيم الراحل جمال عبدالناصر
الزعيم الراحل جمال عبدالناصر


قامت من أجل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة

ثورة 23 يوليو | «70» عاما على العهد.. جيش وشعب في خدمة وطن

سما صالح

الجمعة، 22 يوليه 2022 - 05:28 م

قبل 70 عامًا من الآن، وبالتحديد فى 23 يوليو 1952، استيقظ المصريون على حركة الضباط الأحرار الذين أقسموا أن يحرروا بلادهم من الظلم والاستبداد، وسرعان ما تحولت هذه الحركة إلى ثورة عظيمة ساندها الشعب المصري بكل فئاته وأعماره.


وفى غضون سنوات قليلة، شقت ثورة 23 يوليو طريقها نحو إحداث تغيير جذرى فى المجتمع المصرى شمل النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وجاء التفاف الشعب المصري حول الضباط الثوار والجيش ليضاعف من نجاحات وإنجازات الثورة الخالدة التى اعتبرها المؤرخون واحدة من أهم الثورات البيضاء فى التاريخ بعدما نجحت فى تغيير وجه الحياة فى مصر عبر مشاريع ومخططات حققت العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى وبناء اقتصاد قوى.. والآن ورغم مرور 70 عاما على قيام ثورة 23 يوليو، مازال الشعب والجيش على العهد يكافحان معا فى سبيل الدفاع عن مصر وترابها العظيم، وهو ما تكرر فى ثورة 30 يونيو 2013.

اللواء نصر سالم: المصريون يجنون ثمار ثورة يوليو حتى الآن.. و«حياة كريمة» امتداد لمشروعاتها الاجتماعية

يؤكد اللواء دكتور  نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية أن الشعب على علاقة قوية وفريدة من نوعها مع الجيش المصرى والشعب يعى تمامًا أهمية وجود الجيش المصرى منذ  ثورة عرابى عام 1881 عندما وقف فى وجه الخديوى توفيق بسبب رفع الضرائب على الفلاحين وكان اهم مطالب أحمد عرابى تخفيف الضرائب والعبء الاقتصادى على الشعب المصرى وضرورة التمثيل البرلمانى فى مصر مثل باقى الدول الاوروبية عقب ذلك قام الخديوى بتسهيل الاحتلال الانجليزى لمصر ولم يساند الجيش وسهل بعض الامور التى ساعدت على الاحتلال واصدر الخديوى  قرارًا بتفكيك الجيش المصرى.

جيش وطنى


أضاف اللواء نصر: عقب ذلك قامت ثورة 1919 للمطالبة بالاستقلال الذى وعدنا به الانجليز بعد نصرهم على العثمانيين فى الحرب بمساعدة المصريين ولم يوفوا بعهدهم وبطش الجيش الانجليزى بالمصريين ليستغيث المصريون باحثين عن الجيش المصرى الذى هو ملاذهم للنجاة دائما.. وأصبح أهم مطالب ثورة 19 هو جيش مصرى وطنى وبالفعل التحق الاثرياء بالمدرسة الحربية «الكلية الحربية الآن» لارتفاع مصروفاتها وشروطها القاسية على الطبقة المتوسطة والفقيرة.

ويقول: وفى معاهدة 1936 سمح الانجليز لأبناء الشعب من كافة المستويات بالالتحاق بالمدرسة الحربية ليساندوهم فى حربهم ضد هتلر وتضمنت دفعة المدرسة الحربية عام 1936 أسماء مهمة منها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات وعدد من الضباط الاحرار فيما بعد.

وأكد اللواء نصر سالم أن ثورة  1952 كانت وقفة ضرورية أيدها الشعب المصرى بكل قوة.. حيث عقد الضباط الأحرار عدة اجتماعات لدراسة الموقف فى حذر وحيطة، كان آخرها الاجتماع الذى عقد يوم 22 يوليو عام 1952 للاطلاع على الخطة النهائية للتحرك، وكانت الخطة تحمل فى طياتها عوامل نجاحها لبساطتها وتحقيق السيطرة الكاملة على القوات المسلحة، وبالتالى الاستيلاء على سلطة السيادة فى البلاد..

واستكمل اللواء سالم: بدأت تحركات الضباط الاحرار بسيطرة القوات المسلحة على مبنى القيادة العسكرية بمنطقة كوبرى القبة واقتحامها بمجموعة من الضباط الأحرار، ومجموعة أخرى قاموا باعتقال بعض كبار رجال الدولة من منازلهم لضمان عدم تحرك قوات عسكرية ضد الثورة.

ثم كانت السيطرة على جهاز الحكومة المدني، وإنزال قوات إلى الشوارع للسيطرة على عدد من المواقع المدنية الحيوية، وأظهر الشعب تأييده التلقائى للجيش، وخرج بجميع فئاته وطوائفه ليعلن مساندته لهذه المجموعة الوطنية من أبنائه الضباط الأحرار، وكان هذا التأييد بمثابة تكليف لقادة الحركة بالاستمرار، وبذلك استمدت ثورة يوليو شرعيتها من الشعب بعد تأييده لها، وتعبيرها عن واقعه وآماله فى تحقيق الاستقلال والكرامة.

وأضاف: استطاع الشعب المصرى أن يسترد حقه الشرعى فى اختيار حكامه، وتم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية وتم تعيين جمال عبدالناصر فى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. وكان مجلس قيادة الثورة قد أصدر قرارًا فى 18 يونيو 1953 بإلغاء النظام الملكى وإعلان الجمهورية.

اقرأ أيضًا | القنصلية المصرية في نيويورك تحتفل بذكرى ثورة ٢٣ يوليو بحضور الجالية 

وأوضح اللواء نصر أن ثورة 23 يوليو حققت مكاسب كثيرة للشعب المصرى حيث أجبرت الثورة الملك على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر إلى إيطاليا، وبعد أن وضعت الثورة ضمن مبادئها إقامة حياة ديمقراطية سليمة وعدالة اجتماعية، صدر قانون الملكية الذى نص على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فداناً للملاك القدامى، وتم إنشاء جمعيات الإصلاح الزراعى التى تولت عملية تسلّم الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التى حددها القانون لهم وتوزيع باقى المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من أجراء إلى ملاك. ويعتبر إنشاء السد العالى من أهم مكاسب ثورة 23 يوليو، لأنه ساهم فى التحكم فى تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل، وتوليد الكهرباء. وحدثت ثورة صناعية فى مصر، من خلال تشييد العديد من المصانع.

مكاسب ونجاحات

وأشار إلى مكاسب عدة حققتها المرأة فى شتى المجالات بعد ثورة 23 يوليو 1952، وشهدت كل امرأة عاشت عصر ثورة 23 يوليو تغيراً كبيراً فى حياتها، بعد أن أولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المرأة المصرية الاهتمام، وعمل على تحسين الحياة الاجتماعية لها، من خلال مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية وتم تعيين أول وزيرة مصرية للشئون الاجتماعية، وهى حكمت أبوزيد، كما نجحت الثورة فى خفض نسبة الأمية بين المصريين.

وأكد اللواء نصر أن ثورة يوليو ضربت أروع الأمثلة لانحياز الجيش المصرى العظيم لتطلعات وآمال الشعب فى الحياة، التى تقوم على العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تسطر يوماً بعد يوم بطولات خالدة على مر التاريخ.

وقال: 23 يوليو  ذكرى لثورة مجيدة تمكنت من تغيير واقع الحياة على أرض مصر ووضعتها على خريطة العالم السياسية؛ وكان هذا أحد مطالب الشعب المصرى فهو لديه رؤية للأفضل باستمرار، علما بأنه إذا تعسرت هذه الرؤية يجب على الجيش أن يتدخل فهو ابن الشعب لكى يزيل من أمامها أى عقبة تحيل أو تمنع هذا التقدم أو التغيير.

وأشار إلى أنه فى ذات السياق قامت ثورة 52 من أجل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للمواطن المصري، وكذلك أيضا عام 2013 قامت ثورة 30 يونيو والتى ساندها الجيش بإرادة الشعب، فضلا عن أن هناك رؤية وتصوراً لمستقبل أفضل وبلد عظيم فى موكب التقدم العالمي.

وأوضح رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق أنه قبل ثورة 52 كانت توجه نداءات للأحزاب منها ما هو سياسى أى استقلالية عن الحكم الملكي، علاوة على أن مصر كدولة عربية ذات ثقل دولى وعالمي، حيث يجب أن تنهض وتتقدم فى شتى أنواع المجالات، يذكر أن رسالة الثورات دائما هى التى تزيل أى عقبات أو عوائق أمام الشعب لتحقيق أهدافه وحلمه ورؤيته.

وأشار إلى أن مبادرة «حياة كريمة» هى امتداد لما بدأته ثورة يوليو 1952 التى نهضت بالفلاح وكذلك أولاده بأن يتعلموا وأيضا منعت أى ظلم اجتماعي، فضلاً عن إعادة توزيع الأراضى الزراعية على الفلاحين.

اللواء ناجى شهود: الشعب والجيش «جسد واحد».. وثورتا يوليو ويونيو «إيد واحدة»

جسد واحد

ومن جانبه قال اللواء ناجى شهود مدير المخابرات الحربية الاسبق والمستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية:إن العلاقة بين الشعب المصرى والجيش علاقة غير مسبوقة  وعمرو بن العاص قال إنه سمع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا فذلك الجند خير أجناد الارض  وهم فى رباط إلى يوم القيامة.والاجناد المقصود بها انهم مساندون مؤيدون مرابطون والشعب المصرى بأكملة على استعداد للدفاع عن وطنه حتى اخر قطرة...والشعب والجيش جسد واحد وأى تهديد يصيب جسم الإنسان تتحرك يداه للدفاع عنه دون تفكير والجيش هو أذرع الشعب المصرى والمدافع الأول والاخير عنه.

وأوضح اللواء شهود أن الشعب دائما ما يستعين بالجيش لحمايته وهو ما حدث فى 23يوليو 1952 و30 يونيو 2013 مصر مرت بتجارب عديدة مثل حرب 1948 وقد تم اضعاف الجيش خلال تلك الحرب وأحد اسبابها الغاء معاهدة 36 والتى ألغت تواجد الانجليز فى منطقة القناة وهى منطقة كانت محتلة وحريق القاهرة فى يناير 1952 والذى  وقع بفعل فاعل وقد التهم هذا الحريق أكثر من 700 محل وكازينو دفعة واحدة،  وكل ذلك وضع ثقافة لدى الشعب هى تحديد الوقت المناسب للاستعانة بالجيش المصرى الذى يقدم الغالى والنفيس من اجلهم بالرغم من محاولات تجهيل المصريين وقتها وبالطبع لا يجوز للمصريين حاليا ان يقارنوا أنفسهم بالوضع فى 1952.

عدالة اجتماعية

وأضاف اللواء ناجى شهود: إن ثورة 23 يوليو قامت لإقامة ثلاثة أشياء، والقضاء على ثلاثة، حيث قامت للقضاء على الاستعمار، والاقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة جيش وطنى قوي، وحياة ديمقراطية سليمة وعدالة اجتماعية وكانت هناك طبقية شديدة.

وشدد شهود على أن أهم انجاز لثورة 23 يوليو أنها نجحت فى إعداد وصناعة وبناء الإنسان المصري، وانجازات هذه الثورة كانت غير عادية، موضحًا أن من ورثوا محمد على الحكم، أكدوا له أن مصر هبة له ولأسرته ولأبنائه من بعده، والمصريون انهوا هذا الميراث فى عام 1952.

وتابع المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن ثورة 1952 كان لها مردود على العالم العربى والإفريقى بأكمله، وكان لها انجازات ثقافية وسياسية وتعليمية، مشددًا على أن الجيل الذى خطط لحرب أكتوبر هو جيل ثورة 52، وأثر الثورة تجاوز المحيط العربى والإفريقي، مستدلًا على ذلك بحركة عدم الانحياز التى انشأها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ورئيس الوزراء الهندى جواهر لال نهرو، والرئيس اليوغوسلافى تيتو.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة