مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

القنوات الرياضية

مؤمن خليفة

الأحد، 31 يوليه 2022 - 08:32 م

أعتبر نفسى واحدًا ممن يتابعون كرة القدم باهتمام كبير وقد عملت محررًا رياضيًا لسنوات طويلة فى أول صحيفة رياضية فى مصر «التعاون الرياضى» والحمد لله فقد كنت من الجيل الأول من المؤسسين ولدينا رئيس تحرير رائع ومعلم هو الأستاذ الراحل أحمد المنشلينى الناقد الرياضى الكبير ورئيس مجلس الإدارة الأستاذ الراحل الكبير محمد صبيح.. كانت هذه الصحيفة حدثا كبيرا فى تلك الأيام عام 1974 تصدر من النوع النصفى المعروف باسم «التابلويد» مع شقيقاتها التعاون الزراعى والطلبة والسياسى.


لم يكن هناك أى حديث تماما عن التعصب الذى بات واقعا للأسف الشديد فى الساحة الرياضية المصرية بين جماهير الكرة وخاصة بين ناديى الأهلى والزمالك.. ومن حسن حظى أننى عاصرت جيلا من الرياضيين تميز بالسماحة وعدم الغلو فى التطرف.. كان الراحل الكبير محمد حسن حلمى «زامورا» رئيسا لنادى الزمالك والفريق عبد المحسن كامل مرتجى رئيسا للنادى الأهلى وكانت العلاقات بين الاثنين جيدة وكانا حريصين على اللقاءات بين مجلسى الإدارة رغم جنوح البعض من الجماهير أحيانا إلى الصدام خاصة فى حال خسارة بطولتى الدورى والكأس.. كان هناك تنافس شديد يحظى بالاحترام بين جيل هذا الزمان الكباتن حسن شحاتة وفاروق جعفر وعلى خليل نجوم الزمالك ومحمود الخطيب ومصطفى عبده وعبد العزيز عبد الشافى نجوم الأهلى وعلى أبو جريشة وسيد عبد الرازق « بازوكا» ورضا وأمين دابو وأسامة خليل نجوم الإسماعيلى وحسن الشاذلى ومصطفى رياض نجما الترسانة . لم تكن الساحة الرياضية على سطح صفيح ساخن كما هى الآن وفى رأيى أن هناك سببا وحيدا فقط لما يحدث الآن وهو انتشار البرامج الرياضية على جميع القنوات بدون استثناء والأهم وجود قناتى الأهلى والزمالك.. لماذا أقول ذلك.. بصراحة شديدة أصبحت لا أطيق مشاهدة أى من القناتين فكل منهما لا تشغل نفسها بأخبار ناديها وجماهيره بل أصبحت مادتهما الرئيسية الحديث عن النادى الآخر مع أن فلسفة قيامهما هو تناول أخبار النادى ولاعبيه فقط دون التطرق لأحاديث تزيد الاحتقان.. لا أبرئ أيا منهما فى نشر التعصب الكروى والتحريض ضد الآخر .. حتى البرامج الرياضية على قنوات مثل الحياة وتن وصدى البلد وأون فهى الأخرى تشارك فى هذا التعصب وهذا أيضا ليس من مهمتها.
ما من مرة أقدمت على مشاهدة برنامج رياضى إلا وقد لاحظت أن هناك اتجاها لإشعال الفتنة بين الأهلى والزمالك حتى أصبح التوفيق بين جماهير الناديين الكبريين أشبه بحكايات العنقاء والخل الوفى وتعالوا إلى الفيسبوك لتروا كيف وصلنا إلى منعطف خطير فى التعامل بين هذه الجماهير.. تحريض عنيف وسباب وشتائم وكل من هب ودب يتكلم ويشيع الفتنة فقد أصبحنا أعداء بسبب كرة القدم.. حتى المنتخب الوطنى فقد أصبناه فى مقتل رغم أنه بعيد تماما عن التعصب ويجب أن يكون كذلك!


لماذا وصلنا إلى مفترق الطرق فى تشجيع أنديتنا.. هل هذا بفعل الاحتراف وتحول اللاعبين من ناد إلى آخر واتهام هذا النادى منافسه بسرقة لاعبيه أو تحريضهم على مغادرة ناديهم.. لماذا لا تعود العلاقة بين رئيسى الأهلى والزمالك كما كنا فى الماضى.. لماذا لا يتفقان مثلا على تبادل الزيارات فى المناسبات، فالكرة فوز وخسارة.. لماذا لا تتدخل الدولة لإزالة حالة الاحتقان بين الناديين وعفا الله عما سلف ونبدأ فترة جديدة من التسامح والمودة والاحترام المتبادل والمحبة.. المنافسة لا تعوق كل هذا فهى قائمة والأجدر هو من يفوز بالبطولات بعيدا عن حفلات التجريح والكلام المضلل والشائعات. لنبدأ صفحة جديدة ومن أول السطر .. أتمنى أن يعود الوئام بيننا فى ساحة رياضية تخلو من الشتائم والاتهامات.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة