أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

الهجرة إلى أرض الحياة

أحمد شلبي

الأحد، 31 يوليه 2022 - 08:21 م

مازلنا نقرأ فى سطور هجرة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وأيضاً الصحابة الأجلاء الأوائل الذين سبقوا فى الهجرة إلى الحبشة. كانت الجملة التاريخية التى قالها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - للمهاجرين إلى الحبشة «إن فيها ملكاً عادلاً لا يظلم عنده أحد»، ورغم مكر كفار قريش حينذاك إلا انهم فشلوا فى إثناء النجاشى لإعادتهم إلى مكة ليلاقوا التعذيب والقهر بأيديهم..

إذن العدل والأمان هما عنوانا الهجرة إلى أرض أخرى ينعمون فيها بالحياة والعدل.. كانت هجرة الصحابة إلى المدينة بناءً على أمر من سيدنا محمد بالهجرة إليها، لأنها أرض طيبة وأهلها ذوو عهد ووفاء بعد بيعتى الشجرة والالتزام ببنود اتفاقهما وانتشار الإسلام بين دروبها وأهلها، وتقديم العون والمساعدة للمهاجرين وفتح منافذ الرزق أمامهم، وتقسيم البيوت بينهم وبين المهاجرين، حتى انهم كانوا يخيرونهم حتى فى الزوجات فيطلقون ما يريده المهاجرون.


الهجرة بنيت على دعائم السلام والأمن والعدل والإيثار حتى لو كانت بهم خصاصة.. هجرة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة آخى فيها بين أكبر قبيلتين هما الأوس والخزرج، ونزع من صدورهم شعلة الخصام والعراك الدائم بينهما الذى كان يشعله اليهود من بنى صهيون المستفيدون وحدهم من هذه الحروب.. الهجرة وضعت أسس الدولة المدنية فى المدينة وميثاق شرف بين المسلمين ومن هم غير ذلك مثل وثيقة الاتفاق مع اليهود الذين خانوا العهد فاستحقوا الطرد.


الهجرة زرعت التعاون وألفت القلوب بين القبائل وحققت الآية الكريمة «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ».
تقوى الله هى أرض المهاجر إلى أى مكان ونشر الأخلاق الحميدة بين الشعوب المهاجر إليها فتكون أرضاً طيبة ذات أمان وعدل وأخلاق.
أما الهجرة إلى دنيا ومبتغاها فهى تقف عند صاحبها ولا تحقق أهداف الهجرة مثل اطلب العلم ولو فى الصين، أى الذهاب إلى آخر العالم لتحصيل العلم، وتحقيق رفاهية الشعوب. ليت المهاجرين بطريق غير شرعى يقرأون أهداف الهجرة حتى تستفيد المجتمعات ومواطنوها بالخير من المهاجرين إليها.. وتتحقق الحياة الطيبة على الأرض.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة