جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

«القرود» بعد «كورونا» هل فقد العالم المناعة؟!

جلال عارف

الأحد، 24 يوليه 2022 - 07:19 م

بينما «كورونا» مازالت تضرب فى أنحاء العالم بموجة جديدة قد تكون أوسع انتشاراً، وإن كانت -حتى الآن - أقل خطورة من موجات سابقة.. يجد العالم نفسه فى مواجهة خطر جديد بعد أن أعلنت هيئة الصحة العالمية بالامس «حالة طوارئ صحية عالمية» فى مواجهة فيروس جدرى القردة الذى انتشر فى معظم انحاء العالم.


إعلان منظمة الصحة هو أقوى درجة من التحذير فى مثل هذه الحالات، وهو يعنى ان هناك حاجة لجهود عالمية لمنع انتشار الفيروس، إلى المزيد من التمويل فى اللقاحات ووسائل العلاج: وهناك حاجة لنشر الوعى بخطورة المرض رغم أنه مازال حتى الآن محدود الانتشار مع أقل من عشرين ألف إصابة، لكن التحذير يعنى إمكانية التحول بسرعة لوباء ينتشر على نطاق واسع إذا لم تتخذ الاحتياطات.


المرض ينتقل بالاتصال عن قرب بالمصاب، وهو ينتشر بين المثليين جنسياً، لكنه ينتقل للناس والحيوانات عن طريق الملامسة للمصاب أو ملابسه أو أى ادوات استخدمها.. وهناك - لحسن الحظ - لقاحات وأدوية للتعامل مع الفيروس، لكن المخاوف كبيرة - كالعادة - من انتشار سريع او تطور للفيروس يكسبه قوة اكبر خاصة أنه انتقل بسرعة من موطنه فى افريقيا الى أوروبا والعالم ووصل الى عدد من دول الجوار فى وقت قصير.


لكن الخطر الأكبر أن الفيروس الجديد يداهم عالماً أصابه الإرهاق ويعانى من ضعف فى المناعة (إذا صح التعبير!) بعد معركة كورونا التى لم تنته، ثم حرب أوكرانيا وآثارها الكارثية وأهمها خطر المجاعة الذى يهدد الملايين فى الدول الفقيرة وتراجع الاقتصاد فى كل انحاء العالم.


ويتزامن انتشار الفيروس الجديد مع التغييرات المناخية الصادمة التى رفعت درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة وأشعلت أوروبا وأمريكا بنيران الحرائق التى اجتاحت دولا عديدة فى البحر المتوسط وأطلقت صفارات الإنذار لدول المنطقة والعالم. وأطلقت أيضاً السؤال المصيرى: هل أصبح العالم أقل مناعة؟!.. الأرض تشكو وتحترق، والبشر يعانون، والأوبئة تزداد شراهتها. وطريق الإنقاذ يكرهه تجار الحروب والمتاجرون بالسلاح وبالدواء!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة