صورة موضوعية
صورة موضوعية


ورق الكبار.. المرحلة الأفضل في السينما

د.محمد كمال

الخميس، 28 يوليه 2022 - 10:46 م

كتب: محمد كمال

قد نختلف حول الجيل الأبرز في فئة معينة من الفئات المرتبطة بالفن المصري سواء على مستوى صناعتي السينما والموسيقى، لكن الاستثناء الوحيد هنا كان فرع المؤلفين وكتاب السيناريو نجد شبه اتفاق على أن جيل الثمانينيات الذين بدأوا في نهاية السبعينيات وشهد العقدين التاليين تألقهم هم الأبرز في صناعة السينما على مدار تاريخها، وهذا التألق الكبير لم يأت من فراغ أو لم يكن على سبيل المصادفة لكن هذا الجيل شهد بداية عملهم خلال فترات الجمود السياسي لكنهم في مرحلة شبابهم خرجوا مشبعين بتجربة حياتية تحمل زخم كبير على مدار 30 عاما من بداية الخمسينيات حتى بداية الثمانينيات، بدأت مع حركة الضباط الأحرار في 1952 مرورا بإعلان الجمهورية والوحدة مع سوريا والقرارات الإشتراكية ثم هزيمة 1967 فحرب الاستنزاف وصولا لحرب أكتوبر 1973 ثم معاهدتي كامب ديفيد والسلام والتزامن مع قرارات الانفتاح الاقتصادي وبداية تنامي وعدوة التيارات الدينية.

كل هذا التحولات السياسية والإقتصادية والإجتماعية كان لها تأثير قوي على المجتمع المصري والذي كان من الطبيعي ان يقوم كتاب ومؤلفو السينما لعكسه على مستوى الشاشة الفضية التي هي مرآة المجتمع.

فترة الجمود السياسي التي بدأت مع الأعوام الأولى لفترة الثمانينيات أعطت فرصة ومساحة لكتاب السيناريو للتعبير عن تجاربهم وآرائهم التي كانت من الصعب نقلها في فترتي السبعينيات ومن قبلها الستينيات لهذا في تلك الفترة مع خروج مشبع بتجربة فريدة مليئة بالحماس والأهم وجهات نظر تحمل التوافق والاختلاف رسموا ملامح مرحلة من أهم مراحل السينما المصرية أجبرت النقاد والمؤرخين باعتبارها “الواقعية الجديدة” بالرغم أن تلك الفترة تميزت بسطوع فكرة “سينما المخرج” فمعظم مخرجي تلك المرحلة هم في الأساس كتاب سيناريو وقاموا بتأليف عدد من أفلامهم مثل رأفت الميهي ومحمد خان وخيري بشارة إلا ان هذا لم يحرم سينما الثمانينات من وجود مواهب كبيرة على مستوى التأليف وكتابة السيناريو الذين سطروا نجومية تلك المرحلة.

أبطال تلك المرحلة الذين كان لهم تأثير على مستوى الكيف والكم مثل وحيد حامد الذي افتتح المرحلة بثلاثة أفلام دفعة واحدة “الإنسان يعيش مرة واحدة” و”انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط” و”فتوات بولاق” ثم توالت أعماله مثل “الغول”، “آخر الرجال المحترمين”، “ملف في الآداب”، “البرئ” و”الدنيا على جناح يمامة”، والثاني هو بشير الديك الذي أيضا اقتحم المرحلة عام 1980 بخمسة أفلام دفعة واحدة “سأعود بلا دموع” و”الرغبة” و”الأقوياء” و”الأبلسة” و”أبو البنات” ثم قدم “سواق الأتوبيس” أحد أهم أفلام المرحلة و”موعد على العشاء” و”الحريف” و”ضربة معلم” و”النمر الأسود” وغيرهم.

الفارس الثالث هو مصطفى محرم في أفلام “ألباطنية “ و”الجوع” و”أهل القمة” و”حتى لا يطير الدخان” و”الراقصة والطبال”، “الحب فوق هضبة الهرم”، ثم يأتي الراحل فايز غالي صاحب أفلام “ضربة شمس” و”العوامة رقم 70” و”يوم حلو ويوم مر” و”الثأر” ومحمود أبوزيد مبدع الثلاثية “العار”، “الكيف” و”جري الوحوش”، وعبد الحي أديب بأفلام مثل “البدرون” و”المواجهة” و”أنا اللي قتلت الحنش” في أفلام “يارب ولد” و”مين فينا الحرامي” و”الدنيا جرى فيها إيه”.

وفي تلك المرحلة أيضا برز السيناريست صلاح فؤاد “سلام يا صاحبي” و”تزوير في أوراق رسمية” و”جحيم تحت الماء” والثنائي عاصم توفيق ورؤوف توفيق وتحديدا تجربتهما مع محمد خان الأول في “خرج ولم يعد” و”عودة مواطن” والثاني في “زوجة رجل مهم” و”مشوار عمر”، وأيضا هناك ابراهيم الموجي مبدع “عفوا أيها القانون”، “النمر والأنثى” و”المشبوه” و”حب في الزنزانة”، وماهر عواد في فيلمين “الأقزام قادمون” و”الدرجة الثالثة”، وسمير عبد العظيم في أفلام “على باب الوزير” و”الصبر في الملاحات” و”المتسول”، وشريف المنباوي في “خمسة باب” و”وكالة البلح” و”طير في السما،  وبسيوني عثمان في “ولاد الإيه” و”كراكون في الشارع” و”ثمن الغربة”.

وفي تلك الفترة شهدت استمرار كتاب من المرحلة التي سبقتها مثل فاروق صبري صاحب الفيلم الأيقوني “4 – 2 – 4” والذي كان له بصمة مؤثرة على مستوى الإنتاج والتوزيع وقتها، وأبضا يوسف جوهر “البيه البواب” و”أمهات في المنفى”، كما شهد عام 1980 اخر أعمال السيناريست علي الزرقاني “رجل فقد عقله”  الذي أبدع في مرحلتي الستينيات والسبعينيات، وعلى مستوى دراما الجاسوسية يتواجد إبراهيم مسعود في أفلام “إعدام ميت” و”بئر الخيانة” و”مدافن مفروشة للإيجار”، على مستوى الأعمال المأخوذة عن روايات عالمية ومصرية تألق في هذا النوع كلا من الرباعي أحمد صالح “شوارع من نار” و”بريق عينيك” و”عصابة حمادة وتوتو”  ورفيق الصبان “حبيبي دائما” و”الزمار” وأحمد عبد الوهاب “تجيبها كده تجيلها كده” و”خللي بالك من عقلك”و”فتوة الناس الغلابة”وإسماعيل ولي الدين في “درب الهوى” و”السلخانة”.

اقرأ أيضًا خيري حسن: نسعى للمنافسة العالمية بـقنوات «أخبار المتحدة»

كان هناك أسماء كتاب سيناريو كبار لهم باع كبير في التليفزيون والمسرح بدأوا وبزغ نجمهم مع سينما الثمانينيات وحتى وان لم تكن بصمتهم كبيرة في السينما لكنهم تركوا علامة في تلك المرحلة مثل محسن زايد في “أيوب” وأسامة أنور عكاشة في “كتيبة الإعدام” ولينين الرملي في “البداية” و”علي بيه مظهر” ويسري الجندي في “سعد اليتيم” و”أيام الرعب”، وأيضا تواجد عدد من الكتاب الذين لم يكن لهم إنتاج غزير مجرد عمل أو إثنين لكنهم تركوا أعمال مؤثرة في تلك الفترة مثل نبيل عصمت “الجلسة سرية” و”نشاطركم الأفراح”، وأحمد الخطيب الذي شارك في كتابة “كراكون في الشراع” وقدم فيلم “الهروب من الخانكة”، وأيضا عبد الجواد يوسف في “أربعة في مهمة رسمية” و”شادر السمك”، وفاروق سعيد في أفلام “الحدق يفهم” و”الحلال يكسب”، ورؤوف حلمي في “عنتر شايل سيفه” و”الاتحاد النسائي”، وحلمي سالم عن فيلم “زوج تحت الطلب” ومحمد عثمان في “الأنس والجن” و”الرجل يحب مرتين”.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة