إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة:

أين الوهابية؟

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 28 يوليه 2022 - 07:32 م

كلنا نعرف ماذا حدث فى السبعينيات حين بدأ الرئيس السادات تدشين مرحلة جديدة فى الاقتصاد تحت شعار الانفتاح الاقتصادي، وهو ما ندفع ثمنه حتى الآن من استمرار سياسة بيع المصانع سواء التى انجذت فى عهد عبد الناصر أو التى تم تأميمها من قبل.

من ناحية أخرى فتح الباب للأفكار الوهابية والإخوان المسلمين، والحملة الكبيرة على القوى الأخرى من اليسار والناصريين. حديث طويل إعادته لا تهمني، لكن ما يهمنى هو كيف انتشرت الأفكار الوهابية والسلفية المتشددة، فملأت الخطب بذلك المساجد وقنوات التليفزيون والراديو، يبرر لها شعار الرئيس المؤمن وأخلاق القرية.

لم ينته الأمر حتى الآن.

على الناحية الأخرى نرى الآن المملكة العربية السعودية تخلع ثوبها الوهابي.

مما يعرفه الجميع هو انتهاء ظاهرة جماعة الأمر بالمعروف التى كان أقل مظاهرها كيف يجوب أفرادها الشوارع يحملون جلدة يضربون بها ضربة خفيفة من يتأخر عن الصلاة، ويأمرونه بالتوجه إلى المسجد حين يأتى موعدها ويغلقون المحلات.

وحين صارت هناك معارض كتب كانوا يدخلون المعارض ينظرون إلى العناوين وتتم مصادرة أى كتاب يتشككون فى عنوانه، وغير ذلك مما يعرفه كل من حضر إلى المعارض.

بل كانت الرقابة على الكتب وتسمى «الفَسْح» أيّ الموافقة على فسح الطريق للكتاب للدخول، قاسية جدا ومتزمتة، مما جعل الكثير من الكتب المهمة لا تجد طريقا إلى هناك، وكثيرون من كتاب السعودية ينشرون أعمالهم فى بيروت وغيرها.

لكن حدث أن الملك عبد الله بن عبد العزيز ألغى الرقابة على الكتب فى المعارض، وصار الفسح للكتب بعد المعارض، ثم اتسع الفسح الآن بشكل رائع متخليا عن شروطه القديمة، بل ويتم إلكترونيا، وتقريبا لا يتم منع كتاب.

على الناحية الأخرى تقدم التعليم جدا، وصار شباب السعودية يجد طريقه إلى البعثات الخارجية بشكل واسع، وتقدم الحال فى الصحة والمستشفيات فصار بعضها مراكز عالمية بها أطباء كبار من كل العالم. كثير جدا من الأشياء الجميلة تحدث هناك الآن، لكنا ما زلنا لا نعرف عن السعودية غير أنها بلاد الحرمين، ولا ننتبه إلى الطفرة التى جرت فى العلوم والبناء والخضرة فى الشوارع وفتح الشواطئ وبناء عشرات من السينمات وربما مئات.

وتتقدم فى اتجاه الإنتاج السينمائى بشكل كثيف، وإقامة المهرجانات الغنائية والفنية، وغير ذلك كثير جدا. بل شاع الآن أنهم هنا يعيدون تنقيح أحاديث البخاري، ليستقروا على ما يتفق مع العقل والتطور. لا أعرف ماذا سيكون الوضع هنا حين يتم ذلك.

باختصار خلعت السعودية ثوبها الوهابي، فلماذا يكون لدينا مئات الدعاة يقفون عند هذا الفكر فى منصات الإعلام الخاصة والعامة، وآلاف المشايخ فى المساجد لازالوا يتحدثون عن الحجاب والنقاب ويلعنون النصارى واليهود، ويدورون فى الفلك القديم الذى جاء من هناك بإرادتنا، وليس غصبا عنا منذ أيام السادات، الذى رأى فى ذلك انشغالا للشعب عن السياسة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة