الجمعة، 29 يوليه 2022 - 07:18 م

لكل إنسان ثلاثة أعمار، العمر الذى يراه به الآخرون، والعمر الذى يرى به نفسه، والعمر الحقيقى المُسجل فى الأوراق الرسمية، لكن لماذا يبدو البعض أصغر أو أكبر سناً من عمرهم الحقيقى؟ صحيح أن العمر مجرد رقم، مثلما قالت النجمة الإنجليزية جوان كولينز، إنما الشباب يرتبط بالحيوية والنشاط والبريق، والأمر الطبيعى أن يحاول الإنسان تأخير ظهور مرحلة الشيخوخة، والتمتع بمظهر جميل وشاب لأطول فترة، دون مبالغة إلى حد أن يصبح ذلك هاجساً مسيطراً على حياته. 

الغريب أن نتائج دراسة أجريت فى جامعة جنوب كاليفورنيا، كشفت أن أعراض الشيخوخة تبدأ بشكل خفى خلال العقد الثالث من العمر، مما يدل على أن هذه السنوات تعتبر المرحلة الفاصلة فى تحديد سرعة شيخوخة الجسم مستقبلاً، وأن عملية الشيخوخة الكامنة هى التى تقوم عليها جميع النتائج الصحية المختلفة المرتبطة بالسن، مثل التدهور المعرفي، والمرض، والعجز، والهشاشة والوفيات، ويرجع سبب اختلاف العمر البيولوجى عن العمر الحقيقى للإنسان، إلى مجموعة من العوامل تؤدى إلى سرعة ظهور علامات تقدم العمر، وتؤثر سلبا على المظهر الخارجي، منها عدم ممارسة الرياضة، زيادة التوتر والقلق، الإجهاد، السمنة، التلوث، مشاكل النوم، التدخين، والإكثار من شرب المنبهات، والأهم الصحة النفسية، والشعور بالإيجابية والاتزان، والاعتزاز بالذات، والتصالح مع النفس.

وبعيدا عن نتائج الدراسات العلمية، وعمليات التجميل لإخفاء الأعمار الحقيقية، أتوقف أمام عبارات قرأتُها حول الأسباب التى تجعل بعض الأشخاص يبدون أصغر بكثير من أعمارهم الحقيقية، تقول إنهم الذين يتمتعون بروح متسامحة مرحة تضخ السعادة فى أدمغتهم، وتترجمها إلى ابتسامات دائمة مع العدو والصديق، أولئك تتجدد خلايا أجسادهم وتنتعش بسبب رحابة صدورهم، وحسن نواياهم وبراءة اعتقاداتهم، وأن افكارهم الإيجابية تدفع بتلك الخلايا التالفة إلى الذوبان، والخروج عبر الجلد. هؤلاء أصحاب النفوس المترفعة عن اللوم والعتاب على كل كبيرة وصغيرة، ظنا منهم أنهم المقصرون دائماً فى حق الآخرين، والذين ترتسم فوق وجوههم علامات الرضا الظاهرة، حتى مع ظلم العباد لهم، متخذين شعارهم «أن أكون مظلوما خير لى من أن أكون ظالما»، وهم الذين يحسنون الظن بربهم والتوكل عليه فى كل أمور حياتهم.

ولكن هل الإنسان المحظوظ من يبدو أصغر من عمره؟ أم أن الأكثر حظا هو من يموت فى الوقت المناسب مثلما يقول الكاتب الأمريكى الشهير إريك هوفر؟!