يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

منير عامر وداعاً

يوسف القعيد

الخميس، 28 يوليه 2022 - 08:27 م

رحل منير عامر عندما أجبرتنى ظروفى أن أكون خارج القاهرة. ولهذا لم أتمكن من المشاركة فى وداعه الأخير لإيمانى أن الوداع أهم من أى عمل آخر يقوم به الإنسان تجاه من كان يحبهم مثل إحساسى الإنسانى والعاطفى تجاه منير عامر الذى لم يكن صحفياً جيداً فقط.

تزاملنا فى الكتابة لصفحة الرأى بجريدة الأهرام. ولكنه كان صاحب كتب مهمة استفدت مما تمكنت من التوصل إليه.

كان جزءاً من مدرسة مجلة: صباح الخير، التى كانت تُخاطب القلوب الشابة والعقول المتحررة.

ظل مؤمناً بما يكتب عنه. وربما كان المقال الأخير الذى قرأته له يُقدم منير عامر كما لو كان وصيته. لكنه كان له نشاط آخر على شكل كتب.

منها: فن الحياة مع المراهق، تأليف بنجامين سبوك ومن ترجمة فقيدنا، ونساء فى حياة عبد الحليم، وتربية الأبناء فى الزمن الصعب من ترجمته أيضاً.

ومن المؤكد أنه كانت تربطه صلة بمطرب زماننا عبد الحليم حافظ. وكتب أفضل ما قرأته عنه. كتابة تنطلق من معرفة إنسانية ومتابعة مُحِبَّة بمشروعه.

وأى متابع لحياة منير عامر لابد أن يحسده على معاصرته للروائى الجميل الذى ظُلِم كثيراً: إحسان عبد القدوس، وصاحب المواهب المتعددة: صلاح جاهين، والروائى الفذ: فتحى غانم.

يتميز البعض بمسيرتهم المهنية فيلمع اسمهم ليتجاوز حدود بلدهم الأم واصلاً لشتى دول الوطن العربى، ومن أبرز هؤلاء الأشخاص كان منير عامل رجل الصحافة الجميل الذى هز خبر وفاته مواقع التواصل الاجتماعى، وتصدَّر وسائل الإعلام.

ومنير عامر اسم لمع فى مجال الكتابة الصحفية على مدار سنوات طويلة، شارك فى تأسيس مجلة روزاليوسف، حيث أنه انضم لها خلال عام 1957 بعد أن قام إحسان عبد القدوس بقراءة بعض كتاباته وإبداء إعجابه الشديد بها.

مما جعل إحسان عبد القدوس يعرض على منير عامر الإنضام لطاقم عمل المجلة ككاتب لأخبار مدينة الإسكندرية. وبالفعل تم ذلك، أما خلال الفترات الزمنية التى سبقت ذلك.

فقد عمل منير فى أكثر من مجلة من أبرزها صحيفة الأهرام التى كان يكتب فيها مقال واحد كل أسبوعين.

إلى جانب عمله فى ملحق الأهرام بمعدل مقال كل أسبوع. أما مع مجلة صباح الخير فقد كانت كتاباته لها مذاق خاص.

عرَّفنى عليه الأستاذ عبد الله إمام، الذى كان مدرسة صحفية فى حد ذاتها. وكان قد أنشأ فى روزاليوسف أول وكالة للصحافة.

تأخذ منا موضوعاتنا لتنشرها فى الصحافة العربية. ولم يكن أحد قد سبقه فى ذلك. وكان هذا سبب ترددى عليه فى المؤسسة. وفى أحد المرات تقابلنا صدفة أمام المصعد وعرَّفنى عليه.

ومن يومها أصبح منير عامر علامة مضيئة ليس عندما أقرأ له فقط. ولكن حين التواصل معه. كان كياناً إنسانياً نادراً بالعواطف التى نبحث عنها الآن ولا نجدها. إلى جانب موهبته الفيَّاضة فى الكتابة السهلة البسيطة التى نجد لها أعماقاً نادرة رغم بساطتها.

أشارك نجله الإعلامى المتميز شريف عامر العزاء.

رحم الله منير عامر رحمة واسعة يستحقها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة