جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

موت إكلينيكى.. أم مناورة إخوانيَّة؟!

جمال حسين

السبت، 30 يوليه 2022 - 07:35 م

الأسبوع الماضى، خرج علينا إبراهيم منير، القيادى الإخوانى الهارب فى لندن، والقائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، بتصريحاتٍ مثيرةٍ للجدل لوكالة رويترز، أكَّد فيها أن الجماعة لن تخوض صراعًا جديدًا على السلطة فى مصر بعد الإطاحة بها من الحكم، قبل ٩ أعوامٍ منذ عام ٢٠١٣.
أشار إلى أن الجماعة مرَّت بأوقاتٍ عصيبةٍ من قبل، وتلقَّت ضربات مُوجعة، لكن هذه المرة كانت الضربات أقسى من كل المرات الماضية التى شهدتها الجماعة منذ تأسيسها، قبل ما يربو على ٩٠ عامًا.


واستبعد عزت التنافس على السلطة من خلال صناديق الاقتراع، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا تستطيع الجماعة القيام به بشكلٍ مُباشرٍ؛ لأنها أصبحت مكسورةً ولا تزال محظورةً.


قال إن الجماعة تعيش حالةً من الانشقاق؛ بعد أن دبَّت الخلافات بين أجنحتها فى الخارج، وتُواجه حملةً قاسيةً فى الداخل، حيث يقبع الكثيرون من قادتها وأنصارها فى السجون، فضلًا عن استبعادها من الحوار السياسى، الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى.
المراقبون والخبراء فى شأن جماعات الإسلام السياسى يرون أن تصريحات إبراهيم منير ما هى إلا نوعٌ من المراوغات السياسيَّة التى تُجيدها جماعة الإخوان، وأنه أطلقها هذه الأيام فى محاولةٍ لتبييض وجه الجماعة بعد الصفعة القويَّة التى تلقَّتها من النظام المصرى، الذى رفض توسّلات بعض قادتها والمحسوبين عليها فى الخارج؛ من أجل المشاركة فى الحوار السياسى الدائر حاليًا فى مصر بين جميع ألوان الطيف السياسى، عدا جماعة الإخوان المُلطَّخة أياديها بدماء المصريين.


ذهب بعض الخبراء فى تفسير تصريحات إبراهيم منير المُفاجئة لوكالة رويترز، إلى أنها تأتى لإثبات الوجود فى الصراع المُشتعل بين الجناح الذى يقوده فى لندن وجناح إسطنبول الذى يقوده محمود حسين، حيث يُحاول كلٌّ منهما تنصيب نفسه مرشدًا للجماعة، عقب القبض على القائم بعمل المرشد، الأمر الذى جعل شباب الجماعة يُحمِّلونهما مسئولية القضاء على التنظيم.


وجاءت القشَّة التى قسمت ظهر البعير، بعد أن استخدم الطرفان جميع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة؛ للانفراد بالسلطة والإطاحة بالآخر.
رأينا اتهامات مُتبادلة تطول الشرف والأمانة والنزاهة، وهو الأمر الذى أثار حفيظة الجميع، وجعلهم يفقدون الثقة فى القيادات التاريخيَّة التى سقطت فى نظرهم، بعد انتشار فضائحهم على الملأ.


أعتقد أن ما يحدث ملعوبٌ من ألاعيب جماعة الإخوان يجب أن نحذره، كما حذَّر تقريرٌ فرنسىٌّ صدر مُؤخرًا من الخطاب الجديد للجماعة، التى تزعم البعيد عن العنف، وشدَّد على أن رجال الجماعة الذين يرتدون البِدل ورابطات العنق والأزياء الحديثة، ويزعمون الابتعاد عن العنف، هم فى الحقيقة يختبئون وراء خطابٍ وسياسةٍ جديدةٍ، حتى تحين لحظة الانقضاض الدموى، الذى يعتبره قائدهم الطريق الأمثل لإقامة دولة الخلافة التى ما زالت الجماعة تعيش على وهمها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة