الجمعة، 29 يوليه 2022 - 05:48 م

لا شك أن رومانيا من الدول الصديقة جدا إلى مصر وتربط الدولتين منذ عشرات السنين علاقات قوية فى مختلف المجالات ولمصر لدى رومانيا مكانة مميزة بشكل كبير، وقد قادتنى الظروف أن أزورها الأسبوع الماضى وأبلغونى بأن رومانيا تتناقص أعداد مواطنيها فى السنوات الأخيرة بعد دخولها الاتحاد الأوروبى ووصلت نسبة من هجرها من الشباب 4 ملايين للعمل فى الدول الأوروبية ذات الأجر المرتفع بالنسبة لهم خاصة فى مجال الهندسة، وقد شاهدت على الطبيعة مئات الآلاف من الأفدنة المزروعة بمختلف المحاصيل خاصة القمح والمحاصيل الزيتية، وكان هذا ما دفعنى أن ألتقى مع سفيرنا فى رومانيا مؤيد الضلعى لأدير معه حوارا حول تنمية العلاقات بين مصر ورومانيا خاصة بالنسبة للعمالة التى يمكن استقدامها لرومانيا لتقوم بزراعة آلاف الأفدنة خاصة بالنسبة للقمح ويمكن أن يتم ذلك من خلال عملية تنظيمية رسمية بين الدولتين حتى لا نترك فرصة لبعض السماسرة للتلاعب فى هذا المجال وتشويه صورة الفكرة، ويمكن أن نتفق رسميا كدولتين على زراعة هذه المساحات بالقمح بعمالة مصرية لنحقق هدفين فى وقت واحد وهما تشغيل ايد عاملة، وفى نفس الوقت تأمين مصر إحتياجاتها من القمح، وتطرق الحديث بينى وبين السفير ايضا على إمكانية أن نقوم باستقدام عمالة حرفية من مصر لسد العجز الشديد فى هذه العمالة فى رومانيا بشرط أن تكون العملية منظمة وتحت إشراف وزارة القوى العاملة فى مصر، وإشراف الجانب الرومانى حتى نضمن سلامة الموقف القانونى لهذه العمالة التى قد يصل حجمها إلى مئات الآلاف واتفق معى السفير المصرى تماما على هذا الطرح الذى سيعمل جاهدا على وضع الصورة المثلى لتنفيذه فى حالة الاتفاق عليه.

وعلى المستوى الشعبى تذكرت ما فعلته مؤسسة نشر رومانية تسمى مؤسسة الاندماج التى قام رئيسها الألكسندر بترتشانو ونائبه المصرى د.شوقى سعيد بترجمة مؤلفات أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق إلى اللغة الرومانية وهما كتاب «شهادتى» وكتاب «طريق الحرب والسلام» حتى يطلع الشعب الرومانى وبقية الدول الأوروبية عما حدث فى حرب أكتوبر 1973 لتحرير الأرض ومباحثات السلام بين مصر وإسرائيل لتكون هذه الحرب آخر الحروب، وأن تهتم دول المنطقة بالتنمية والبناء من أجل الأجيال الحالية والقادمة كما قامت المؤسسة بترجمة مؤلفات أخرى للبابا تواضروس وتقوم الآن كذلك بالإعداد لبدء ترجمة كتاب يتناول إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى على مدى السبع سنوات الماضية، وهى فى انتظار موافقة الجهات المعنية.

وتركت رومانيا وكلمات أحد رجال الأعمال الرومانيين ويدعى راموس لوتشى تطن فى أذنى وهو يقول نحن مستعدون فى رومانيا خاصة فى ظل ظروف الأزمة الروسية الأوكرانية التى أثرت على العالم كله أن نقدم لمصر كل ماتحتاجه من زيوت وقمح وغيره مما ننتجه فى رومانيا، ومستعدون أيضا لاستقبال أكبر عدد من العمالة المصرية للعمل فى رومانيا نظرا لطبيعة العلاقات الخاصة والمتميزة بين البلدين وهذه الكلمات أضعها أمام وزيرى القوى العامة والتموين لبحث هذه المقترحات علها تكون باب خير على مصر وعلى العمالة المصرية أيضا.