بايدن
بايدن


طوارئ عالمية لمواجهة جدري القرود.. هل صدقت توقعات بايدن وجيتس ؟

ناجي أبو مغنم

السبت، 23 يوليه 2022 - 07:52 م

قبل ساعات قليلة، حسمت منظمة الصحة العالمية، قرارها حول مرض جدري القرود، واعتبرته حالة طوارئ عالمية، وذلك بعد انتشاره في أكثر من 70 دولة.

وتبع هذا القرار حالة من القلق، بين الناس الذين تخوفوا من أن يكون المرض وباء جديد على غرار فيروس كورونا الذي انتشر أواخر عام 2019، ولا زال يعيش العالم ويلاته حتى الآن وخسائره تخيم على الدول، لا سيما أن إعلان منظمة الصحة العالمية، يأتي بعد أسابيع قليلة من تصريحات بيل جيتس والتي قال فيها إن هناك جائحة جديدة محتملة ستظهر لدى البشرية خلال العقدين المقبلين، موضحا أن هناك احتمال بنسبة خمسين في المئة أن تكون لدينا جائحة آخرى في السنوات العشرين المقبلة.

وكان غيتس، قبل ذلك قد حذر مؤخرا من أن جائحة فيروس كورونا لم تنته بعد، وأنه "لا يزال من الممكن أن يكون هناك نوع آخر منها أكثر انتشارا وأكثر فتكا".

وما عزز من المخاوف والقلق، هو ما صرح به بايدن خلال مؤتمر صحفي أجراه الشهر الماضي بمقر الحكم في البيت الأبيض، قال خلاله، إنه يتعين على العالم الاستعداد لمواجهة جائحة جديدة قادمة، موضحا أن الولايات المتحدة لديها ما يكفي من تمويل لمواجهة فيروس كورونا، لكنها تحتاج إلى المزيد من الأموال "للتخطيط للوباء القادم".

وخلال السطور التالية يكشف الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، تفاصيل جدري القرود، ويحاول خلالها الإجابة على العديد من التساؤلات التي تجول في ذهن المواطنين.

في البداية، بعث برسالة طمأنة مفادها أن الأمر ليس مقلق كما يتصور البعض، وما زال بعيدًا عن الوصول إلى وباء بحجم كورونا، ولا يستدعي الحصول على لقاح في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن هذا أعلى مستوى من التنبيه لدى المنظمة، ويتم ذلك بناء على توصيات لجنة الطوارئ.

وأكد أنه حتى الآن حوالى 17 ألف شخص في 74 بلدا أصيبوا بجدري القرود، موضحا أن  الخطر حتى الآن في العالم معتدل نسبياً باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعاً، وجدري القرود حتى الآن لطيفاً بالنساء والأطفال .

وأشار الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن جدرى القرود خرج من أفريقيا بعد جائحة كورونا، وتفشي المرض في بلدان غير موبوءة منذ ٧ مايو 2022، والحالات المبلغ عنها حتى الآن ليس لها روابط سفر ثابتة إلى منطقة موبوءة ، وليس لها علاقة بالحيوانات.

وأردف أن العالم يواجه انتشارًا غير عادي وغير مسبوق لهذا المرض، وحالات الانتشار الأخيرة للمرض تعتبر غير نمطية، إذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها، وشهد المرض تغيرات وبائية في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك التغييرات في عمر المصابين، وموقع العدوى، وسلوكيات خطيرة للمصابين 

وأوضح أن هناك سلالتان فقط من مرض جدري القرود، والأولى سلالة الكونغو ونسبة وفياتها تصل إلى 10%،  وسلالة غرب إفريقيا وهي أقل خطورة بمعدل وفيات واحد بالمئة وهي المنتشرة حتى الآن.

وحول أعراض المرض، أكد أن جدري القرود يعد مرضا فيروسياً نادرًا من نفس عائلة الجدري، ولكنه أقل حدة بكثير،  ويمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود، الالتهابات الثانوية، والتهاب الشعب الهوائية، تسمم الدم، والتهاب الدماغ، التهاب القرنية مع فقدان البصر.

وفيما يتعلق بالتطعيم ضد الجدري ، أشار إلى أنه قد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور .

وواصل الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، حديثه، موضحا أن الفئات المعرضة للخطر، هم المخالطون المنزليون للمصابين خاصة الأطفال والحوامل ، و حتى بين هؤلاء ، على الأقل ما نعرفه من تفشي المرض في إفريقيا ، فإن معدل الانتشار داخل الأسرة أقل من 10٪. وكذلك أي شخص على اتصال جسدي وثيق مع شخص تظهر عليه أعراض جدري القرود أو حيوان مصاب أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

واستطرد أنه  قد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة والموت بسبب جدرى القرود.في الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة ، معدلات الوفيات تتراوح بين 1 إلى 3%، إضافة إلى النساء اللاتى يعملن فى مؤسسات صحية تستقبل المصابين بجدرى القرود تتعرضن أيضًا لخطر أكبر بسبب التعرض للفيروس لفترة أطول.

وأوضح أن طرق العدوى بجدري القرود قد يكون من خلال الحيوانات المصابة  أو من خلال قطرات اللعاب والاتصال المباشر بالسوائل البيولوجية، حيث إن الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس لفترات طويلة يسبب دخول الفيروس الجسم من خلال الجلد المتفتح (حتى لو لم يكن مرئيًا) ، أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).

إقرأ أيضا| الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل للأطباء والصيادلة والتمريض

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة