صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«انهيار عملة.. حرائق.. كورونا».. القارة العجوز تعيش عصرها الأسوأ منذ الحرب العالمية

رانيا عبد الكريم

الثلاثاء، 26 يوليه 2022 - 03:30 م

أزمات متتالة تعيشها القارة العجوز في الفترات الماضية، جعلتها تعيش فترة قد تكون الأسوأ لها منذ الحرب العالمية، فهناك أزمة الغاز وانخفاض مصادر الطاقة لها في ظل تصاعد الأزمة الروسية الأوركرانية، وتزايد أعداد إصابات كورونا فى موجتها السادسة بعد أن كانت البلاد قد عادة إلى الحياة الأقرب للطبيعية، ومؤخرا ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة أدى إلى الكثير من الحرائق التى خلفت خسائر فادحة، كل هذا بالإضافة إلى انهيار سعر اليورو أمام الدولار في سابقة هى الأولى منذ طرح العملة الأوروبية للتداول، في السطور التالية نقوم برصد تلك الأحداث ومدى تأثيراتها على القارة الأوروبية...


منذ الصيف الماضي ومع عودة الاقتصاد العالمي للنشاط عقب الإغلاق بسبب وباء كورونا، زاد الطلب على الطاقة، وأتجهت معظم دول أوروبا للسحب من المخزون لديها من الغاز الطبيعي، بل أن هناك بعض الدول قامت بإعادة تشغيل محطات طاقة قديمة كانت تعمل بالفحم مثل ألمانيا وبريطانيا، كانت تهدف إلى التخلص منها تدريجيا حفاظا على البيئة، وكانت أسعار الغاز قد تضاعفت عدة مرات منذ بداية الجائحة.


وفي أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية بدأت روسيا بالتهديد بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن الدول غير الصديقة التى ترفض الدفع بالروبل، ما أوقع الدول الأوروبية في مأزق، خاصة وأن روسيا تعد المصدر الأكبر للغاز الطبيعي على مستوى العالم، الأمر الذي دفع الدول إلى السعي لإيجاد إمدادات وقود بديلة، وسط احتمالات بالإتجاه إلى حرق المزيد من الفحم للتغلب على نقص تدفقات الغاز الروسي، ما يهدد بأزمة طاقة في الشتاء القادم.


وعلى صعيد موجات كورونا فقد أصابت الموجة السادسة من الفيروس العديد من الدول الأوروبية، وكان هناك تحذيرات أوروبية من متغيرات كورونا الجديدة التي أصبحت تنتشر في جميع أنحاء أوروبا، وهي BA.4 و BA.5، والتى تزايدت مع دخول فصل الصيف، وتنتشر بشكل أسرع من المتغيرات السابقة، الأمر الذي يثير المخاوف والقلق، خاصة مع رفع الإجراءات الإحترازية في أغلب بلدان العالم، والعودة إلى الحياة ماقبل كورونا.


وكانت البرتغال على رأس الدول التى شهدت انتشارا كبيرا للمتغيرات الجديدة من أوميكرون، فقد سجلت في المتوسط 1332 حالة إصابة لكل مليون شخص، وتعد بذلك خامس أعلى معدل في العالم ، مقارنة بـ 760 في ألمانيا و747 في فرنسا.


هذا وقد شهدت دول أوروبا في الأسابيع الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة، حيث بلغت 40 درجة مئوية "104 درجة فهرنهايت" وهذه تعد المرة الأولى التى تصل فيها درجات الحرارة لهذه الأرقام القياسية، الأمر الذى أدي إلى نشوب الكثير من الحرائق، التى خلفت خسائر فادحة.


ففي بريطانيا اندلعت عدة حرائق في أرجاء العاصمة لندن ومناطق أخرى من المملكة المتحدة بسبب الحرارة المرتفعة، والتى بلغت 40 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وهذه تعد ثاني موجة تضرب أوروبا في غضون شهر واحد، نتج عنها نشوب حرائق عنيفة في شبه الجزيرة الإيبيرية وفرنسا.


وكان محافظ لندن صادق خان، قد أعلن حالة "الحدث الكبير" في العاصمة البريطانية، والتي تعد بمثابة إعلان حالة الطوارئ، بعدما انتشرت الحرائق في عدة مناطق جراء ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في البلاد، لافتا إلى أن الوضع "حرج".


وفي إيطاليا انتشرت الحرائق في جميع أنحاء البلاد تقريبا، وتدخلت السلطات لمحاولة إطفاء 25 حريقا كبيرا، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد الذى تشهده البلاد، وفى إسبانبا دمّرت الحرائق حوالى 4400 هكتار من الأراضي في اسبوع واحد، وشهدت ألمانيا طقسا شديد الجفاف، أدى إلى نشوب بعض الحرائق.


وبالإضافة إلى كل ما سبق من أزمات تواجه دول قارة أوروبا، فقد شهدت أزمة أخرى كبيرة بسبب انهيار سعر العملة الموحدة للإتحاد "اليورو"، فقد تراجعت لأول مرة منذ عشرين عاما أمام نظيرتها الأمريكية، إلى أقل من دولار لكل يورو.


وتواجه عملة الإتحاد الأوروبى تلقبات في سعر الصرف بسبب الضغوط في الأسواق المالية، على اثر تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى الإجراءات المتحفظة والنسبية لمحاربة التضخم التي تبناها البنك المركزي الأوروبي، وتزامن هذا مع تصاعد المخاوف بشأن وقف صادرات الغاز الروسية إلى الدول الأوروبية.

 

اقرأ أيضا: حرائق الغابات تضرب ألمانيا.. وتصل لـ800 هكتار

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة