أحمد الإمام
عصير القلم
حكاية دار مصر
الثلاثاء، 26 يوليه 2022 - 10:52 ص
لسنوات طويلة ظل الاسكان المتوسط وفوق المتوسط حكرًا على شركات القطاع الخاص التي كانت تتحكم في هذه الشريحة الكبرى من المجتمع مستغلة اهتمام الدولة بمشروعات اسكان الشباب والإسكان الاجتماعي الذي لا يحقق هامش ربح للدولة ويوفر شقق سكنية لمحدودي الدخل بسعر التكلفة.
ولكن تغيرت الخريطة في عام 2015 عندما أعلن الدكتور مصطفى مدبولي الذي كان يشغل منصب وزير الإسكان وقتها عن دخول الدولة لأول مرة في مجال الاسكان المتوسط من خلال مشروع ضخم بجميع المدن الكبرى يحمل اسم دار مصر.
وتقدم آلاف الحاجزين للحصول على شقة في المشروع الوليد وهم يمنون النفس بمستوى سكني راقي لهم ولأبنائهم.
ولكن يبدو أن مغادرة الدكتور مصطفى مدبولي لوزارة الإسكان لم تكن في صالح الحاجزين الذين تبخرت احلامهم رويدا .. بداية من عدم الالتزام بمواعيد التسليم لمدد تتراوح مابين 4 أو 5 سنوات مرورًا بعدم التزام الشركات المنفذة بمستوى الخامات وجودة التشطيبات التي خرجت سيئة للغاية ولا تليق بمشروع تشرف عليه الدولة، واكتملت المأساة بعد تسليم الشقق لتزداد قتامة الصورة.
صدر أمر بالإسناد المباشر لإحدى الشركات لتتولى صيانة جميع مشاريع دار مصر على مستوى الجمهورية رغم تاريخها السلبي في المراحل الاولى من المشروع.
ووفقًا لبروتوكول التعاقد بين الشركة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تم الاسناد المباشر لهذه الشركة بمقابل ٢٠٠٠ جنيه شهريًا للعمارة و بواقع فرد أمن لكل ١٥ عمارة بما فيهم أفراد أمن بوابات الكمباوند، ولا يعلم أحد أين ذهب عائد الوديعة المدفوعة بالكامل منذ سنة و نصف ، ولا أحد يعلم اين ذهبت الأموال التي تم دفعها مقابل فروق الصيانة عن العام الأول و لا يوجد عند أحد آلية لضمان دفع جميع السكان لفروق الصيانة وهي مسئولية جهاز المدينة وهي أيضًا بالمناسبة بند موجود في كراسة الشروط و التي تعتبر جزأ لا يتجزأ من العقد الابتدائي بين مالك الوحدة ( المواطن ) و بين جهاز مدينة القاهرة الجديدة ( هيئة المجتمعات العمرانية ) و كأن لسان حال المسئولين يقول « على قد فلوسهم « ، و كأنهم يتعمدون إفشال مشروع الدولة لتوفير وحدات سكنية مميزة للمواطنين ومنافسة المستثمرين ، و كأنهم يعاقبون المواطن على ثقته في الدولة متمثلة في وزارة الإسكان.
حتى الآن جميع الاعمال في الموقع تتم من قبل المقاولين أو بالجهود الذاتية للسكان.
حتى الآن لم يتم الانتهاء من اللاندسكيب بشكل كامل .. حتى الآن لم يتم الانتهاء من المساجد بشكل كامل .. حتى الآن لم يتم فتح المحلات بشكل كامل.
انقطاع يومي للمياه على فترات تصل الى ٤ ساعات وأكثر يوميا.
انقطاع متكرر للكهرباء وعدم توصيل خدمات التليفون الارضي وخدمات الإنترنت التي لم يعد ممكنا الاستغناء عنها حاليا.
والنتيجة هروب السكان نتيجة الحياة غير الآدمية واضطروا لغلق شققهم والانتقال لمناطق أخرى تتوافر فيها جميع الخدمات والمرافق.
وأكاد أشم رائحة المؤامرة في تعمد بعض الموظفين والمسئولين إفشال التجربة حتى تعود هذه الشريحة الكبرى إلى احضان القطاع الخاص الذي كان يجني الملايين من المشروعات السكنية المخصصة للطبقة المتوسطة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة