حازم نصر
حازم نصر


حازم نصر يكتب.. سيمفونية اعتماد جامعة المنصورة

حازم نصر

الأحد، 31 يوليه 2022 - 01:24 ص

"  اعتماد الجامعة هو نتاج رحلة طويلة من الجهود المتميزة على مدار 50 عامًا منذ إنشائها "
بهذه العبارة الموجزة لخص الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة المنصورة العوامل التي أهلتها  لتكون أول جامعة حكومية مصرية تحصل على الاعتماد من الهيئة  القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد يوم الأربعاء الماضي.
تميز جامعة المنصورة  ليس  جديدا عليها بل كان مرتبطا بها  منذ أن كانت فكرة  طرحها  عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين  أثناء زيارته للمنصورة  عام 1951 عندما كان وزيرا للمعارف .. وكعادة أهل الدقهلية وحرصهم على البذل والعطاء كانت تبرعاتهم السخية لإنشاء الجامعة ليس بجمع مبلغ من المال يكون نواة لإنشاء الجامعة بل  تبرعوا لاحقا بالأرض التي أقيمت عليها والتي لو تم تقدير قيمتها اليوم لتخطت المليارات من الجنيهات حيث تعد أغلى قطعة أرض بمصر المحروسة وتزيد مساحتها علي ال300 فدان ..هذا بجانب تبرعاتهم  التي لم تنقطع حتى اليوم ثقة منهم بما تقوم به الجامعة ليس في مجال تعليم أبنائهم فحسب بل بالخدمات الحيوية التي تقدمها  لهم على مدار الساعة خاصة الطبية منها .
ثم جاء دور منسوبي الجامعة وفي مقدمتهم رؤساء الجامعة اللذين نفتخر بهم جميعا  بدءا من المؤسس الراحل إبراهيم أبو النجا وأول رئيس لها عبد المنعم البدراوي مرورا بشفيق بلبع ويحي مسعود وكمال الدين أحمد وعبد الفتاح حسن ومحمد عماره وأحمد حمزة ويحي عبيد وأحمد جمال الدين موسى ومجدي أبو ريان وأحمد بيومي والسيد عبد الخالق ومحمد القناوي و انتهاءا بأشرف عبد الباسط .
وكذا جهود  نواب رؤساء الجامعة والعمداء  والأساتذة على مدار تاريخها  ثم أمناء الجامعة والأمناء المساعدين والعاملين بكل قطاعاتها .
وبالتأكيد كان لقامات الجامعة دور كبير في هذا التميز وعلى رأسهم عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط ومؤسس مركز الكلى والمسالك البولية وعضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية والراحل الكبير الدكتور فاروق أمين عزت مؤسس مركز الجهاز الهضمي والعشرات من الأساتذة الكبار وتلاميذهم الذين أصبحوا أعلام في سماء الطب والعلم والمعرفة في شتى فروعها ولا يمكن الإحاطة بهم في مقال .
كما تم اختيار 3 من أساتذتها لتحمل مسئوليات وزارية  هامة ونفخر بهم دائما  وهم الدكاترة أحمد جمال والسيد عبد الخالق والهلالي الشربيني وجميعهم تقلد أهم المناصب القيادية بالجامعة قبل المناصب الوزارية  وبذلوا جهودا مضنية وقاموا برسالتهم بمنتهى الإخلاص والشفافية  .
كما تقلد اثنان من أساتذتها محافظات حيوية وهما الراحل الكبير  الدكتور عبد العظيم وزير محافظ دمياط والقاهرة والدكتور رضا عبد السلام محافظة الشرقية الأسبق .
أما  تميز الجامعة في المجال الطبي فهذا ما يعلمه القاصي والداني حيث المراكز  الطبية المتخصصة والتي وصلت شهرتها للعالمية وجعلت المنصورة مؤهلة لتكون عاصمة مصر الطبية .
هذا علاوة على تميزها في برامج زراعة الأعضاء خاصة زراعة الكلي حيث اقترب عدد العمليات التي أجريت بمركز الكلى  من ال4  آلاف عملية تمت جميعها بنجاح كبير وربما يكون ذلك أكبر عدد تم في مركز حكومي على مستوى العالم  ..كما اقترب عدد عمليات زراعة الكبد من الأحياء من الألف عملية  تمت أيضا بنجاح و بنسب تضاهي أكبر المراكز العالمية .
كما نجحت الجامعة  في مواجهة جائحة كورونا  حيث أقامت في غضون أسابيع قليلة أول مستشفى متكامل للعزل  بتكاليف تزيد عن ال56 مليون جنيه  بشراكة مع المجتمع المدني ..وانتشرت أطقمها الطبية  بمستشفيات الصحة لتتحمل المسئولية  في مواجهة الجائحة غير عابئين بما يمكن أن يتعرضوا له ودفع بعضهم حياته ثمنا في تلك المواجهة وهو في ريعان شبابه  .
ثم  كان تفردها كأول جامعة إلكترونية في مصر تمتلك بنية تفتقر إليها حتى بعض الجامعات العالمية الكبرى وهو  ما مكنها من أن تكون أول جامعة تحول كافة مقرراتها لمقررات إلكترونية وواصلت تعليم طلابها عن بعد أثناء أزمة كورونا  بمنظومة تعليمية إلكترونية متكاملة .
كما كانت الجامعة سباقة في إنشاء البرامج التعليمية المتميزة وفي مقدمتها برنامج مانشستر في الطب ثم توالت البرامج المتخصصة والتي سبقت بها المنصورة باقي  الجامعات .
ونتيجة لكل ذلك وغيره الكثير أن أصبحت الجامعة من أكثر الجامعات المصرية  اجتذابا  للطلاب الوافدين للدارسة  بها حيث زاد عددهم الآن عن 50 جنسية من الدول العربية والإفريقية والآسيوية .
كما تقدمت الجامعة خلال الأعوام الأخيرة في كل التصنيفات العالمية لترتيب الجامعات .
 جامعة المنصورة اهتمت بالتوازي مع ذلك  بتطبيق نظم جودة التعليم على مستوى مؤسساتها التابعة والتي تبلغ 18 كلية  حيث تم اعتماد أول مؤسساتها عام 2010 باعتماد كلية الصيدلة  ليتتابع بعدها اعتماد الكليات والبرامج التعليمية بجامعة المنصورة ليصل إلى 10 كليات من أصل 18 كلية أي بنسبة أكبر من 50 % والذي كان شرط أساسي من الهيئة للسماح للجامعة للتقدم بالاعتماد
..كما  أن إجمالي عدد البرامج التعليمية المعتمدة بالجامعة وصل إلى ١٨ برنامجًا تعليميًا على مستوى كليات الطب والهندسة والزراعة وبذلك فإن جامعة المنصورة تعد الأولى بين الجامعات المصرية التي تضم برامج تعليمية معتمدة على مستوى القطاعات الطبية والهندسية والزراعية  .
هيئة الجودة برئاسة الدكتورة  يوهانسن عيد رئيس الهيئة  
شكلت فريق برئاسة  القامة المصرية  الرفيعة الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي الأسبق و أمين اتحاد الجامعات العربية وعضوية نخبة من الأساتذة والخبراء  للمراجعة الخارجية وزيارة الجامعة وذلك خلال شهر يونيو الماضي بواقع زيارتان افتراضية وميدانية لتقييم الجامعة وفقًا للمعايير التي تتبعها الهيئة لتقييم المؤسسات الجامعية وقد أثبت التقييم استيفاء المعايير العملية التعليمية والبحثية و الحوكمة بالجامعة كما ثبت لتلك اللجنة رفيعة المستوى التزام الجامعة  بتحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها الاستراتيجية .
لاشك أن قطاعات الجامعة وكل منسوبيها قاموا بدور كبير لتصل الجامعة لهذا التميز ولقد لمست ذلك من خلال عضويتي بمجلس خدمة المجتمع وتنمية البيئة ولا حظت الجهد الكبير من قبل الدكتور محمود المليجي نائب رئيس الجامعة وجميع أعضاء المجلس في تنفيذ خطة القطاع .
كما تابعت دور قطاع شئون التعليم والطلاب برئاسة الدكتور محمد عطية البيومي  وجميع أعضائه .
ودور قطاع الدراسات العليا والبحوث برئاسة الدكتور أشرف طارق حافظ وكل أعضائه في هذا الصدد .
ومن خلالي مشاركتي مع الأطراف المجتمعية وخريجي الجامعة في الزيارة الافتراضية للجنة الاعتماد لاحظت مدى فخر خريجي الجامعة الذين ينتشرون بكل مؤسسات الدولة بجامعتهم وكذا كل الأطراف المجتمعية التي تتعامل مع الجامعة وكيف كانوا يتسابقون للكشف عن المزيد من جوانب تميز الجامعة من خلال تجارب حقيقية وبموضوعية شديدة  .
نعم كان  الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس الجامعة " كعادته " منصفا عندما أكد على أن هذا الإنجاز كان  ثمرة جهد بذل على مدار ال50 عاما ..لكن لابد من التأكيد على  تلك السيمفونية الرائعة التي قادها عبد الباسط على مدار ال3 سنوات الأخيرة  وجهد  كبير ومتواصل من المتميزة دائما الدكتورة سهام جاد الحق مدير مركز ضمان الجودة والاعتماد بالجامعة  ومعاونيها لإعداد ملف التقدم للاعتماد المؤسسي  على هذا النحو من الدقة والإجادة .
وإذا كانت كلية طب المنصورة قد حصلت على الاعتماد إبان عمادة الدكتور أشرف عبد الباسط لها فبالتأكيد سيظل  من دواعي اعتزازه  أن يتم اعتماد الجامعة  أثناء رئاسته لها وقبل أن يغادر منصبه كرئيس للجامعة لمكان آخر دون أن يغادر الجامعة أو تغادره لأنها كيان تعيش بداخله  .
سألني محدثي :
لم كل تلك السعادة البادية عليك فور سماعك خبر الاعتماد ؟
فأجبته :
  لم يساورني الشك لحظة في حصول الجامعة على الاعتماد لكن توقيتها زادها بريقا وكانت أعلى درجات التقدير لإدارة نجحت في عزف تلك السيمفونية الرائعة ..كما سيظل من عوامل فخري واعتزازي الدائم  أن  والدي رحمه الله كان من بين الكثيرين  الذين تطوعوا  لجمع التبرعات للجامعة إبان تأسيسها وكان وقتها  المعلم المثالي على مستوى الجمهورية كما أن  شقيقي الأصغر الدكتور عابد نصر أستاذ الهندسة الفيزيائية بكلية الهندسة كان من بين أعضاء اللجنة التي راجعت خطة الجامعة الاستراتجية بحكم خبرته الكبيرة  في مجال الجودة  .
وكما  شاركت  قبل ذلك كأحد أعضاء الأطراف المجتمعية ابان اعتماد كلية الطب شرفت أيضا  مؤخرا بالمشاركة  كأحد أعضاء المجتمع الذين التقوا بلجنة  الاعتماد والأهم أني أعتبر نفسي أحد أفراد أسرة الجامعة بما يربطني بمعظم أساتذتها  من علاقات ود واحترام متبادل لم تنقطع يوما ما .
خالص التهنئة والتقدير لأسرة جامعة المنصورة  بهذا التميز وأخص بالتهنئة  رئيسها الدكتور أشرف عبد الباسط وهو يتوج جهده في إدارة الجامعة اليوم  ويسلمها ورايتها  مرفوعة بما سيلقي  على الإدارة القادمة مسؤولية أكبر للحفاظ على هذا التميز ونثق في قدرتها على ذلك  .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة