طاهر قابيل
طاهر قابيل


طاهر قابيل يكتب: كنوزنا الأثرية وقوتنا الناعمة

طاهر قابيل

الإثنين، 01 أغسطس 2022 - 06:07 م

«تجولت فى مبانى القاهرة القديمة، لم أشاهد جمالاً فى الأماكن التى زرتها بالعالم إلا هنا، لكن الفرق بيننا وبين الآخرين أنهم يعرفون قيمة ثروتهم فيعتنون بها».

أعشق التجوال وأعيش التاريخ فى المبانى القديمة التى أتنسم بها شذى الحياة والجدود.. لقد زرت مدناً كثيرة فى مهام عملى «الصحفى» ولكن مدينة «بازل» التى قضيت بها 3أيام مازالت تعيش داخلى منذ أن شاهدت أباً يصطحب ابنه الطفل ليدير عجلة «فرم القمامة».

حرصت على السير فى طرقاتها نهاراً وليلاً.. فقد دعتنى شركة «هوفمان -لاروش»‏ لحضور مؤتمر السرطان، وخاصة الثدى، الذى نجحوا فى السيطرة عليه بالكشف المبكر ومحاربته.. ولأنها شركة «سويسرية» للرعاية الطبية العالمية، وتباشر أعمالها من خلال «الصناعات الدوائية والتشخيصية» ولها مواقع رئيسية حول العالم في مدن أوروبية وأمريكية وشرق أسيا والصين.. فقد حرصت على دعوة صحفيين من مختلف دول العالم واستعراض نجاحها وإجراء اللقاءات.. وفى النهاية حصلت على كتاب يحكى تاريخ الشركة وتطورها.

لقد استغللت كل دقيقة أو ساعة قضيتها فى «بازل» الرائعة فى التجوال بالشوارع والميادين ورؤية الإبداع الذى تحافظ عليه المدينة والتنسيق الحضارى الرائع.. فلم أجد مبنى يعلو الآخر أو جاره إلا تم بناؤه بشكل يتجانس ويتكامل مع جاره تاريخياً.. وتظهر الأصالة والتاريخ والجمال فى كل مكان.. حتى إننى عندما غادرت «بازل» افتقدت التاريخ السويسرى الأصيل الذى رأيته فى كل مبنى أو قطعة حجر ملقاة بجوار نهر الراين.

سوق السلاح
فى قاهرتنا التاريخية نملك من الكنوز أكثر مما تملكه سويسرا وأوروبا.. لكننا نفتقد التنسيق الحضارى.. فلدينا 3 آلاف موقع و مبنى أثرى على مساحة ما يقرب من 50 كيلو متراً مربعاً.. وتسعى الحكومة إلى إعادة تأهيلها وتطويرها.. وإعادتها إلى مكانتها المتميزة على خريطة السياحة العالمية.. وإزالة الأنشطة غير الملائمة لطبيعة وروح المناطق الأثرية والتراثية.

قاهرة المعز مدينة حية وغنية بآثارها المعمارية والفنية التى تعود للفترات التاريخية من العصر الرومانى إلى أسرة محمد على.. الحكومة وضعت برنامجا لحماية وصيانة المبانى على أربع مراحل تشمل 149 أثراً بالجمالية والأزهر والغورية والدرب الأحمر وباب الوزير ومنطقة مسجد أحمد بن طولون وقصر الأمير طاز ومحمد على.. وانقاذ سور مجرى العيون وقبة شجر الدر وشارع الخليفة.. ومقعد وحوض قايتباى.. وجبانة المماليك.. وشارعى المعز والجمالية وحارة الدرب الأصفر.. ومصر القديمة ومجمع الأديان.. وإحياء منطقتى السيدة زينب والدرب الأحمر.

يقع ربع المانسترلى فى شارع «سوق السلاح» بالدرب الأحمر.. وكان يخصص لإقامة الطلبة الدارسين فى مدرسة «الجاى اليوسفى» المجاورة له.. كما سيتم تطوير«أرض التبة» بشارع الأشراف «مسار آل البيت».. وتحويلها الى متنزه ثقافى و خدمى.. وكذلك «درب اللبانة» ومناطق الأزهر والغورية وأسواق العتبة وباب اللوق.. وإعادة توظيف السور الشمالى والشرقى للقاهرة.. ووكالة «قايتباى» وقبة الإمام الشافعى والجامع ومشيخة الأزهر.. مع خلق مشاركة مجتمعية برفع الوعى الثقافى للسكان.

القاهرة الفاطمية
آثارنا ثروة قومية يجب الحفاظ عليها.. فمشروع القاهرة الفاطمية هو أحد أهم المشروعات التى يجب أن يتم الانتهاء منها سريعا، لأنه كفيل بإحياء السياحة المصرية، خاصة أنه يتضمن الحفاظ على المبانى الأثرية التى لا يمكن تعويضها.. وقد كان لى حظ ان ادخل العديد منها.. وخاصة بيت العود.. عندما كان ابنى يدرس به على يد نصير شمه.

تطوير سوق السلاح والدرب الأحمر والغورية يسير على قدم وساق ويتم على مستوى عال، وبأيد مصرية.. ويتفنن المرممون فى إعادة الآثار القديمة إلى ما كانت عليه باستخدام أحدث الوسائل العلمية فى عملية الترميم.. بما يضمن المحافظة على الأثر وعلى معالمه الدقيقة.. مع إحياء الحرف القديمة مثل «الخيامية والفخار» وغيرها من الحرف التقليدية.. وقد كان «سوق السلاح» يقدم خدماته لقلعة صلاح الدين الايوبى أثناء حكم المماليك.. ومع تراجع الطلب على هذه الأسلحة تحولت الورش الموجودة بالسوق إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق.. وحارة «درب اللبانة» بحى القلعة واحدة من أشهر حارات القاهرة الفاطمية التى تعمر بعشرات الآثار وتحيط بها المساجد.. وهو ما جعلها ذات شهرة كبيرة، لذا يحتل هذا المشروع الذى يتم تنفيذه بالتنسيق مع اللجنة القومية لإحياء وتطوير القاهرة التراثية، مكانة هامة ضمن مشروعات إحياء القاهرة التاريخية بهذا الاسم، نسبة إلى إحدى العائلات التى عاشت به وكانت تبيع وتتاجر بالألبان ومنتجاته.. وتوزعه على أغلب أحياء القاهرة.

تجولت فى مبانى القاهرة القديمة ولم اشاهد جمالا فى دول العالم التى زرتها إلا هنا.. ولكن الفرق بيننا وبين الآخرين أنهم يعرفون قيمة ثروتهم فيعتنون بها.. ولا يبنى منزل يشوه جمال المبانى القديمة.

كنوز العبَّار
عبر الصور الفوتوغرافية البديعة التى حرص على جمعها وتنسيقها محمد العبَّار مؤسس ورئيس مجلس ادارة شركة إعمار العقارية .. أبحرت فى ذكريات سنوات المجد الذهبية للسينما المصرية والغوص فى أحداث خالدة لمسيرة مجتمعنا.. وتشكيل الوجدان العربى من خلال الأفلام التى قدمتها هوليوود الشرق.. فبمجرد أن تطأ قدمك فندق العلمين بعد تجديده تشعر بانتشار اريج وجمال ورونق هذه الحقبة فى كل أرجاء المكان.. وتتألق مع الشماسى المعلقة والمستوحاة من أغنية «قاضى الغرام» للراحل عبد الحليم حافظ.. فهى مزج الفن والسينما المصرية بالمعمار. 

يبدأ الكتاب الذهبى بصورة تجمع بين تحية كاريوكا وسامية جمال.. ثم ينقلنا الى فيلم «معبودة الجماهير».. وصورة تجمع العندليب وأمامه على إحدى الترابيزات كلب هادئ ورائع.. ومع كل صورة حكايتها.. من هو المخرج ومؤلف القصة وكاتب السيناريو والحوار.. ومن قام بتصوير الفيلم.. وشركة الإنتاح وعام إنتاج الفيلم.. ثم صورة تجمع بين سعاد حسنى وصلاح منصور فى فيلم «الزوجة الثانية».. ففيلم «اخطر رجل فى العالم».. شويكار وعادل أدهم فثلاثى أضواء المسرح فى «شاطئ المرح».. ثم نادية لطفى  وعبد المنعم ابراهيم فى «قصر الشوق».. ثم هند رستم ورشدى اباظة فى «هو والنساء».. فنبيلة عبيد وعمر الشريف فى «المماليك» قصة نيروز عبد الملك.. ثم نادية لطفى ومحمود مرسى فى «الخائنة».. وسامية جمال واحمد رمزى فى «بنت الحتة».. وستيفان روستى وميمى شكيب فى «المجانين فى نعيم».. و«الحقيقة العارية» للفنانة ماجدة.. و«بقايا عذراء» لفؤاد المهندس.. و«دنيا البنات» لشويكار.. ورائعة نجيب محفوظ «اللص والكلاب» لشادية وشكرى سرحان.. و«عودى يا أمى» لنادية لطفى.. و«أنا وبناتى» لزكى رستم.. و«السبع بنات» لسعاد حسنى.. و«إشاعة حب» مع عمر الشريف.. و«حلاق السيدات» لعبد السلام النابلسى.. و«البنات والصيف» لسميرة احمد.. و«لوعة الحب» لشادية مع احمد مظهر.. و«نساء محرمات» لهدى سلطان وصلاح ذو الفقار.. و«قاطع طريق» لهدى سلطان ورشدى اباظة.. و«عاشت للحب» لكمال الشناوى مع زبيدة ثروت.

الكنز الرائع الذى تم اهداؤه لى يتضمن الكثير من الثروات، وعلى رأسها قصة الأديب طه حسين «دعاء الكروان» مع صورة نادرة لأحمد مظهر.. ثم «حكاية حب» لعبد الحليم حافظ و«السابحة فى النار» لسميرة احمد.. و«أنا حرة» للبنى عبد العزيز.. و«حب إلى الأبد» لأحمد رمزى ونادية لطفى.. و«سر طاقية الإخفاء» لتوفيق الدقن وعبد المنعم ابراهيم.. و«المعلمة» ليحيى شاهين ومحمود المليجى.. و«سيدة القصر» لزوزو ماضى وستيفان روستى وعمر الشريف وفاتن حمامة.. و«حب من نار» لشادية.. و«باب الحديد» لهند رستم ويوسف شاهين.. و«لا أنام» ليحيى شاهين وهند رستم.. و«أرض الأحلام» لعماد حمدى ووداد حمدى وعبد الوارث عسر.. وقصة يوسف السباعى «رد قلبى» لهند رستم وصلاح ذو الفقار وأحمد مظهر.. و«تمر حنة» لرشدى اباظة ونعيمة عاكف.. و«عيون سهرانة» لزوزو ماضى وعبد الوارث عسر.. و»النمرود» لفريد شوقى ومحمود اسماعيل.. و«صاحبة العصمة» لتحية كاريوكا وإسماعيل ياسين.. و«ليالى الحب» لعبد الحليم حافظ.. و«الله معنا» لفاتن حمامة.. و«الحبيب المجهول» لليلى مراد.. و«الآنسة حنفى» لإسماعيل ياسين ورياض القصبجى.. و«الستات ما يعرفوش يكدبوا» لشادية.. و«أربع بنات وضابط» نعيمة عاكف وزينات صدقى.. و«قلوب الناس» لفاتن حمامة وفردوس محمد.. و«حسن ومرقص وكوهين» لشكرى سرحان وستيفان روستى وحسن فايق ونجوى سالم وشرفنطح.. و«دهب» لإسماعيل ياسين وماجدة وفيروز وأنور وجدى.. و«نساء بلا رجال» لمارى كوين وعماد حمدى.. و«شريك حياتى» لزهرة العلا وشكرى سرحان.. و«مؤامرة» لرشدى اباظة ومديحة يسرى ويحيى شاهين.. و«شمشون ولبلب» لمحمود شكوكو وعبد الفتاح القصرى.. و«قطار الليل» و»المنزل رقم 13» و«لحن الخلود» و«ليلة غرام» و«حبيب الروح» ليوسف وهبى وليلى مراد.. و»آخر كدبة» لفريد الأطرش وسامية جمال.. و«الزوجة السابعة» لمارى كوينى ومحمد فوزى.. و«ليلة العيد» و«لهاليبو» و«عنبروبلبل افندى» و»حمامة السلام» و«صاحب بالين» و«لعبة الست» و«ما اقدرش» و«السوق السوداء» و«ابنتى» و«غرام وانتقام» و«الطريق المستقيم» و»ممنوع الحب» و«على مسرح الحياة» و«سى عمر» و«انتصار الشباب» و«ياة الظلام» و«يوم سعيد» لمحمد عبد الوهاب و«العزيمة»  و«الدكتور» و«يحيا الحب» و«لاشين» و«الحل الأخير» و«سلامة فى خير» لنجيب الريحانى و«نشيد الأمل» لأم كلثوم و«وداد».

لقد رصد الكتاب السنوات الذهبية فى السينما المصرية «سينما كايرو» من 1936 وحتى 1967.. كل الذهب والروعة والجمال المصرى مع  كل صورة رائعة تعليق وسرد.. من هم الممثلون والقصة والسيناريو والحوار والإخراج.. متعة أن أعيش تلك السنوات بعد ان حلقت طائرا بين قوتنا الناعمة وآثارنا التاريخية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة