المجني عليه
المجني عليه


جريمة قتل بشعة .. منعه من ضرب أمه فقتله بـ 5 طعنات

أخبار الحوادث

الأحد، 24 يوليه 2022 - 02:30 م

كتب: حبيبة جمال

 جريمة قتل بشعة، مرتكبها مدمن مخدرات؛ شاب في مقتبل عمره، انجرف نحو طريق الإدمان، فتغير سلوكه، أصبح ناقمًا على حياته، تعدى بالضرب على أقرب الناس إليه، والدته، وعندما حاول شقيقه الأكبر الدفاع عنها، قتله بلا شفقة أو رحمة بـ 5 طعنات.. هنا في هذا البيت الصغير بمنطقة الخصوص، جرت الجريمة، لا حديث للأهالي سوى عن حكاية هذا الشاب الذي قتل شقيقه أمام عيني والدتهما.. وإلى التفاصيل.

 

الحكاية بدأت في منطقة الخصوص، حيث نشأ ممدوح عنتر، شاب يبلغ من العمر ٢٨ عاما، يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من أب وأم وشقيقين، هو أكبر أشقائه، كان سندًا لوالده، العكاز الذي يستند عليه، فعرف ممدوح معنى الشقاء منذ الصغر، خرج لسوق العمل، تحمل المسئولية كاملة، حتى توفى والده، وأصبح الحمل ثقيلا عليه وعلى والدته، باعوا منزلهم واشتروا شقة في أرض عائشة بالخصوص، وافتتحت الأم متجرًا صغيرًا للبقالة لتنفق على أولادها، بينما ممدوح لم يترك وظيفة إلا وعمل فيها، مرة سائق توك توك، ومرة أخرى عامل، كان معروفا بين الجميع بالطيبة وحسن الخلق والجدية، فقد وضع مصلحة اسرته امام عينيه مؤجلا أحلامه بعض الوقت، لديه الكثير من مواقف الشهامة بين الجيران والأهل، بينما شقيقه الصغير عبد الرحمن الذي لم يكمل عامه الـ 23بعد، انجرف نحو طريق المخدرات بواسطة أصدقاء السوء، تحول لشخص آخر، من الممكن أن يفعل أي شيء من أجل الحصول على الأموال لشراء جرعة مخدرات، حتى كانت نهاية هذا الطريق أنه تحول لقاتل.

 

الجريمة

صباح الاثنين الماضي وتحديدا مع اقتراب الساعة الثامنة صباحًا، كان عبد الرحمن يبحث عن جرعة من الأقراص المخدرة، لكنه وجد صعوبة في توفير ثمنها، فلم يكن أمامه سوى اللجوء إلى والدته يطالبها بمبلغ من الأموال، لكن الأم كانت تعلم جيدا ماذا يريد، رفضت طلبه، فثار الابن، وانفجر غاضبًا في وجهها، وحدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى حد الاعتداء على أمه بالضرب، وقتها استيقظ ممدوح على صوت صراخ الأم، وبدون تردد أسرع للدفاع عن والدته المغلوبة على أمرها، لكن كان عبد الرحمن قد جن جنونه، استل سكينا وظل يطعن شقيقه بلا رحمة حتى سقط غارقًا في دمائه وسط صدمة وذهول من الأم التي علا صراخها، رأت الأم مشهد الدماء فأصيبت بحالة من الهلع والرعب جعلتها تسرع إلى الشارع مرددة، «ابني قتل أخوه»، أسرع الجميع لشقة ممدوح في محاولة لإنقاذه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما تلقى الطعنات القاتلة، فأبلغ الأهالي الشرطة.

 

بلاغ

تلقى اللواء غالب مصطفى مدير أمن القليوبية إخطارًا من مأمور قسم شرطة الخصوص، يفيد تلقي بلاغ بمقتل شاب سائق على يد شقيقه المدمن بسبب محاولته منع المتهم من التعدي على والدته بالضرب.

 

على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث؛ بالمعاينة تبين وفاة ممدوح، ٢٨ عامًا، سائق، مقيم دائرة القسم، إثر إصابته بطعنات متفرقة بالجسم، وذلك خلال قيام شقيقه عبد الرحمن، ٢٢ عامًا، سائق بالاعتداء عليه بالطعن بسلاح أبيض «سكين»، أثناء محاولة المجني عليه منع المتهم من الاعتداء على والدتهما بالضرب.

جرى نقل الجثة لمستشفى بنها التعليمي، وألقى رجال المباحث القبض على المتهم، واعترف بارتكابه الجريمة، ومثل جريمته وسط حراسة أمنية مشددة وتولت النيابة التحقيق بعدما أمرت بدفن الجثة.

مشاهد قبل الجريمة

حالة من الصدمة والحزن انتابت الجميع، لا أحد يصدق أن ممدوح صار ضحية أخيه وسقط صريعا في غمضة عين، مات غدرًا دون ذنب اقترفه إلا أنه دافع عن أمه، فودعه الجميع لمثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب.

 

تواصلنا مع إسلام صديق الضحية ليحكي لنا تفاصيل أكثر عن الجريمة، فقال: « قبل الجريمة بيوم واحد، كان ممدوح يقف بجواري في عزاء أحد أصدقائنا، ظل معي ساعات طويلة وبعدما انتهينا من مراسم العزاء، ذهب للبيت ليرتاح قليلا قبل أن يذهب لعمله في الصباح، وقت ارتكاب الجريمة كنت نائما، وتلقيت اتصالا من صديق لنا في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، قال لي «ممدوح اتقتل، اخوه ضربه بسكين»، لم استوعب الخبر، حدثت نفسي،»ربما لا يزال على قيد الحياة، لعلها إصابة خفيفة»، فأسرعت إلى هناك، وأنا كالمجنون لا أشعر بنفسي، لكن عندما وصلت وجدت سيارة إسعاف ورجال المباحث في كل مكان، ممدوح مات، ومن القاتل شقيقه من أب وأم واحد، مات غدرا على يد الاخ المدمن، لم استوعب فكرة أنه تركنا، كيف مات وهو كان بجانبي قبل الجريمة بساعات، كتفه في كتفي، يده في يدي». 

 

واستكمل حديثه بصوت يعتليه الحزن قائلا: «ممدوح كان أطيب إنسان ممكن حد يعرفه، صاحب جدع، عرف معنى الشقاء منذ صغره، ابن بارا بوالديه، وعندما توفى والده، تحمل مسئولية ورعاية اسرته، لم يطلب من اشقائه ان يساعدوه في تدبير نفقات البيت وتحمل وحده المسؤولية، لكن عبد الرحمن كانت المخدرات تملكت منه ولم يستطع الرجوع عنها، وفي النهاية قتل شقيقه بخمس طعنات دون شفقة أو رحمة، ننتظر القصاص العادل على يد قضائنا العادل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة